لماذا لم يسلم أبو جهل

تاريخ النشر: 06/09/18 | 17:02

منذ أن سطعت شمس الدّعوة الإسلاميّة على العرب ، وقف عددٌ من صناديد الكفر في وجهها ، و سعوا لإطفاء نور الله سبحانه ، و لكنّ قدر الله أن يتمّ نوره و لوكره الكافرون ، فلقد استمرت قافلة الدّعوة بالمسير وسط أمواجٍ متلاطمةٍ تمور بها حتى استوت و استقرت على ساحل النّجاة و التّمكين ، فتأسّست الدّولة الإسلاميّة بالمدينة ، و قد كان قادة الكافرين و زعماؤهم يبذلون كلّ ما استطاعوا لمحاربة النّبي صلّى الله عليه و سلّم وأصحابه و صدّهم عن دين الله تعالى ، و كان من أبرز هؤلاء رجلٌ اسمه عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي ، فقد نشأ عمرو في مكّة و تربّى فيها ، و حين بلغ أشدّه وجدت فيه قريش الحكمة و صواب الرّأي ، فسمّاه بعضهم بأبي الحكم لذلك ، و قد كان للمشركين في مكّة دارٌ تسمّى دار النّدوة يجتمع فيها زعماؤهم و حكماؤهم يتشاورون في الأمور الكبيرة و يتخذون فيها القرارات المصيريّة ، و قد كان عمرو من رجال دار النّدوة ، و كانوا يستشيرونه في كلّ شيءٍ ، فلمّا بعث النّبي صلّى الله عليه و سلّم فقد عمرو عقله و جنّ جنونه و استشاط غضباً ، فقد كان يرى أنّ بني مخزوم و هي القبيلة التي كان ينتمي إليها تستحقّ أن تكون فيها النّبوة ، و قد عبّر عن ذلك يوماً بقوله لزعماء قريش ، إنّ بني هاشم قد حظوا بالسّقاية و الرّفادة ثمّ جاؤوا ليحظوا بالنّبوة كذلك ، فكان سبب عدم إسلامه كفره و تكبّره و عناده عن قبول دعوة الحق ، إلى جانب القبليّة التي كانت في نفسه و التّحيز لعشيرته بني مخزوم ، و بعد أن رأت قريش منه ذلك سمّاه عمّه الوليد بن المغيرة أبو جهل لأنّه فقد الحكمة التي كانت يتمتع بها بعد بعثة النّبي عليه الصّلاة و السّلام . و قد بقي أبو جهل يحارب الإسلام و المسلمين ، و قد كان صاحب فكرة قتل النّبي الكريم ، و يروى أنّه حاول قتله مرّةً برمي حجر عليه ، و لكنّ الله عصم نبيه فرأى أبو جهل إبلاً عظيمة تهمّ أن تأكله و حالت بينه و بين ما يريد ، و قد قتل عدو الله يوم بدر ، و قتله معوذ و معاذ ابنا عفراء ، و أجهز على قتله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة