– آدم وَحَوَّاء –

تاريخ النشر: 10/09/18 | 10:06

حَوَّا وآدَمُ عَمَّرَا الأرضَا . جسمًا وَروحًا أكمَلا بعضَا
في وَحْدَةٍ كانا وما افترَقا . حتى الرَّدَى والرَّبُّ قد أقضَا
بالحُبِّ والإيمانِ عيشهُمَا . لم يعرفا الأحقادَ والبغضَا
خاضَا الحياةَ بكلِّ قسوتِهَا . قطعَا السنينَ جميعَهَا ركضَا
عَهْدُ الوَفا قد كانَ بينهُمَا . طولَ المَدى لم يعرفا النقضَا
حُبُّ البقاءِ يظلُّ نهجهما . وَتحَدَّيَا الأشواكَ والرَّمضَا
والعيشُ في بؤس ٍ وَفي رَغَدٍ . عُلوًا يكونُ وَبعدَهُ خفضَا
زرَعَا البذارَ وَسَادَ نسلهُمَا . مَلأ البسيطة َ طولهَا عرضَا
كالنملِ أضحَى فوقهَا اكتظّا  رُغمَ التحضُّرِ ينشرُ الفوضَى
بالعقلِ سادَ على الخلائقِ قد  مَسَّ الطبيعةَ ، طُهرَهَا افتضَّا
أبناءُ آدم حاربوا بعضا  بمتاع ِ أوهامِ الدُّنى مَرضَى
قايينُ لم تُغفَرْ جريمتُهُ  هابيلُ كانَ ضحيَّةً مَحْضَا
حوَّا وآدمُ أوْرَثا عِللاً  عيناهُما لغدٍ لنا غَمْضَا
لولا الخطيئةُ خُلِّدَا أبدًا . عاشَا الشَّبابَ المُشرقَ الغَضَّا
تفاحةٌ سَاقتْ مصيرَهُمَا . فِعلُ الخطيئةِ لم يكُنْ فرضَا
وَنظمتُ شعرًا فيهما وأنا . روحي بدُنيا الأرضِ لا ترضى
من عالمِ الأنوارِ جئتُ إلى . دُنيا وُحُوش ٍ أدمَنتْ عَضَّا
في عالمٍ المالُ دَيْدَنُهُ . الكلُ باعَ الأرضَ والعِرضَا
أنا في سماءِ الفنِّ مُؤتلِقٌ . لقدِ احتللتُ الشَّمسَ والأرضَا
ملكُ القريضِ أظلُّ رائدَهُ . رغمَ القيُودِ جمالهُ وضَّا
أنا شاعرُ الشُّعراءِ في وطني . بي الفنُّ يبغي السَّيرَ والنّهضَا
وَمُتنبِّىءُ العصرِ الذي انتفضَا . مَن يبتغي عَن نهجهِ غَضَّا
مَن رامَ نقدي دونمَا سَبَبٍ . فَدْمٌ وينفضُ ريشَهُ نفضَا
وغدٌ عميلٌ آبقٌ نتِنٌ . مَسْخٌ ذليلٌ عقلُهُ خُضَّا
سيفي صقيلٌ دائمًا ظمِىءٌ . سَيشضُّ رأسَ المُدَّعي شَضَّا
حُزتُ الفصاحَة َ والعلومَ هُنا . ثمَّ الشَّجاعةَ والإبَا أيضَا
وَتكأكأ الإبداعُ في أدبي . وَمَضَاجع العُظماءِ قد قضَّا
وافرَنقعَ الدُّخلاءُ لا أحدٌ . لم يَشهَدُوا حربًا ولا وخضَا
وَبقيتُ وَحدي فارسًا علمًا . والكلُّ ساحاتِ الوغى أفضَى
شعري البَراعَةُ تُسْتشَفُّ بهِ . سحرُ الطيوب وَيُسكرُ الرَّوْضَا
الشِّعرُ وَزنٌ ثمَّ قافيةٌ . مِن دونِ هذا يفقدُ النّحْضَا
وأحُضُّ ذا حَظ ٍّ بمَوهِبةٍ . دربَ العُروضِ السَّيرَ والخَوضَا
خُضتُ التّجاربَ في الحياةِ ولمْ . تحفلْ جناني البردَ والقيضَا
عاركتُ دهرًا جائرًا نهِمًا . ورأيتُ فيهِ الحُلوَ والحَمْضَا
قد كانتِ الدُّنيا وقسوَتُهَا . وَتجاربُ الأيَّامِ لي وَعْضَا
والحَظ ُّ يأتي دونمَا تعبٍ . كم غايةٍ قد حُقّقتْ رَبْضَا
إنَّ البخيلَ بمالِهِ شغفٌ . كم يُتقنُ الإمساكَ والقبضَا
أما الكريمُ فدائمًا سَمِحٌ . ورداؤُهُ في الجودِ ما نَضَّى
إنَّ الأبيَّ حياتُهُ كرمٌ . ويحضُّ غيرَهُ للنَّدى حَضَّا
كم من كريمٍ روحُهُ بُذِلتْ . وَلِيَحْمِيَ الأوطانَ والحَوضَا
وَطني جنانُ الخلدِ أعبُدُهُ . لا .. لم أجدْ كجمالِهِ عِوضَا
خُضتُ الخُطوبَ بصَارمٍ غَضِبٍ . وَدَحَضْتُ أشباحَ الدُّجَى دَحْضَا
ربُّ المكارمِ كلّهُم شهدُوا .. والغيرُ يعطي النّزرَ والبرضَا
ويدايَ طائلتانِ مُذ صغر ٍ . لي لم يسدُّوا الدينَ والقرضا
وَصُروحُ مجدي للسَّماءِ سَمتْ . والغيرُ يُفتِي الرَّدمَ والنقضَا
شعري ليقظةِ أمَّةٍ رَقدَتْ . تبقى بلادي القلبَ والنّبضَا
للفنِّ للإبداعِ جئتُ أنا . لأساندَ الفقراءَ والجَرْضَى
وَلأنثرَ الأزهارَ في وطني . لأبدِّدَ الأحقادَ والغيضَا
كم من نساءٍ واكبَتْ أدبي . كم من لحاظٍ سيفُهَا يُنضَى
لم تغوني الغيدُ الحِسانُ هنا . ألحاظهُنَّ مِنَ الظبى أمضَى
أنا فارسُ الفرسانِ في زمن ٍ . الكلُّ عن دربِ الإبا انفضَّا
أجواؤُنا في سوءِ مُنقلبٍ . والحرُّ يرقبُ في غدٍ مَخْضَا
المالُ أضحَى الرَّبَّ .. لا قيمٌ . ماتَ الضَّميرُ بأمَّةٍ تقضَى
سَجَدَتْ لباغ ٍ دونما خجلٍ . وَعلى كرامتِهَا قدِ انقضَّا
سأظلُّ في دربِ الفدا علمًا . والغيرُ يبدي الجُبنَ والبضَّا
وَنفضتُ أوحالَ الخطوبِ ولم . أعبَأ بدهر ٍ لم يزلْ فضَّا
عرشُ البلاغةِ شدتُهُ بدمي . حزتُ الفنونَ النّثرَ والقَرْضَا
هذي القصيدةُ كُنْهُهَا دُرَرٌ . قد فاضَ سحرُ جمالِهَا فيضَا
وقصيدتي عصماءُ ساطعةٌ . فتشعُّ في آفاقِهَا البيضا
قد يعجزُ الأفذاذُ كلّهمُ . أن ينطمُوا كوَمِيضِهَا وَمضَا

( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل )

………………………………………………………………………..
*1 – الوخض : الطعن الذي يختلط بالأحشاء ولا ينفذ من الناحية الأخرى
*2- النحض : القطعة الكبيرة والهامة من اللحم ( المركز)
*3 – البرض : القليل
*4 – نضَّى : خلعَ وأزالَ
*5 – الجرضَى : المغمومين
*6 – يُنضَى : يُسَل
*7 – المخض : المخاض – ساعة الولادة
*8 – البضا : الجلد الرقيق الناعم ، والدمع إذا رق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة