حينما قالتْ تلك المرأة ما أصعبَ ذبحُ الإنسانية

تاريخ النشر: 12/09/16 | 20:01

أرادت تلك المرأة أن تمثل دور كونتيسة الدّمّ، تلك المرأة التي كانت بساديتها المجنونة تذبحُ الخادماتِ دون رحمةٍ وتعلّقهن في سقفِ حجرة، لكي يرشح دمائهن وتشربه في الكثير من الأحيان، وكانت تتعمد في الغالب أن تقتل خادمات عذارى وتستجم بدمائهن لا لشيء، فقط لكي تحافظ على جمالها العاديّ، لكن تلك المرأة التي أرادت أن تمثل دور الكونتيسة الدم لم تستطع، لأنها كانت تشفق على الخادمات اللواتي جئن إليها ولم يعرفن من هي تلك المرأة التي أرادت أن تقوم بدور كونتيسة الدم ، فأرادت أن تكون امرأة سادية، لكنها لم تستطع، فتلك المجرية التي كانت تدعى اليزابيث باثوري، قيل عنها أنها ذبحتْ المئات من فتياتٍ كُنّ يعملن في قصرِها، وشربتْ دمائهن بكلّ حُبّ، واستحمت في دمائهن في البانيو، فكونتيسة الدّمّ لطالما مزّقتْ أجسادَ فتياتٍ كنّ عندها خادمات ليس لأنهن كن أجمل منها، بل لأنها كانت تعشقُ شُربَ الدماء، فشهوتها للدّمِّ جعلتها عاشقة للقتل، ورغم أنّ زوجها ابتعد عنها مرغماً بسبب عمله، إلا أنها كانت بحسب ما أشيع في وقتها بأنه على علاقةٍ بخادمِها الأعرج، الذي كان يساعدها في ذبحِ الفتيات، فالكونتيسة قاتلة الفتيات وجدت ميتة ذات ليلةٍ في سجنها، ولم يعرف بعد من قتلها بعد أن ظلت سجينة لمدة ثلاث سنوات، وكان ابن عمها حكم عليها بالسجن.. لم تستطع أن تكون مثل كونتيسة الدم ربما لأنها لا تحب العنف أو ربما لأنها تكره أن ترى امرأة معنفة فكونتيسة الدم تجردت من إنسانيتها، ولهذا كانت عنيفة أكثر من أي امرأة عرفها التاريخ، فعشقها للدم كان هاجسها الأول والأخير، رغم أنها كانت مرفهة إلى أبعد حدود، فتلك المرأة التي أرادت أن تكون كونتيسة دم أخرى ذات ليلة وبعد أن جمعت الخادمات صرفتهن جميعهن، وقالت في ذاتها لن أكون كتلك المرأة التي ذبحت الإنسانية، فقتل الإنسان أصعب عمل يقوم به الإنسان.

عطا الله شاهين
3talla7shaheen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة