التصعيد اقتحامات الأقصى مرتبط برد فعل الاحتلال لقرار اليونسكو

تاريخ النشر: 26/10/16 | 10:56

قال قياديون وباحثون فلسطينيون، إن ازدياد أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك خلال ما يسمى “عيد العرش العبري” مرتبطة بردة الفعل الاحتلالية على قرار “اليونسكو” الأخير والذي ينفي الصلة التاريخية لليهود بالقدس والمسجد الأقصى المبارك، مع استغلال إسرائيلي دائم للظرف الإقليمي المشتعل في عدة جبهات. وأكدوا في حديث لـ “مسرى ميديا” أن المؤسسة الإسرائيلية تديرها مجموعة متعصبة وحاقدة تضع في صلب أهدافها هدم المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل المزعوم، كما توجهوا بدعوات إلى أهل الداخل الفلسطيني والفلسطينيين في القدس والضفة الغربية لحثهم على التواجد الدائم بالقدس والمسجد الأقصى المبارك في مواجهة مخططات الاحتلال والهجمة المسعورة من قبل المستوطنين.

وكان المركز الإعلامي “مسرى ميديا” المختص بشؤون القدس والأقصى بالتعاون مع جهات مختصة، قد نشر تقريرا احصائيا يشير إلى ازدياد بأعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى خلال فترة “عيد العرش” بمعدل 150% مقارنة بأعداد المقتحمين خلال شهر كامل، ما يشكل تصعيدا ملحوظا في أعداد المقتحمين ينذر بالمزيد من المخاطر التهويدية التي تتهدد المسجد الأقصى المبارك ويدلل على منحى تصاعدي في السياسة الاحتلال تجاه القدس والمسجد الأقصى المبارك، لا سيما بعد تصريحات أخيرة لرئيس الحكومة الإسرائيلية أعلن فيها دعمه وتمويله لما يسمى “مشروع تنخيل تراب الهيكل”-المسمى الاحتلالي للمسجد الأقصى المبارك-.

واعتبر الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات في حديث لـ “مسرى ميديا” أن تصعيد حملة الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، يرتبط برد المؤسسة الإسرائيلية وتحركاتها بعد قرار “اليونسكو” الأخير والذي نفى الصلة التاريخية لليهود بالقدس والمسجد الأقصى المبارك.

وتوقع الشيخ كمال في اللقاء الذي أجري معه الثلاثاء في ساعات الصباح، أن تسمح المؤسسة الإسرائيلية في إطار ردة فعلها المحمومة على قرار “اليونسكو” بدخول أعضاء الكنيست إلى الاقصى، وهو ما حصل لاحقا في نفس اليوم عندما أوصت الشرطة الإسرائيلية بالسماح لأعضاء الكنيست باقتحام الأقصى وفق ضوابط وضعتها لترجمة هذه التوصية.

كما توقع خطيب ان تسعى المؤسسة الإسرائيلية إلى تكثيف حملة الاقتحامات وربما فتح أبواب أخرى للمقتحمين غير باب المغاربة، مع تشديدها أكثر على دخول المسلمين والتضييق عليهم بمختلف الذرائع واصدار قرارات بالإبعاد لمقدسيين وفلسطينيين من الداخل الفلسطيني.

وتابع: “واضح جدا أنه خلال الاسبوع الاخير كان يقتحم المستوطنون المسجد الأقصى بالمئات، حيث ارتأت المؤسسة الإسرائيلية أن تسمح بأعداد أكبر من كرد على قرار اليونسكو، اضافة لذلك سمعنا نتنياهو يقول انه سيقوم بأعمال حفر تحت المسجد الاقصى وأعلن دعمه لمشروع تنخيل تراب الأقصى، كل هذا يجعلنا نؤكد أن المؤسسة الاسرائيلية تديرها مجموعة حاقدة ومتعصبة لا تلتزم لا بقانون ولا اعراف دولية وتضرب كل القرارات التي لا تنسجم مع قناعاتها وسياساتها عرض الحائط”.

وفي الحديث عن مزيد من أسباب التصعيد الإسرائيلي الأخير في الأقصى، قال خطيب إن “البعد الاقليمي واشتعال الجبهات في العديد من الدول العربية، هذا كله ظرف موات للمؤسسة الاسرائيلية لتصعيد اعتداءاتها على المسجد الاقصى”.

وأكد رئيس لجنة الحريات أن “حظر الحركة الاسلامية كان له التأثير المباشر على التغول الإسرائيلي، حيث حظرت 23 مؤسسة عملت خمس منها على نصرة وخدمة القدس والمسجد الاقصى ومنعت قياداتها من دخول الاقصى، وشنت حملة اعتقالات وأبعدت العديد من المقدسيين وأهل الداخل عن القدس والاقصى، فكل هذا هو جزأ من مؤثرات سلبية انعكست على واقع المسجد الاقصى”.

وأضاف: “لقد تذرعت المؤسسة الإسرائيلية بالكثير من الأسباب لحظر الحركة الإسلامية، ولكن نحن على قناعة ان السبب الاساس هو دور الحركة في الاقصى ومواجهة مشروع التهويد والتقسيم، وهذا نعتز به منذ قلنا الاقصى في خطر، رغم إدراكنا أن هذا سيشكل خطرا على الحركة الإسلامية، لأنها سبحت عكس التيارات ولأنها كانت سببا في تنبيه الأمة كلها حول حقيقة ما يجري في المسجد الاقصى المبارك”.

واعتبر خطيب أن مواجهة مخططات الاحتلال في الأقصى ليس سهلا في ظل العديد من الظروف وأردف: “الذي يظن ان المؤسسة الإسرائيلية ستخضع أمام نشاطات متواضعة هنا وهناك يكون مخطئا، لأنها تعيش حالة نشوة في ظل ما يجري في المنطقة، وتعيش حالة نشوة في ظل وجود أجهزة أمنية فلسطينية تقوم على خدمتها والتنسيق معها وتقوم بأدوار مشبوهة وخطيرة في مواجهة المشروع الصهيوني من قبل شعبنا، بالتالي خيارات اهل الداخل الفلسطيني هي خيارات التواجد والحضور الدائم في المسجد الاقصى، ويؤسفني ان اقول ان هذا لا يشغل أكثرية مركبات لجنة المتابعة، ولا يشغل فقط إلا الاسلاميين فيها، نعم بالخطوط العريضة هناك توافق تام على نصرة الاقصى من كل مركبات المتابعة ولكن الذي يمكن ان يترك اثرا هو الحضور الجماهيري والحضور هذا فقط يقتصر عموما على حضور ابناء المشروع الاسلامي”.

من جانبه، قال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى المبارك، في حديث لـ “مسرى ميديا” إن الاحتلال يستغل الأعياد اليهودية مثل “عيد العرش” لتكثيف أعداد المقتحمين بهدف فرض سياسة الأمر الواقع وتغيير الوضع التاريخي القائم في الاقصى.

وشدّد على أن دائرة الأوقاف تنظر بخطورة بالغة إلى التصعيدات الأخيرة والزيادة الكبيرة في أعداد المقتحمين، وقال: “ما يجري هو اجراء احتلالي يريد فرضه بقوة البطش والسلاح، لكن كل هذا لا يعطي حقا لليهود أو هؤلاء المتطرفين في المسجد الأقصى المبارك”.

ودعا المسلمين في كل مكان إلى شد الرحال للقدس والمسجد الأقصى المبارك، منوها إلى أن التواجد المكثف وبأعداد كبيرة من المسلمين، يبدد مخططات الاحتلال الهادفة إلى عزل المسجد الأقصى عن أهله وتنفيذ السياسات التهويدية ضده.

وأضاف الكسواني: “حتى لو قاموا بإبعاد عدد من المصلين وحجز الهويات والتنكيل اليومي والضغط اليومي على المواطن الفلسطيني، إلا أن هذا لن يثني المصلين والموظفين والحراس عن القيام بواجبهم داخل المسجد الاقصى المبارك”.

وطالب النظام العربي والاسلامي الرسمي والشعوب العربية والإسلامية أن يضعوا في صلب أولوياتهم نصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك، مؤكدا أن “الاقصى هو كرامة العرب والمسلمين ويجب ان يدافعوا عنه وهو لا يخص الفلسطينيين وحدهم او الأردنيين بحكم الرعاية، ولكنه يخص أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، عليهم ان يضعوا كل امكانياتهم لدعم المسجد الاقصى المبارك”.

واعتبر الكسواني بدوره، أن حظر الحركة الإسلامية والتضييق على وسائل التواصل مثل حافلات “البيارق” وأوامر الإبعاد اليومية، كان له أثرا كبيرا على تراجع اعداد المصلين من أهل الداخل تحديدا، وقال: “للأسف الشديد التواجد اليوم هو قليل جدا، احيانا نشعر انه لا يوجد في المسجد إلا الموظفين وبعض المصلين ممن يحضرون إلى صلاة الفجر من أهل بيت المقدس، لذلك الواجب على كل فلسطيني مقدسي وعلى كل مسلم أن يأتي إلى المسجد من اجل تبديد مخططات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك”.

هذا ويعتقد الدكتور مهند مصطفى، المدير الأكاديمي في مركز مدى الكرمل وباحث في مركز مدار للدراسات الإسرائيلية، أنه “بات واضحا حتى لمحللين وباحثين اسرائيليين وجود تصعيد كبير في حضور فكرة الهيكل ووضع قضية المسجد الاقصى في صلب الخطاب القومي الديني في اسرائيل”.

وقال لـ “مسرى ميديا”: “حالة التصعيد التي نشهدها في السنوات الاخيرة وخاصة في الفترة الاخيرة، التي تتمثل في دخول متكرر ومتزايد لليهود الى باحات المسجد الاقصى هو تعبير عن تغيرات وتحولات في مكانة الهيكل والمسجد الاقصى في الخطاب القومي الديني الاسرائيلي، والحقيقة ان الباحثين الإسرائيليين الذين يدرسون موضوع الدين والقومية في الحالة الاسرائيلية، بدأوا ينتبهون الى هذه التحولات مؤخرا، رغم اننا أشرنا اليها قبل سنوات وتنبهت لها الحركة الاسلامية قبل عشرين عاما”.

وأضاف الدكتور مهند: “يرافق دخول اليهود الى باحات الاقصى تكثيف في الطقوس والاحتفالات والفعاليات التي تتحدث عن الهيكل عبر الكثير من المنظمات والمؤسسات اليهودية الفاعلة في هذا الموضوع بشكل مباشر وغير مباشر، وبالتالي اعتقد اننا امام مرحلة جديدة في الخطاب الصهيوني عموما والخطاب الصهيوني الديني خصوصا حول استحضار فكرة الهيكل كفكرة خلاصية وربطها بالمشروع الصهيوني، وقد بدأ هذا الربط النظري والفكري قبل عشرين عاما عندما تنبهت الحركة الاسلامية لذلك، وتحول الى مشروع مركب جدا تعمل عليه الكثير من المنظمات والمؤسسات اليهودية ويحظى بعضها بدعم حكومي واضح. هذا الامر لم يعد سرا وعلى فكرة هذا الامر بات مجالا بحثيا في حقل دراسات الصهيونية والدين”.

ودعا إلى ضرورة أن تقوم لجنة المتابعة بأخذ دور الحركة الاسلامية التي حظرت بسبب عملها ونشاطها في المسجد الاقصى، لأن المسجد الاقصى كما قال “هو قضية وطنية ودينية في ذات الوقت، وتقع علينا مسؤولية وطنية ودينية في المساهمة بالدفاع عنه والحفاظ عليه من خلال التواجد والتوعية والاحتجاج السلمي ويمكن للمتابعة إذا توفرت ارادة لحمل هذا الموضوع تنفيذ ذلك”.

مسرى ميديا

0

1

3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة