أنا, هُوَ وَعَكّا

تاريخ النشر: 28/11/19 | 7:24

قابلتهُ,
رَأسه مَرفوع للسَّماء يَدعو لِعَكّا
تأمّلتهُ,
وَإذ بعَصاة تسندهُ وَهِيَ المُتّكى
جالسْته,
ما بكَ يا عَمّاه تدعو بحرقة الدَّمع وَالبُكا؟
هَل تحتاجُ كلّ هذا الخُشوع عَكّا؟!
نَعم يا ابنَتي أجابَني,
بوجهٍ تغزوه التّجاعيد, وجسدٍ أرهقه الدّهر وأهلكَه
أنتِ ابنة اليَوم قالَ لي, لمْ ترَي شيئًا بَعد,
وَلا تعرفينَ مَعنى أن نفقدَ شَيئًا نَملكَه
تبسَّمتُ ساخِرَةً, ظانَّة بنفسي المَعرفة وَالثّقة
وَرغم شَيخوختهِ, سُخْريَّتي مِنهُ قدْ أدْرَكَ
فاعتَراني الخَجَل مِن نفسي, وَاحْمَرَّ وَجهي وَلِساني تلبَّكَ,
حينها هَمَسَ في أذني:
“عَكّا يا ابْنتي يُغرقها الحُزن,
وَفقر الوَعي قد باعَ البُيوت المُعَتَّقة
تتلذَّذ نيران الفِتنة فيها, فاسْتعدّوا للمَعرَكة
إنها أصْعب مِن جيش نابليون وَحَربه, هذهِ بدايَة التَّهلكة
وَقد شارَفتُ عَلى المَوت يا ابْنتي وَما زالت تسْكنُ عَينيَّ عَكّا
وَانتهى مِشوارصُمودي ولمْ أجد أحَدًا أأتمنهُ عَلى عَكّا”
وَدونَ سَلام,
مُخلفًا وَراءهُ ذهولي, صَمْتي وَأسْئلتي
غادَرَ, وَالمَكان ترَكَ…

بقلم:أزهار أبو الخير- شَعبان.عكا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة