الحبُّ أصلُ الرّؤى

تاريخ النشر: 13/02/17 | 15:50

بأمّ وعيي رأيتُ الحلمَ مُنتَحِرا = والآهَ تُفــرَغُ حتى من مَـعــــانيــها
والصّمتَ يجزَعُ من صمتي ويترُكُني = لا الرّوحُ روحي ولا طُهري يُدانيها
بي رَغــبَـةٌ لا تَـشــي إلا بِمُـعـضِلَــتي = فالخَلطُ يسكُنُ أفكاري ويُرديها
اللّــــــونُ يحكُمُ آمالي يُشــــــتِّـــتُــهـا = ينأى الجُمـــودُ بهــا عنّي ويُنئيها
راوَدتُ نفسي كثيرًا كي أساكِنَها = وهمُ الكمالِ بها يَشـقى فَــيُشـقيها
الحبُّ أصلُ الرّؤى إنسانُ مَرحَمَتي = لوحدَةِ الكونِ إحســاسـًا يُجَــلّـيـها
للّـيـــــلِ تســـكُنُ آلامي وتَـتــرُكُني = أحـتـاجُ أمنيتي، شـــوقــا أعــانيها
فالليلُ مُنعَطَفُ الآلامِ يحضِنُها = ويدفـعُ الـرّوحَ للأشــــــــواقِ تكويــها
فَجري يُغَرِّبُني عن هَجعَتي لأرى = إنسـانَ شَــوقي ذَوى هل كانَني فيها؟
مَعاذَ صَوتِ النُّهى أن يَستَقيهِ غَدي = مادامَ صَـوتي صَدى روحٍ أعـاديـها
والنّفسُ تَعشَقُ دُنياها وما وهِمَت = مِن حُسـنِـها فــِتنةً قد خابَ باغيها
والرّوحُ ما أنكَرَت في الأرضِ غُربَتَها = يَــتيـــمــةً قــد غَــدَت تَــحــيا تَـدَنّيـها
مِعــــــراجُها رَغِــبَـــت ألا يُــفــارِقَـــهــا = لكنّ ليــلَ الهــوى أغــرى سَـــــواقيـها
هامَت فهانَت وما تدري لِشِقوَتِها = أنّ الهُـــيـــامَ ثيــــابُ الــرّزءِ كاســــيـــها
تّرومُ مُؤتَلَقَ الأحلامِ عاشِـــــــقَـةً = والعشــقُ يُشـقي الـنُّـهى يُلغي مَراقيها
في مَسرَحِ الحُلمِ في دُنيا تَصارُعِنا = تَشـقى القُلوبُ وتهـوي عَن مَعاليها
لا يَمنَحُ الفَجرُ فيها مِن مَلامِحِهِ = إلا نُـفـــوسـًا تَســامَت في مَـرامــيها
لا تعشَــقُ الرّيحُ فيها مَن يَلينُ لها = بل قَـد تُــواتي جُـنـونًا مَن يُـجافـيـها
يا سائلي عن غَدي هل كُنتُ بالِغَهُ؟ = فَـلتَسعَ إنّ الـدّنى دانت لِـراعيها

شعر: صالح أحمد (كناعنة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة