ما زلت وحيداً .!

تاريخ النشر: 13/01/20 | 20:26

يقف القطار في المحطة
ينزل راكبون
ويصعد مسافرون
وأنا واقف على فوهه بركاني
حاملاً غضبي وثورتي
وجراحي ..
أمدُّ يديَّ لأنشل الراحلين
الى ظلال القفار
فيمشي القطار
وأنا باق في المحطة وحيداً
انتظر القطار الآتي من بلاد الغياب
لأحاول مرة أخرى من جديد
******
تمرُّ السفن مع التَّيار
وعكس اتجاه التيار
قادمات من ظلمات البحار
وأنا واقف على ضفة النهر
أحمل غربتي وضياعي
وهيجان ثورتي
أعدُّ تعرجات المياه
وانتظر المبحرين
المبتعدين عن حطّين
أتشَّبث برغوة الماء
كي أوقف السفن المارات
وأنشل المغتربات والراحلات
فتمرُّ السفن وأبقى وحيداً
أنتظر السفن القادمات
لأحاول من جديد
*************
أنا واقف على أسوار عكا
أعدُّ ضربات الأمواج
على سورها العنيد
الأمواج تأتي من الأفق البعيد
وتعود الى ما وراء الأفق البعيد
وتحمِّل أحمالها
وتنزٍّل أثقالها
وتختفي وراء البحار
وأنا واقف أحمل غضبي
وأحلام ثورتي
و أمدُّ يديَّ
لعلي أنشل العكاويات
من ظلمات الأفق البعيد
فأبقى على السور وحيداً
لأحاول نشلها من جديد
************
أنا واقف على حافة الطريق
تمرُّ قوافل من أمامي
مسافرات الى الظلمات
وقوافل العائدات الى مياه
النبعات
أنتظر القادمين من غياهب
زماننا العريق
وجراح غزوات الإغريق
وعذابات زمن الرقيق
أحمل صليبي ونزيف عنادي
أمدُّ يدي لأنشل يديَّ من قيودي
فأبقى وحيداً مع قيودي
لأحاول كسرها من جديد
***********
يوسف جمّال – عرعرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة