حتى في منامي تلاحقني الوجوه البائسة

تاريخ النشر: 21/10/16 | 17:50

حينما أرى في كلّ صباحٍ وجوهاً بائسة تسيرُ على الطُّرقات ويملأها الحزن، فلحظتها أدرك مدى الحالة التي وصلنا إليها، وفي كل يوم حينما أسير في طرقات المدينة أو القرية أرى أناسا على وجوههم الهمّ بكل تفاصيله، ولكنّني أعودُ كل يوم إلى بيتي بوجهٍ بائسٍ، وكأنّ بؤسَ تلك الوجوه التي رأيتها في الصباح أعدتني، فأجلس في زاويةِ غُرفتي، وأقلب في المحطات الفضائية لأرى ما الجديد، لكنني أرى صورَ القتل والدمار والموت، فأحزن كثيرا، وأطفئه، وأذهب إلى فراشي، لكي أنامَ قليلا عساني أن أنسى ولو للحظات همّي، لكن في منامي أرى تلك الوجوه ببؤسها فأنهض بحزنٍ أكثر..
ففي كُلَّ صباحٍ أشاهِدُ تلك الوجوه البائسة، أحاول الهرب منها، لكنني أظل أرى وجوها أكثر، فأختبئ خلف كمبيوتري لكتابة قصة، لكن تلك الوجوه أظل أراها أمامي، فأهربُ منها بعيداً، إلا أنّني ألاقيها في كُلِّ مكانٍ .. فأهربُ صوب السّهل، فأراها أمامي، فأعودُ إلى بيتي، وامتنع عن مشاهدة الأخبار فكل يوم أشاهد ذات الصور من قتل وموت ودمار، وأحاولُ أنْ أنامَ مثل كل يوم لكيْ لا أرى تلك الوجوه، إلا أنّها تلاحقني في منامي.

عطا الله شاهين

3talla7shaheen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة