تلسكوب نوستار يساعد في الكشف عن ألمع النجوم

تاريخ النشر: 13/04/17 | 2:06

عثر علماء الفلك على ألمع نجم نابض Pulsar في السماء حتى الآن ليسجل رقما قياسيا جديدا كألمع نجم نابض في السماء، وفي نفس الوقت يسعى علماء الفلك لفك لغز سبب لمعان هذه الأجرام السماوية الكبير في السماء، والتي لا نعرف ما إذا كانت طبيعة تركيبها هي السبب، أو طريقة التحام المادة أو غيرها.
يدور النجم النابض حول نفسه بحركة مغزليه وسرعة عالية جدا ينتج عنها نبضات مغناطيسية قوية جدا تملا كافة أرجاء الكون، وإذا كان مستوى انطلاق الأشعة الراديوية من النجم النابض باتجاه موقع الأرض فإن الموجات الراديوية المنتظمة تصل الأرض بقوة شديدة، وتظهر أيضا هذه الأمواج على شكل منارة أي على شكل ومضات، بشكل متوافق مع دوران النجوم النوابض حول نفسها، وهذه النجوم النابضة نتجت عن انفجار النجوم الضخمة “السوبر نوفا” supernovae ومن بقايا الانفجار تكونت النجوم النابضة.
أن ألمع النجوم النابضة المعروفة حتى الآن كما جاء في تقرير مجلة العلوم الأمريكية هو النجم النابض المسمى NGC 5907 ULX الذي يطلق من الطاقة في الثانية الواحدة ما يوازي الطاقة الناتجة من الشمس خلال ثلاث سنوات ونصف، واكتشف هذا النجم النابض بواسطة تلسكوب الفضاء الأوروبي “نيوتن” XMM-Newton satellite وكذلك بواسطة تلسكوب الفضاء الأمريكي “نوستار” NASA’s NuSTAR (Nuclear Spectroscopic Telescope Array)وتوصل الفلكيون من خلال الرصد إلى أنه يبعد عن الأرض حوالي 50 مليون سنة ضوئية، أي أنه ابعد نجم نابض معروف حتى الآن.
وقال الفلكي جيان لوكا Gian Luca من مرصد روما الفلكي، أن هذا النجم النابض لا زال محيرا من حيث طريقة تكوينه وانهيار مادته على نفسها والذي يعتبر من النجوم النابضة اللامعة، كما أنه ألمع بألف مرة من لمعان النجم النيوتروني الانكماشي المفترض، وعليه فعلينا أن نعيد النظر بنماذجنا الرياضية الخاصة بالنجوم النابضة اللامعة لكي تتوافق مع الواقع المرصود لها وإطلاقها لهذه الأشعة القوية في الكون.
كان ألمع نجم نابض معروف سابقا هو الذي يحمل الرمز M82 X-2 اكتشف في شهر أكتوبر سنة 2014 بواسطة تلسكوب نوستار، ويبعد عن الأرض حوالي 12 مليون سنة ضوئية، في مجرة تسمى السيجار Cigar Galaxy وتحمل الرمز في الفلك الحديث أم 82 Messier 82 (M82) علما أنه كاتب المقال ومساعده الأستاذ عماد مجاهد قد رصدا النجم السوبر نوفا آنذاك في المخيم الفلكي القطري الأول سنة 2014 م لحظة اكتشاف السوبر نوفا الذي نتج عنه النجم النابض.
أما ثالث ألمع نجم نابض معروف في الفلك الحديث فهو الذي يحمل الرمز NGC 7793 P13 وتمت دراسته بشكل مشترك بين تلسكوبي نيوتن ونوستار، ونشرت الدراستان في شهر أكتوبر 2016 الماضي في النشرة الشهرية للجمعية الفلكية، وأطلق العلماء على النجوم النابضة الثلاثة “مصادر الأشعة السينية فائق اللمعان” Ultra luminous X-ray sources” (ULXs) وقبل اكتشاف هذه النجوم النابضة فائقة اللمعان بأشعة أكس كان العلماء يعتقدون أنها ثقوبا سوداء لأنها تطلق نسبة عالية من الأشعة السينية أيضا.
أظهرت النتائج أن هذه النجوم النابضة ألمع من الثقوب السوداء التي تزيد كتلتها بحوالي 10 مرات من كتلة الشمس، وهذه النتيجة تجعل هذه النجوم النابضة لغزا كونيا كبيرا في السماء، فكيف لهذه الأجرام السماوية الصغيرة أن تطلق هذا الإشعاع القوي جدا؟ مع وجود مجموعة من الحقول المغناطيسية القوية قريبة من سطحها؟ حيث أنه من طبيعة هذه الحقول المغناطيسية أن تشوه تدفق المواد القادمة لتتحول إلى نجم نيوتروني وهي طبيعة مادة النجم النابض؟ ولكن رغم ذلك نجده يتسارع بشكل مذهل ويولد المزيد من الطاقة والإشعاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة