زينب بنت جرير ..

تاريخ النشر: 09/01/17 | 6:56

من المواقف التي سطرها لنا التاريخ عن المرأة المسلمة والذي جعل المرأة تدخل من باب جديد من أبواب التاريخ . موقف زوجة القاضي شريح السيدة زينب بنت جرير . تلك المرأة التي ضربت أروع الأمثلة للمرأة المسلمة كزوجة ولندع زوجها يتحدث عنها .
قال القاضي شريح : فلو رأيتني يا شعبي وقد أقبل نساؤهم يهدينها حتى أدخلت علي ؟ فقلت إن من السنة إذا دخلت المرأة على زوجها أن يقوم فيصلي ركعتين فيسأل الله من خيرها ويعوذ به من شرها قائلاً : ” اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه ( أي طبعتها عليه ) ، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه ” . فصليت وسلمت فإذا هي من خلفي تصلي بصلاتي ، فلما خلا البيت ودنوت منها ومددت يدي إلى ناحيتها قالت : على رسلك يا أبا أمية ، كما أنت ؛ ثم قالت الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على محمد وآله ، إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك فبين لي ما تحب فآتيه وما تكره فأبتعد عنه وقالت : إنه قد كان لك من قومك منكح ( مجال للزواج ) وفي قومي مثل ذلك ، ولكن إذا قضى الله أمراً كان . وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله به : إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان . أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك .
قال شريح : فأحوجتني والله إلى الخطبة في ذلك الموضع فقلت : الحمد لله أحمده وأستعين وأصلي على النبي وآله ، وبعد فقد قلت كلاماً إن تثبتي عليه يكن ذلك حظك ، وإن تدعيه يكن حجة عليك أحب كذا أو أكره كذا ونحن سواء فلا تفرقي ، وما رأيت من حسنة فانشريها أو سيئة فاستريها قالت : وكيف محبتك لزيارة أهلي : قال شريح : ما أحب أن يملني أصهاري . قالت : فمن تحب من جيرانك أن يدخل بيتك آذن له ومن تكره أكرهه ؟
قال شريح : بنو فلان قوم صالحون وبنو فلان قوم سوء . قال شريح فبت بأنعم ليلة ومكثت معي عشرين حولاً لا أرى إلا ما أحب .
إن زوجها هو جنتها أو نارها فأرادت أن تجعله سبيلاً للجنة فتعرف حقه وتؤديه . فأين هذه من النساء اللاتي يؤذين أزواجهن يعصفن بالمودة التي تجمع بين قلوبهن وقلوب أزواجهن بفعل ما لا يليق كالخروج بغير إذن أو السماح بدخول منزله لمن يكره ؟ وكل هذه الأمور التي تعتبرها بعض النساء صغيرة ولكنها في الحقيقة كبيرة . فالإسلام يا أختاه الذي نؤمن به كلف المرأة بأمور تجاه زوجها ، إن هي أدتها فازت بالحياة الطيبة في الدنيا والسعادة في الآخرة . ومن هذه الأمور باختصار : ” السمع والطاعة ، الاهتمام بالنظافة الخاصة ونظافة المنزل والأولاد ، أن لا تفرح في مواطن حزنه ولا تحزن في مواطن فرحه ، وأن تستر عيبه وتنشر فضله ، ولا ترى لها هدفاً إلا سعادته . لأن في سعادته رضا الله عز وجل ، ولأن في سعادته استقرار للبيت المسلم ثم المجتمع المسلم وهذا ما تطمع إليه النفوس أن يعم الخير ولأمن على كل بيوت المسلمين والمسلمات .
قال تعالى :
{ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } [ الفرقان : 74 ]

بقلم : محمود عبد السلام ياسين
m7mod3bdalslam

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة