فتاةٌ مُغيّبة

تاريخ النشر: 31/10/16 | 4:13

هاماتٌ جمّةٌ تُشرفُ مِنْ تلك السُّدة .. مُقلٌ تنظرُ بصورةٍ خفيّةٍ لتلك الفتاة المُتدفِّقة كرْباً مِنْ أوّلِ الحياة .. تجمّعَ ما ظلّ مِنَ النّورِ على تلك السِّحنة المهمومة التي رمتْ ببصرِها على رُقعةٍ مُرتابةٍ مِنْ مسطبةِ الحُجرة الضّيّقة، حيثُ يجلِسُ فخامته ليُعطي الأوامر.. كانتْ تستقبلُ تهديدَه بأُذنيْن أفلَ عنهما السّمعُ لتدركَ ذلك التّرهيب والتّهديد فإمّا الإذعان وإلّا..
لمْ تكنْ تدري كيف تُعلِمهم إبائها .. كانتْ تسعى إلى التّمرُّد على الظُّلمِ .. أجلْ هي فتاةٌ، لكنّها هي كذلك لها الحقوق بهذه الحياة .. انفردتْ مِنَ البيئةِ بها تلك الزّاوية البعيدة .. ارتدتْ عباءةَ السُّكوت كعادتها، حيثُ ترتشفُ فيه شعائرَ وحدتها.. تغتسلُ بالمنامات .. اتّجهتْ صوبَ نافِذتها إلى قبسِ القَمرِ تجرَعُ بعض نوره لتفرغَ تلك الصّقْعة المُلازمة لجسدِها.. لمْ تكُنْ تقنطُ من ذلك النُّور .. كانتْ تؤمنُ بأنّ ذلك النُّور سيتشتّتُ في فُتاتِ نفسها .. سينمو أجلْ .. سيجمعُ ذات مجيءٍ نواحي بهجتها .. سيمزّقُ موجَ الرُّعب وسيرويها نهَم الرّغبات المرجوة ..

عطا الله شاهين

3talla7shaheen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة