حينما قلتُ لها أحبّيني كما أنا بفوضاي

تاريخ النشر: 20/09/17 | 13:04

اتذكّر ذات مساءٍ خريفي ماطر، حينما كنت أعيش في بلد أتيت إليها بهدف الدراسة قبل عقودٍ من زمنٍ رائع ولّى بأنني تعثّرت في ذاك المساء بامرأةٍ لا تريد سوى الحُبّ، وأيقنت بأنها لا تريد أي شيء سوى الحُبّ، لكنها نظرت صوبي ورأتْ حينها كل الفوضى على وجهي، وامتعضت من لبسي لملابس عشوائية مليئة بألوان باهتة، فقالت كيف سأحبّكَ هكذا بكل هذه الفوضى، فلا أدري، ربما عقلكَ يكون مليئا بفوضى عارمة، فقلت لها إن كنتِ تريدين حبّا منّي، فأحبّيني كما أنا بفوضاي.. أدخلي إلى عقلي وسترين فوضى جاذبة مرتبة بتخيلات الحب وعلى جدران عقلي صور الحُبّ الصاخبة، فردّت رغم وسامتكَ، التي جذبتني للتوّ، إلا أنني أدرك من كلامك بأنك فوضويٌّ حتى في الحُبّ.. فقلت لها بعد أن هبّت رياح خريفية صوبنا وتطاير شعرها الأشقر في الهواء: ما أجمل شعرك المتطاير بكل فوضاه الصفراء، وقبل أن تتركني قلتُ لها لا خيار عندي، فأنا هكذا فوضوي رغم أنني لا أحبُّ الفوضى في بيتي، فأحبّيني كما أنا بفوضاي، إلا أنها رفضتْ أن تحبّني، لأنها علمتْ بأنني فوضويٌّ حتى في الحُبّ من خلال عينيّ الصّاخبتين التواقتين لحُبّ عاديّ..

عطا الله شاهين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة