كلمة بركة بإحتفال إطلاق مبادرة فلسطين في لندن

تاريخ النشر: 19/12/16 | 15:53

دعا رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، الحكومة البريطانية إلى الاعتذار للشعب الفلسطيني عن وعد بلفور وأن تعترف رسمياً بدولة فلسطين، وذلك في الكلمة التي ألقاها في نهاية الاسبوع، في لندن في احتفال إطلاق مبادرة “فلسطين 100” بمناسبة مرور 100 عام على وعد بلفور المشؤوم الذي قدمته الحكومة البريطانية عام 1917 للحركة الصهيونية. وأيضا لاشهار كتاب “شهادات على القرن الفلسطيني الأول” للكاتب إلياس نصرالله ابن مدينة شفاعمرو، وسط حضور كبير برز فيه عدد من الديبلوماسيين العرب والأجانب والسياسيين وممثلي وسائل الإعلام العربية والبريطانية.
وحضر بركة الاحتفال تلبية لدعوة خاصة من مبادرة “فلسطين 100″، التي مثّل لجنتها التحضيرية في الاحتفال الأكاديمي الفلسطيني د. مكرم خوري مخول، وشارك في الحفل كل من البارونة جينيفر تونغ، عضوة مجلس اللوردات البريطاني التي اشتهرت في مواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية، والأستاذ الجامعي سامي رمضاني من قيادة “تحالف أوقفوا الحرب”، والسفير الفلسطيني المتجول عفيف صافية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح. والمحامي جيرامي تيير الذي اشتهر في دفاعه عن القضية الفلسطينية، وجوليا كاترينا، مغنية الأوبرا.
وأدار الاحتفال الكاتب والصحافي السوداني المعروف معتصم الحارث. وقال د. مكرم مخول، إن المبادرة مستقلة غير حزبية وغير اثنية وغير دينية وغير طائفية مفتوحة لكل من يشعر بالقرب من فلسطين والشعب الفلسطيني. وأن مبادرة “فلسطين 100” تهدف الى توعية الاجيال الجديدة العربية منها والاجنبية بالقضية الفلسطينية، وكسب وعي وود قطاعات جديدة في المجتمعات العالمية، كما تهدف الى توسيع نسبة وعي أولئك الذين يؤيدون فلسطين بتزويدهم بالمزيد من المعلومات وطرح الأفكار الجديدة والنشاطات العامة، ما سينعكس على تقوية معنويات الشعب الفلسطيني وصموده ومناعته.
وأثنى السفير صافية الذي أثنى على مبادرة “فلسطين 100”. وطلب صافية من الحاضرين وكل من تهمه فلسطين أن يُآزروا هذه المبادرة، وقال “على الفلسطينيين أن يقوموا بمحاسبة شخصية ونفسية وفكرية واجتماعية وسياسية حول الدور الذي يقومون به ومدى تأثيره سلباً أو إيجاباً على العمل الجماعي”.

الإلياذة الفلسطينية

وكانت الكلمة لرئيس المتابعة محمد بركة، الذي استهلها الذي استهل كلمته بالحديث عن كتاب “شهادات على القرن الفلسطيني الأول”، فوصفه بأنه “الالياذة الجديدة لرواية فلسطين”، وقال أنه كتاب “فريد ومذهل، يأخذك في رحلة على محور الزمن من خلال مسح دقيق يعتمد المعاينة من المصدر الأول فيغوص في الحدث أو يكشف حقائق مجهولة فتصبح صورة الحدث فيها أكثر وضوحاً، وفي محطات مختلفة يأخذ الحدث معنى آخر يتجاوز أو يصحح المألوف المتداول”.
وقال بركة إن الياس نصرالله “الكاتب الصحافي الموسوعي يغرف من ذاكرته الغنية ويقطع البلاد للتواصل مع شخوص الحدث لاستكمال عملية تركيبه بدقة، ثم يغوص في المراجع والوثائق ليستكمل بناء الحدث فيما يتعدى الذاكرة الشخصية والمرْويّ من ذاكرة الآخرين. فالكتاب هو ليس كتابة التاريخ والكتاب ليس مذكرات شخصية والكتاب ليس شهادة قانونية وإنسانية والكتاب ليس مادة تثقيفية والكتاب ليس استفزازاً لحاجة البحث والتوثيق والكتاب ليس محاولة موفقة لإماطة اللثام عن أحداث قد تغرق في غياهب النسيان أو التحريف..
وعن وعد بلفور، قال بركة، إن نصه يقع في 60 كلمة فقط، ورغم قلتها، أنها “قالت كل شيء عن مشروع النكبة الذي نفذته الصهيونية والإمبريالية البريطانية ومن ثم العالمية بمشاركة الرجعية العربية”. وقال إن الوطن القومي للشعب اليهودي، وفقاً للوعد، يعني “الإقرار بمقولة الصهيونية الأولى، بمعنى أن بريطانيا “شريكة مباشرة في نكبة الشعب الفلسطيني” وحديث وعد بلفور عن الطوائف غير اليهودية في فلسطين يعني “إنكار وجود الشعب الفلسطيني”، واصفاً هذه الكلمات بأنها “تشكل مقولة لا سامية من الطراز الأول”.
ولفت بركة إلى ما قالته فقبل أيام رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي “إن وعد بلفور هو أحد أهم الرسائل في التاريخ”، وقال “قد يكون الامر صحيحاً فوعد بلفور هو من الرسائل الأهم في التاريخ في الصفاقة والعدوان والغلاظة لأنه وعد من لا يملك لمن لا يستحق. وقالت السيدة مي في المناسبة ذاتها ان “إسرائيل هي عبارة عن ديمقراطية مزدهرة وبمثابة منارة في التسامح”، وكنت اقترح استضافتها في قرية عربية فلسطينية في مناطقنا، أو أن أستضيفها على أنقاض بيت أهلي في صفورية، أو في قرية العراقيب في النقب التي هُدمت في السنوات الخمس الأخيرة 104 مرات أو في قرية أم الحيران، أو زيارة جامع يُمنع الأذان فيه، أو بيت يُمنع فيه لم شمل الزوج بالزوجة بسبب قوانين منع لم شمل الفلسطينيين، أو في بيت في أحياء الفقر في يافا التي هُجر غالبية أهله،ا أو حتى في مبنى الكنيست الذي عملت فيه أكثر من 15 عاماً، وذلك لتشاهد المشروع الديمقراطي الإسرائيلي الكبير بإتمام كتاب قوانين الأبرتهايد الأول في القرن الواحد والعشرين”.
وقال بركة إن إسرائيل بقيادة نتنياهو تعمل على الاجهاز على حقوق الشعب الفلسطيني وعلى حل الدولتين الذي تدعي السيدة ماي بأنها ملتزمة به، وتسعى إلى تثبيت شعار أرض إسرائيل الكاملة من خلال طرح موضوع يهودية الدولة شرطاً للتفاوض غير القائم أصلاً ومن خلال جعل الصراع دينياً لتخطي قضية الاحتلال وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وتصوير الموضوع وكأنه موضوع ديني مستفيدة من الاسلامافوبيا في الغرب ومن تنامٍ مصطنع لتيارات متأسلمة ومجرمة، ومن خلال محاولات حثيثة لمحو الخط الأخضر.

شهادات فلسطين
وكانت كلمة الختام لمؤلف كتاب “شهادات على القرن الفلسطيني الأول” إلياس نصرالله، الذي شكر الحضور ومنظمي الاحتفال والمتحدثين الذين سبقوه وقال: “جاء الكتاب ليتصدى لمحاولات طمس وإخفاء جريمة الاعتداء على الشعب الفلسطيني وسرقة وطنه من جانب إسرائيل والإسرائيليين والتسبب له بمآس وويلات أسس لها وعد بلفور. فأنا وعائلتي من ضحايا هذه الجريمة.
ففي كتابي هذا الذي استغرقت كتابته حوالى ست سنوات، وضعت تجربتي الحياتية والعملية في سرد حكايات وأحداث وقعت لي شخصياً ومع عدد كبير من الفلسطينيين الذين أعرفهم وكنت شاهداً عليها، من ضمنهم أفراد عائلتي، والذين كافحوا وصمدوا في وجه أعتى قوة عسكرية في العالم لا تتمثل فقط بإسرائيل، بل بتحالف القوى الدولية التي تقف خلفها وتدعمها.
كما ألقيت في الحفل كلمات من الاستاذ سامي رمضاني وهو محاضر جامعي بريطاني من أصل عراقي وعضو في “تحالف أوقفوا الحرب”. والمحامي الانجليزي جيريمي تيير المعروف بمناصرته للحقوق الفلسطينية.
وقدمت مغنية الأوبرا جوليا كاترينا بصوتها الجميل وعزفها الرائع على العود النشيد الوطني الفلسطيني “موطني” رافقها الجمهور بترديد أبيات الأغنية التي كتبها الشاعر الفلسطيني المعروف إبراهيم طوقان.

1

2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة