رضا الأب ومعاناة الأم

تاريخ النشر: 04/10/17 | 0:39

السلام عليكم أنا بنت عمري 20 سنة و أدرس الهندسة المعمارية في كندا، الحمد لله دائما متفوقة في دراستي، فقد جعلت منها هدفي الأول في حياتي، فقد ضحى أبي و أمي بالكثير من أجل دراستي أنا و أخواتي، لذلك فإن الطريقة الوحيدة لشكرهما هو أن أفعل المستحيل للحصول على النقط الأولى ورؤية البسمة على وجوههما الحمد لله بفضل الله سبحانه و تعالى و دعاء والدي استطعت التفوق دائما، لكنني كنت دائما أعاني من تصرف أبي معنا، فهو قليلا ما كان يشعرنا بالمودة و الحب ، دائما يصرخ في وجهنا، و يعيب فينا و قليلا ما ينادينا بأسمائنا ، ففي الأغلب يستعمل عبارات تحقيرية، و لكن فلأننا تربينا على حب الوالدين و احترامهما فلم نكن نعقب على كل دلك و نرضخ لأوامره بكل فرح، فأنا أستطيع تحمل كل شيء ولو أنه طردني من المنزل لضللت أناديه بابا، لكن ما لا أستطيع تحمله هو دموع الأم، ففي الأيام الأخيرة غالبا ما تتصل بي أمي على الهاتف لتطمئن علي و بدون شعور تبدء بالبكاء و تشتكي لي من أبي، فهو يضل اليوم بكامله خارج البيت و لا يدخل إلا في وقت متأخر، لا يهتم بإخوتي فتربيتهما و دراستهما كلها أصبحت على عاتق أمي المسكينة.جدي (أب أمي) مريض جدا،و مع دلك فهو لم يواسيها ، تذهب لرؤيته في المستشفى، وتعود مسرعة إلى المنزل لتطهو لإخوتي و تراجع معهم، حتى أن أبي لم يأخد العناء لزيارة جدي، مع أنها في يوم ترجته فقط حتى يأخذها بسيارته إلى المستشفى فرفض، و عندما قالت له أنها لن تسامحه، أجابها أن ذلك لا يهمه. والمشكلة أنني بعيدة عن أمي، بكاؤها يألم قلبي ولا أعرف ما العمل، هل علي التحدت معى أبي ام أنه سيصرخ في وجهي ككل مرة، فأمي تقول لي أنها تصبر فقط من أجل إخوتي. مع أن كل هذا يؤثر على صحتها، ففي السنة التي حصلت فيها على البكالوريا في الشهر الأخير قبل الإمتحان كانت أمي مريضة جدا و أبي لا يكف عن الصراخ مع ذلك، و أمي لا تجيبه فقط كي لا أسمع صراخهما و يؤثر ذلك على مراجعتي، لكنني كنت اسمعه دائما و أظل أبكي في غرفتي و أقول، سوف أنقذك أمي، و أراجع بجد و الدموع تسيل من عيني. فأنا أحب أمي كثيرا و أحب أبي أيضا فأنا لا أستطيع أن أكرهه لأنه لم يرفض أبدا شراء الكتب لي أو دفع مصاريف مدرستي. و لكن في الحقيقة فأنا صرت أتخوف حتى من الزواج، أخاف أن يكون زوجي كأبي فأعاني كما عانت أمي، ساعدوني ارجوكم فأنا لا أستطيع التركيز في دراستي و أفكر في أمي كل الوقت و أبكي .. ما العمل أرجوكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة