مدرسة رمضان

تاريخ النشر: 02/08/10 | 3:04

بقلم :الشاعرة والاديبة:نبيهة راشد جبارين.

قال تعالى في محكم تنزيله: “((شهرُ رمضانَ الذي اُْنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدىً للنّاسِ وبيّناتٍ مِنَ الهُدى والفُرْقانِ))”. كيف لا يكون رمضان أقدس الشهور والأيام ما دام قد نزل فيه القرآن ؟ وكيف لا تكون ” ليلة القدر” التي نزل فيها القرآن خيراً من ألف شهر ؟ وهذا القرآن فيه خير الدنيا والآخرة لِمَن تدبّره وعمل به وتخلّق بخلقه . فأين نحن من رمضان وأين رمضان منا ؟ هل يحتل رمضان بقدسيته وبركاته مكاناً لائقاً في قلوبنا، ومشهداً عزيزا في عيوننا، وشوقاً عظيما في نفوسنا ؟

إننا في أيامنا هذه، وما أدراك ما أيامنا ؟ ننجذب إلى وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها لتقدم لنا الدعايات المغلّفة بالإغراءات لأنواع الطعام المختلفة في أرقى المطاعم، ولأنواع المواد التموينية، مع الوعود بتخفيض الأسعار وإقامة الحملات الخاصة بالشهر الفضيل ..وكأن همَّ المسلمين هو فقط التفكير طيلة أربعٍ وعشرين ساعة ماذا سيكون طبق الإفطار اليوم ؟ كأن الصائم أصبح عقلاً يشغله الطعام، ومعدة يحشوها بالطبيخ .

الله ! لو أعدنا النّظر بحكمة الصّيام، وفلسفة الصّيام قليلاً، لوجدناها بعيدة كلّ البُعد عن المظاهر التي نكسو بها هذا الشهر الفضيل. فإن حكمة الصيام هي الالتفات إلى الروح، وتغذيتها بحب الله والرسول (ص)، وترويض النفس على العزوف عن الشهوات، والإقبال على الطاعات. وان كل مباهج الدنيا تصبح رخيصة زهيدة أمام قيمة الوقت، سيّما في رمضان، ذي الأيام والساعات واللحظات المقدسة، والتي يضيعها الكثير منا أمام الفضائيات التي تراهن على اختطاف أوقات الصائمين، فتبث دعاياتها حتى قبل أن يهل هلال رمضان بوقت طويل، وذلك لمتابعة المسلسلات الرمضانية الفتانة. فهل أصبح الوقت في رمضان خارج نطاق الزمن…؟ فنضيع ساعاته وأيامه ولياليه في مشاهدات لا تلائم الأجواء الرمضانية الإيمانية – اللهم إلا بعض البرامج النافعة والتي لا تحظى إلا بالقليل من المشاهدين –

ليتنا نقدّر هذا الشهر حقّ قدره، فنستثمره خير استثمار في العبادة والقُربى إلى الله والرسول (ص)، وفي العمل الطيب، والمعاملة الحسنة مع الأهل والجيران والناس كافة.

على أبسط الأصعدة فإن رمضان مدرسة لشؤون الدنيا والآخرة، منه نتعلم النظام في حياتنا اليومية، واحترام الوقت واستثماره، وكنس الأضغان والأحقاد من القلب ، والتحلّي بالصّبر والتّسامح . وشحن النفس بشحنات إيمانية قويّة وبعيدة المدى، والتراحم بين بني الأرحام والأقارب والجيران، والناس عامة، والصدق مع الله ومع النفس ومع الآخرين، واستشعار التواجد بين يدي الله طيلة الوقت.

مرحباً برمضان مهذباً للنفس وراقيا بالروح ولطيفا بالجسد .

مرحباً به مرتعا ًللتخلّق بأخلاق الإسلام السّاميَة، وواحة للعبادة الصّادقة.

الّلهم اجعلنا ممّن يتخلّقون بأخلاق القرآن، وأخلاق رمضان، وممن رضي الله عنهم ورضوا عنه. آمين

كل عام وامتنا بخير.

‫8 تعليقات

  1. بارك الله فيك شاعرتنا على المعلومات القيمة وجعلها في ميزان حسناتك .
    ننتظر منك قصيدة عن فضل شهر رمضان :إغلاق أبواب النار وفتح أبواب الجنة
    الرحمة والمغفرة والعتق من النار ،القيود التي تكبل الشياطين ، ولا ننسى ليلة القدر العظيمة
    ولك منا كل التقدير والإحترام.

  2. رمضان كريم للجميع…كلماتك التي نطقت بها في هذه المقالة ايتها المربية والكاتبة ام رامي تعكس أجواء رمضانية ولكن كما ذكرت فهنالك أمورا فيها المبالغة والإسراف الذي لا لزوم له…فهذا الشهر شهر عبادة وتقوى, شهر ألخير والبركات…فليكن أجرنا كبيرا وثوابنا في حسن صنيع أفعالنا….

  3. كل الاحترام ما شاء الله الله يوفقك ويخليك الله يديمك انت فخر العالم انك مسلمة كبيرة لك ايمان كبير بالله وكتابه العزيز اتمنى لك النجاح

  4. بارك الله بك يا ام رامي…واللهم إجعل رمضان سهلا وثوابه عظيما على أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

  5. بارك الله فيك يا اخت نبيهه .. دمت فخرا لنا على هذه الكلمات الرائعه والمفيده .. 😀


    اعاد الله رمضان علينا بالخير واليمن والبركات .. اللهم نسألك خير هذا الشهر الكريم وان يكون هذا الشهر .. شهر المحبه والحسنات والاقتراب الى الله .. كل عام وانتم بخير .. 😀

  6. الله مـولانــا هــو الرحمــن — أهل المحـامـد والتقــى المنّـان
    أحيا القلوب بشهره رمضان — كالنهر أروى الهـاجر الظميان
    الله مــولانــا لـه الإجــلال — هو صاحب الرحمات والإحسان
    هو قابل التوبات بالأسحـار — هو ســاتـر الـزلات بالغفــران
    فالحمـد لله عظيـم الشــان — ما هزت الأنسـام غصـن البـان
    سبحان من دانت له الثقلان — حمــدا وتسبيحــا بكــل بيـــان
    وله تمام الفضل والشكران — مـا أبصـرت نـور العلا عينان
    وما تلت آي الهـدى شفتـان — تمحـو ظـلام القـلب بالقـرءان
    تشفي سقام الروح والأبدان — تحيـي دمـوع التـائب الأسيـان
    وصلاة مولانا وخير سلام — على الصفي المرتضى العدنان
    على نبـيّ التوبـة الإنسـان — ما أزهـر النـوّار في الأغصان

  7. أحب هذا الشهر أحبه !
    أستاذتي كلماتك ومقالك جذاب .. أتحفينا دائماً بالمزيد !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة