أنت الأحقُّ ويشهد الأدبُ- شعر: الشَّاعر محمود مرعي

تاريخ النشر: 05/05/19 | 9:29

إلى الزَّميل الأستاذ والـمربِّي مُحَمَّد بدارنة (صاحب مجلَّة الحياة للأطفال) بمناسبة تكريمه في بلده عرَّابة البطُّوف، في مركز محمود درويش، يوم السبت 4/5/2019.

شَرْعُ السَّماءِ عَلى أَطْفالِنا حَدِبُ.. وَالطِّفْلُ غَرْسٌ عَلى الأَيَّامِ يُنْتَخَبُ

غَرْسُ الطُّفولَةِ إِنْ طابَتْ مَنابِتُهُ.. جادَ الثِّمارَ مَذاقًا دونَهُ الرُّطَبُ

يا راعِيَ الطِّفْلِ لَمْ تَبْخَسْهُ مَأْثِرَةً.. حَتَّى يَعودَ غَدًا لِلْفَخْرِ يَحْتَلِبُ

حَتَّى يَعودَ قَناديلًا تُنيرُ لَنا.. لَيْلًا تَطاوَلَ عِشْنا فيهِ نَحْتَطِبُ

وَحاطِبُ اللَّيْلِ لا تُرْجى حَمولَتُهُ.. وَإِنْ تَهَوْدَجَتِ الأَحْمالُ وَالحَطَبُ

كُنَّا كَحاطِبِ لَيْلٍ وَسْطَ مَجْهَلَةٍ.. أَوِ اليَتيمِ شَناهُ القُرْبُ وَالجُنُبُ

كُنَّا يَتامى وَكانَ العَيْشُ مَسْغَبَةً.. نُصارِعُ الـمَوْتَ يُرْدينا فَنَنْتَصِبُ

وَالصَّبْرُ حِصْنٌ مَنيعٌ غَيْرُ مُنْصَدِعٍ.. قَدِ ادَّرَعْناهُ لَـمَّا أَخْفَقَ اليَلَبُ

لاحَتْ لَنا كُوَّةٌ في عَتْمِ مَلْجَئِنا.. طِرْنا لَها وَتَهادى النُّورُ لا الوَقَبُ

وَالرَّكْبُ سارَ وَما حُطَّتْ رَحائِلُنا.. وَلا نَزالُ مِنَ الـمَأْمولِ نَقْتَرِبُ

كَرٌّ وَفَرٌّ هِيَ الأَيَّامُ ما بَرِحَتْ.. تَنْقادُ راغِمَةً إِنْ خاضَها الدَّرِبُ

يا راعِيَ النَّشْءِ لا شُلَّ اليَمينُ وَلا.. عَراكَ في العُمْرِ إِلَّا الرَّغْدُ وَالنَشَبُ

مُحَمَّدٌ يا سَميَّ الـمُصْطَفى شَرَفًا.. لَهُ انْتَسَبْتَ، وَذو العَلْياءِ مُنْتَسِبُ

كَفاكَ بِاسْمِ رَسولِ اللهِ مَفْخَرَةً.. وَهَلْ يُطاوِلُ جَوْزاءَ النَّبي نَسبُ؟

تَرْعى الطُّفولَةَ لا شَكْوى وَلا مَلَلٌ.. تُقَوِّمُ النَّشْءَ في لينٍ هُوَ السَّبَبُ

لِتَسْتَوي السَّاقُ وَالأَغْصانُ في غَدِنا.. راعي الطُّفولَةِ قالوا أُمُّها وَأَبُ

مَهَرْتَها العُمْرَ عَنْ حُبٍّ رَبا شَغَفًا.. مَحَضْتَها الوُدَّ لَمْ يَعْدِلْ بِكَ التَّعَبُ

فَاسْلَمْ وَدُمْ وَاسْمُ وَاصْعَدْ وَاهْدِ وَارْجُ وَنَلْ.. أَنْتَ الأَحَقُّ بِهٰذا، يَشْهَدُ الأَدَبُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة