لكل حديث ابتسامة

تاريخ النشر: 20/11/18 | 6:24

وتمضي قسوة الفراق وتتوالى الأيام، وجعٌ حزنٌ وحرقة فؤاد، جرح قلب ما زال يبكيك، وما زالت روحك ترفرف في وجدان مكسور، قلب مكلوم وقلم مكسور، وما زلت حيًا في القلوب.ويأبى القلم إلا أن يفجر ما بداخلي، بعد سكوت مكنون بألم يهز كياني وكيان محبيك، فالحدث كسر نفسي كسرا، فأنت بنظري كلمة، بسمة ومعنى، ثلاثة أمرِّرها معي أينما كنت، فهي ما يزيل الغمام عن قلي بذكراك، وستبقى تحمل كلماتك في حب الآخرين، وبسمتك أمام الجميع، ومعاني النفوس الراقية، رحلت عن غفلة الأحياء، وبكتك الجموع وأفنوا دموعهم عليك، آثرت السكن تحت التراب، وما عهدي بك إلا والابتسامة تملأ ثغرك، والبشاشة والخير عنوانك، طوبى لك حين تلقفتك الملائكة فظفرت بلقاء رب المغفرة، أبكيك ثم أضحك لتلك الأيام الخوالي التي أتذكرها معك.
أتذكرك عندما كنت تختم حديثك بابتسامة، فمن منا لم يكن فرِحًا بلقاءاتك، تشاركه حزنه وفرحه، وأجدني وما زلت في حيرة عن كتابة سابق ذكرياتنا، والوقوف في محطاتها فتغلبني الدموع تنهمر كغيث، تجعل حروفي غرقى على ورقة تاهت بها الحروف، وأتوقف عن كتابة أي حرف.
هي لحظات فراق ما أصعبها، ما أقساها، يحزن القلب ، وتدمع العين، ذكريات وأيام مضت وانطوت، مليئة بهدوئك وحلمك ومعاملتك، مليئة بمشاعر أخوية وحنان، مليئة بجودك وكرمك.فارقتنا بجسدك، لم تفارقنا بروحك، ووطأة قدميك للخير، ننهل من ذكرياتك وأنفاسك الطيبة، التي علقت بأذهاننا وأرواحنا، وتبقى بعبقها الإيماني حاضرة بحياتنا، ظلت روحك باقية في أحبابك وفي كل زوايا البلاد بعرضها وطولها، روحك النبيلة، وأفعالك الطيبة، فانت حكيم بكل هذه الصفات يا حكيم، فإني عشت معك ردحًا من الزمن وكلامك كان ندى حلوًا على نفسي وقلبي، وأنت صاحب النفس المصممة الحكيمة، فكل شيء كان عندك بالضبط والحكمة، بالعقل النافذ الكبير.
يا رحمة من عند الله تتغشّاك، ستبقى ذكراك تعطر مجالسنا، فنم قرير العين يا حكيم.

“في ذكراك عبد الحكيم مفيد”

بقلم : الشاعر خالد اغباريه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة