لمْ يعُدْ يتحمّلُ خجلَها

تاريخ النشر: 11/02/17 | 4:22

ذات مساء باردٍ وعاصفٍ انقطعت الكهرباء فجأة، وراح يشعل ولاعته كي يتناول الشمعات لإيقادها، لكنه اصطدم بتلك المرأة، التي يحبّها ولم يسمع منها أي صوت، وظلت صامتة، رغم جو الغرفة المضاءة بشمعة يتيمة، وجدها في بوفيه المطبخ، وقال لها: لماذا تخجلين حتى الآن رغم مرور أيام على مكوثكِ هنا؟ فردت لا أدري ربما لأنني في العتمة أخجلُ أكثر، فقال لها هكذا أرى، فأنا لم أعد أتحمل خجلكِ، هل تخجلين من جنون الحبّ؟ فردتْ لا، بل أخجل من فانتازيا الحبّ، ففهم ماذا تقصد، وقال لها أتدرين حتى الحبّ تغير هذه الأيام ولم يعد مثل أيام زمان، فالحُبُّ اليوم مختلف، فيه خداع وفيه خبث، ولم يعد الحُبُّ صادقاً، فردّتْ هكذا اكتشفتُ، حينما وقعتُ في حبِّكَ وقلتَ لي أُحِبُّكِ بلا قناعِ الخجل، الذي ترتديه، فرددتُ حينها لهذا لا أستطيع نزعَه في العتمة، لأنني أخجلُ أكثر، فالحبُّ على ضوء شمعةٍ جنون وإثارة، فقال لها: لكنّكَ تقتلينني بخجلكِ المغري، مع أنني لم أعدْ أتحمّل خجلكِ، وبينما كانا يتحدثان شاهدا الشمعة تسيح وتنطفئ، وساد الغرفة عتمة وصمتا، ولم يسمعا سوى صوت الرياح، التي كانت تضرب بقوة النوافذ المكسّرة..

عطالله شاهين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة