مناخ المريخ سام أكثر مما توقع العلماء لنشأة الحياة

تاريخ النشر: 21/10/17 | 21:56

أن جميع الرحلات الاستكشافية التي أطلقت إلى كوكب المريخ والكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية، وذلك منذ بداية عصر الفضاء وحتى الفترة الحالية، لم تعثر على أي حياة بشكل نهائي حتى الآن في أي من كواكب المجموعة الشمسية، ومنها كوكب المريخ Mars الكوكب المرشح الأقوى منذ عقود لوجود حياة على سطحه نظرا للتشابه الكثير في الصفات الفلكية والبيئية للكوكب مع الأرض. ولكن على الرغم من عدم العثور على أي أشكال للحياة على المريخ، إلا أن اكتشاف بعض الجزيئات العضوية في تربة المريخ وفي غلافه الجوي قد أعاد بعض الأمل لدى علماء الفلك بإمكانية اكتشاف الحياة على كوكب المريخ وان تحقيق هذا الاكتشاف مسألة وقت لا غير، إلا أن بعض الدراسات الأخيرة عادت وزرعت الإحباط في نفوس علماء الفلك، عندما عثروا على بعض المركبات مخلوطة في التربة المريخية، وتوصلوا إلى أنها تتحول إلى مادة سامة عندما تتعرض للأشعة فوق البنفسجية على سطح الكوكب.

ظن الفلكيون بأن كوكب المريخ كان موطنا لأملاح حامض البيركلوريك perchlorates منذ أن هبطت المركبة المريخية الأمريكية فايكنغ Viking قبل حوالي أربعة عقود من الزمن، كما أكد اكتشاف وجود المادة بنسبة اكبر من قبل العربات المريخية التي تبعتها، وهذه النتائج أوقعت العلماء في حيرة وجدل كبيرين، فمنهم من استبعد وجود الحياة على المريخ لوجود هذه الأملاح، والبعض الأخر اعتقد أن وجود هذه الأملاح قد يدعم وجود الحياة على المريخ، إذ أن وجود أملاح حامض البيركلوريك لا تقلل من نسبة تجمد الماء السائل فقط، وإنما يمكن اعتبارها أيضا كمصدر للطاقة للحياة البكتيرية، كما أن هنالك نوع واحد من هذه الأملاح وهو بيركلورات الأمونيوم Ammonium Perchlorates يستخدم حاليا كوقود صلب للصواريخ. ووفقا لنتائجها المنشورة في تقارير مجلة العلوم الأمريكية، فقد أخذ العلماء نفس البكتيريا من الأرض، وخلطتها مع أملاح البيركلوريك في المريخ ومن ثم تم تعريضها للأشعة فوق البنفسجية المماثلة لتلك الموجودة على المريخ، وكانت النتائج صادمة لدى العلماء، فقد تم القضاء على البكتيريا بسرعة أعلى بمرتين من مدة وجودها مع أملاح البيركلورات قبل تعرضها للأشعة فوق البنفسجية، وعند إضافة مواد أخرى وجدت في التربة المريخية وأكسيد الحديد وبيروكسيد الهيدروجين، كانت النتائج أسوأ: فقد ماتت البكتيريا 11 مرة أسرع من البيركلورات، وعليه فقد كانت النتائج latestlabtesفي الورقة العلمية تنص على أن هذه البيانات تظهر أن التأثيرات المشتركة لما لا يقل عن ثلاثة مواد من سطح المريخ، التي يتم تنشيطها بواسطة الكيمياء الضوئية السطحية، تجعل السطح الحالي غير صالح للحياة أكثر مما كان يعتقد سابقا. يبقى هناك أمل واحد لهذا الاكتشاف حول إمكانية وجود الحياة ولكن تحت سطح التربة المريخية، بعد فقدان الأمل بالعثور على الحياة على سطح المريخ، ونتائج هذه الدراسة تقلل من المخاوف بشأن البكتيريا الأرضية التي تلوث سطح المريخ والتي يتم نقلها بشكل غير مقصود عن طريق المركبات الأرضية المتجهة نحو المريخ، لذلك فأن علماء الفلك يأخذون بعين الاعتبار الحرص من عدم تسرب أي بكتيريا من الأرض إلى المريخ، فأي حياة مجهرية موجودة على الأرض، والتي يتم نقلها إلى المريخ، من المحتمل أن تقتل بسبب الظروف السامة للمريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة