لا بُدَّ من قَدَرٍ يدفع قَدَراً

تاريخ النشر: 12/05/17 | 8:43

هل قدر فلسطين أن تظلَّ تحت نير الإحتلال أبد الدَّهر ؟. وهل خمسون عاماً على إحتلال القدس والضَّفة هي جزء من فترة لا تنتهي من عمر الإحتلال ؟ وهل قدر شعبنا ما بين حصارٍ مُحكَمٍ ، وحصارٍ آخر أقلّ إحكاماً ؟. هل قَدَرُ شباب الشَّعب الفلسطينيّ أن يمرّوا تِباعاً على مفرزة الإعتقال الإسرائيلي ، ثمَّ المحاكم العسكريَّة ، ثُمَّ السُّجون أو الملاحقة إلى أجلٍ غير مسمَّى ؟.هل قدر بيوتنا العربيَّة أن تظلَّ مهدَّدةً بالهدم ، وأخبار هدم البيوت العربيَّة روتيننا اليوميّ الذي لا فِكاك عنه ؟.وهل قَدَر أُمَّتنا أن تظلَّ متناحرةً ، يحكُمُها فراعنةٌ وطغاةٌ ، فينقسم الشَّعب ، قسمٌ مع الجلَّاد ، وقسمٌ يتلقَّى الجلد والقتل والتَّشريد والإبعاد ؟. أوطانٌ تتمزَّق ، وشعوبٌ تتفرَّق ، وحضاراتٌ تتحرَّق !!!!!!
كلا . وألف كلَّا
هذا القَدَر لن يدوم
ودوامُ هذا الحال من المُحَال
إنِّي على يقين ، بل إنَّني على دين
بأنَّ ربَّ العالمين
لن يُهمِل الظَّالمين
ولن يغفل أنَّات المظلومين
وأنَّ العاقبة للمتَّقين
هذا القَدَرُ لا بُدَّ أن يُستَبدَل بقَدَرٍ غيره.
إنَّ العالم الذي يقبل بكلِّ هذا الإجرام لا بُدَّ أن يدفع الثَّمن باهظاً . والشّعوب التي تقبل الضَيم ولا تنصُر المظلوم ، يوشك أن يعمّها الله بعذابٍ .الحكَّام والمحكومون ، العلماءُ والعقلاءُ ، الخاصَّةُ والعامَّةُ ….. لا بُدَّ أن يأخذوا أدوارهم ، ويتحمَّلوا مسئوليَّاتهم ، يبحثوا عن المخارج ، يأخذوا بالأسباب .أسرى وسجناء الشَّعب الفلسطينيّ ، دفعوا ويدفعون أثمان مواقفهم ، من زهرات أعمارهم ، وها هم ماضون في سبيل التضحيات بأجسادِهِم وأمعائِهم الخاوية ، وبالمخاطرة بحياتهم وأرواحهم . ولكن كم من أبناء شعبهم يقدِّر تلك التضحيات ؟
– كم هم الذين يسعون في إصلاح أنفسهم ، حتَّى يغيَّر الله ما بهم ، وينزع عنهم الضَّيم والشِّدة ؟نقول وبالّله التوفيق:طريق الإستقامة دربٌ طويلٌ ، وبلوغ الكرامة نهجٌ أصيل ،لكنها محفوفةٌ بالمخاطر في هذه الدُّنيا ،مضمونة العواقب في الآخرة بإذن الله .والأوطانُ تستحقّ كلَّ غالٍ ونفيس .ولا بُدَّ للجهود أن تتظافر ، والقُوى أن تتوحَّد ، والمتفرِّجون أن ينزلوا إلى أرض الميدان . ينشدون حريَّتهم وكرامتهم ، وحقوقهم .لسانُ حالهم يقول : إذا الشَّعب يوماً أراد الحياة فلا بُدَّ أن يستجيب القَدَر ولا بُدَّ لليل أن ينجلى ولا بُّدَّ للقيد أن ينكسر ر والله غالبٌّ على أمرِهِ

بقلم الشيخ حمّاد أبو دعابس رئيس الحركة الإسلاميَّة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة