قصة الأسيرة إسراء الجعابيص تُبكي الآلاف

تاريخ النشر: 13/01/18 | 23:01

اعتقلت إسراء جعابيص 31 عاماً , بعد حريق شب في سيارتها وأصيبت على إثره بحروق من الدرجة الأولى والثانية والثالثة في 50% من جسدها، وفقدت 8 من أصابع يديها، وأصبتها تشوهات في منطقة الوجه والظهر. في يوم 11 أكتوبر 2015 كانت إسراء في طريقها من مدينة أريحا إلى مدينة القدس؛ حيث كانت تعمل في مدينة القدس يوميّاً وكانت تنقل بعض أغراض بيتها إلى سكنها الجديد بالقرب من مكان عملها، وفي ذلك اليوم كانت تحمل معها أنبوبة غاز وجهاز تلفاز، وحسب ما ذكرت إسراء للمحققين كانت تشغل المكيف ومسجل السيارة.عندما وصلت إسراء إلى منطقة الزعيم قرب مستوطنة معاليه أدوميم انفجر بالون السيارة الموجود بجانب المقود، وهو موجود أصلاً للتقليل من مضاعفات حوادث السير، واشتعلت النيران داخل السيارة فخرجت إسراء من السيارة وطلبت الإسعاف من رجال الشرطة الإسرائيليين المتواجدين على مقربة من مكان الحادث ألا أن أفراد الشرطة لم يقدموا لها الإسعاف واستنفروا واستحضروا المزيد من رجال الشرطة والأمن، وأعلنت الشرطة في البداية أنه حادث سير عادي، ثم ما لبث الإعلام العبري عدّ ما حصل أنه عملية لاستهداف الجنود الإسرائيليين، واكتشف المحققين وجود التلفاز مع أنبوبة الغاز، وانفجار بالون السيارة وليس أنبوبة الغاز، وعلموا أن تشغيل المكيف منع انفجار زجاج السيارة، لكن المخابرات الاسرائيلية ادعت أن إسراء كانت في طريقها لتنفيذ عملية. كانت إسراء في السنة الثانية بالكلية الأهلية في بلدة بيت حنينا شمالي القدس في تخصص التربية الخاصة، وكانت تعمل مع المسنّين، إلى جانب الفعاليات الترفيهية في المدارس والمؤسسات، وهي متزوجة ولديها ابن واحد هو معتصم يبلغ من العمر 8 سنوات.

في أول ظهور رسمي لها، بدت عيناها ضائعة مدهوشة مما يحدث لها..هل أنا في كابوس وسأستيقظ قريباً؟ كابوس استمر لمدة عامين، لكنه كان على الأسيرة المقدسية إسراء الجعابيص كأنه دهر بأكمله. تقبع وراء قضبان الاحتلال الإسرائيلي بحالة لا تمت للإنسانية بأي صلة، تُعاني من حروق تُغطي جسدها بنسبة 60%، ظهرت في المحكمة وهي تتلقى أسئلة تستغربها وتنظر حولها خائفة هل تُجيب أم لا؟
– هل تتلقي علاج داخل السجن؟
= ابتسامة يائسة وكأنها تقول” هل هذا سؤال منطقي؟” : لأ
– هل تعانين من أوجاع إسراء؟
= “مُستهجنة” :” إيش رأيك؟ في أكتر من هيك وجع؟”.
– أصابعك ويديك؟
= “تُلوح بما تبقى منها”: فش أصابع”
– ألا تتلقي أي علاج؟
= ولا علاج
– قولي ما أردتي إسراء.. تكلمي
= طولت الشغلة، صارلي سنتين هون ولم أتلق أي علاج أو أي مساعدة ومابعرف ليش أنا أصلا هون.
وكانت إسراء قد أرسلت رسالة من السجن تشرح بها وضعها المُرعب كالتالي: “انا اعاني من تشنجات في اليدين والقدمين وهذه التشنجات تمنعني من القيام باموري اليوميه وانا دائما بحاجه للبنات من اجل القيام بابسط الأشياء وهذا الامر يؤلمني ويجعلني اشعر بانني اقل من غيري احس بالاهانه واشعر بالخجل وتعز علي نفسي لانني بحاجه دائمه للاخرين. أنا بحاجه ماسه لاجراء العمليه للتخفيف من هذه التشجنات لاتمكن من القيام باموري الشخصيه البسيطه والاداره هنا تماطل دائما ومنذ اعتقالي وهم يقولون ان العمليه بالشهر الفلاني ولا يحدث شيء ووضعي يسوء يوما بعد يوم. انا كل يوم انظر الى المرأه واتالم بصمت ونفسيتي تتحطم في كل يوم. انا بحاجه لعلاج نفسي لاتمكن من مواجهة واقعي المؤلم فانا اشعر بالخوف من وجهي عندما انظر لنفسي بالمرأه فكيف بالاخرين وماذا يقول ابني عندما يراني ؟ هل يشعر بالخوف مني ؟ آلاف الأسئله تمر برأسي كل يوم ولا اجد لها اجابه؟ فقط تزيدني إحساسا بالخوف والمهانه والقلق أحاول ان اساعد نفسي ولكن بدون جدوى انا بحاجه للعلاج وبحاجه لاجراء عمليات جراحيه لاتمكن من العيش مع هذا الوضع الصعب ولو ان مرضي كان قاتلا لكنت استسلمت لقضاء الله وللموت ولكن ما اعاني منه يمكنني ان اتعايش معه اذا أجريت العمليات واذا تم علاجي بشكل انساني. انا لا أتمكن من ارتداء المشد الذي يغطي الحروق لانني اواجه صعوبه في ارتداءه كما انه ممزق وإدارة السجن لا تتعاون معي. يوجد عندي نشفان بالعين واشعر بالالم الشديد كلما تعرضت للهواء او غسلت عيني بالماء انا بحاجه ماسه لعلاج عيني وأيضا ما من مجيب. يوجد عندي احتراق بالانف من الداخل واتنفس من فمي ومن فتحه صغيره جدا في الانف كما انني اعاني من انحراف في الانف ولا اتلقى أي علاج على الرغم من ان وضعي يزداد سوءا يوما بعد يوم. الكلس عندي ضعيف جدا واسناني تكسرت وطلبت طبيب من الخارج وبعد عناء وافقت الاداره على ادخال طبيب اسنان من الخارج الا انه حضر مره واحده فقط وخرج ولم يعد.لا استطيع ان ارفع يدي للاعلى حركة اليد عندي محدوده لانها ملتصقه بالابط والاداره والأطباء هنا لا يحاولون مساعدتي ابدا كما انني اعاني من حكه بالقدم. اذني اليمنى مكويه وغير موجوده تقريبا وكثيرا ما تحدث عندي الالتهابات الشديده وانا بحاجه ماسه لعمليه بالاذن والكل يتجاهل الوضع. انا تعبانه كتير من داخلي وحاجتي الدائمه للجميع تسبب لي الألم واشعر بالاهانه والاحراج ووضعي يزداد سوءا يوما بعد يوم كتير مرات بيجي عبالي اعيط واصيح حاسه ببركان كبير جواتي وانا عنجد بحاجه لطبيب نفسي حالتي النفسيه اخذت رغبتي في تناول الطعام انا تقريبا لا اتناول الا القليل جدا من الطعام ولا اشعر برغبه في تناول الطعام. اثناء الحديث من كثرة الضغط في راسي لا افهم ما يتحدثون به امامي وافقد تركيزي.اخبرتني الاداره انها ستمنعني من زيارة ابني.انا بحاجه لاجراء فحوصات للدم وما من مجيب .. ارجو من الجميع الاطلاع على رسالتي انا لست اسيره عاديه تتحمل فقط هم الاسر انا انسانه اعاني من الكثير .. فبالاضافه لظلم السجان حالتي المرضيه الصعبه على أي مريض بين اهله فكيف بحالتي انا “؟

ورغم أن الفيديو لم يمر على بثه ساعات، إلا أنه أبكى الآلاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلقوا هاشتاج #انقذوا_اسراء عبر تويتر مُطالبين بسرعة اتخاذ موقف حاسم تجاه معاناتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة