ما زلت أقرأ قصائدك المعلّقة على حيطان غرفتي

تاريخ النشر: 13/08/17 | 14:40

لقد مرّ على غيابكَ تسعة أعوام.. رحلت وأنت في مجد عطائك للثقافة بأشعارك التي لن تتكرر.. رحلت وتركت الحصان وحيدا.. تسعة أعوام على موتك مرت، لكن كأنها لم تمرّ، فأشعارك تجعلك حاضرا بيننا يا محمود درويش، يا ابن فلسطين، فحينما رحلت علّقتُ قصائدكَ على حيطانِ غرفتي، وما زلت اقرأ أشعارك كل ليلة على ضوءٍ نيونٍ، أتذكر تلك الليلة، حينما صدحتْ حنجرتكَ عاليا على خشبةِ مسرحِ قصر رام الله الثّقافي قبل موتكِ، كنت حينها حزينا، لكنكَ أبهجتَ الجمهور بحضوركَ الرائع، فتلك الليلة لم ولن تنتسى، أتذكر خطابكَ الذي كان عنوانه لا تحتاج البلاغة إلى بليغ في جامعة بيرزيت بتاريخ 29 أيار عام 2000
رغم غيابك يا شاعر الشعراء، إلا أنك حاضرٌ بيننا بقصائدك وخطاباتكَ، أنت لن تتكرر، أنت الشاعر الذي ألهبت الجماهير بقصائدك الوطنية، ففي قصائدك ضوء الصباح يتسلل ببطء ويسر، فعندك طوال الوقت كانت تقارير شعرية تحكي ساعة اليقظة، وقهوة الأمّ، فكان دائما عندك التعبير عن الغضب، الفشل، الحُبّ، فأجمل أشعاركَ التي أقرأها
فإذا لم يشرب الناس أناشيدكَ شرب
قل: أنا وحدي خاطئ!
رغم غيابك يا محمود، إلا أنكَ أنت الشاعر الذي تجاوز قميص القصيدة لتصبح شخصية كونية إنسانية. فمرّ على موتكَ تسع سنوات، لكن قلبكَ ما زال ينبض شعرا فينا، فقصائدكَ ما زلتُ أقرؤها على حيطان غرفتي، ولن أنزعها من على الحيطان حتى بعد موتي ستبقى معلقة للأبد..

عطا الله شاهين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة