المخيم الصيفي ضرورة أكثر منه ترفًا

تاريخ النشر: 25/07/16 | 19:10

مع التقدّم الحاصل على مستوى التكنولوجيا والألعاب الرقمية التي يقبل عليها الكثير من الأطفال والمراهقين إلى حد إدمانها، صار من الضروري ألا يتهاون الأهل في تسجيل أبنائهم في المخيم الصيفي . فغالبًا وفي حال غياب الوالدين عن البيت خلال النهار، إذا كانت الأم موظّفة، سوف يجد الأبناء في الألعاب الرقمية والجلوس إلى مواقع التواصل الاجتماعي، نافذة لهم لملء يومهم الصيفي الطويل .
وإذا ما تذمّر الأهل أو أبدوا انزعاجهم من جلوس ابنهم أو ابنتهم إلى العالم الرقمي، يكون الجواب الحاضر والمنطقي أحيانًا « ليس لدي فروض، والجلوس إلى الفيسبوك، أو إلى الألعاب الرقمية، يقتل الفراغ ».

ولكن هل فكّر الأهل في المخيم الصيفي؟
قد يكون من الصعب على الأهل أن يفرضوا على ابنهم أو ابنتهم المراهقة، المشاركة في مخيم صيفي، ذلك أنهما أصبحا مستقلين في قرارهما، ويخططان لنشاطهما بما يناسبهما مثل الخروج بصحبة أصدقائهما إلى الشاطئ، أو يفكران بنزهة في الطبيعة، أو المشاركة في نشاط رياضي.

ولكن ماذا عن الصغار؟ وما الفائدة التي يجنونها من المشاركة في مخيم صيفي؟
يؤكّد التربويون أن مشاركة الطفل في المخيم الصيفي تساهم في إيجاد التوازن بين نظامه الغذائي، ونشاطه البدني، وحاجته إلى النوم، مما يعزّز نموه البدني. هذا إذا تكلمنا فقط على أهمية المخيم في الجانب المادي، ولكن لمشاركة الطفل فيه فائدة نفسية عاطفية مرتبطة بالفائدة المادية.
على عكس جلوسه إلى الألعاب الرقيمة والانترنت والتي أثبتت الدراسات الطبية أنها من الأسباب الرئيسة لمشكلة البدانة عند الجيل الجديد، فضلاً عن أنها تجعل الطفل منعزلاً عن محيطه الاجتماعي، ولا سيّما إذا جلس إليها لفترة طويلة، والعطلة الصيفية قد تساهم في إدمان الطفل الألعاب الرقمية إذا لم تكن لديه نشاطات أخرى، إضافة إلى غياب الوالدين في حال كانا موظفان يعملان طيلة النهار، وبالتالي فإن الرقابة تكون شبه غائبة.

الاستقلالية
يساهم المخيم في تطوير مهارة تحمل المسؤولية عند الطفل، وتحديدًا الاستقلالية في تدبّر أموره. فالطفل الذي يجد صعوبة في الاتكال على نفسه في تغيير ملابسه أو ترتيب أشيائه، والذي ترافقه والدته أثناء إنجاز أي أمر شخصي مثل تنظيف أسنانه أو غسل يديه، فإنه في المخيم سوف يكون مضطرًا للقيام بكل هذه الأمور وحده، إذ يجد نفسه أمام تحمل مسؤولية تدبره شؤونه الخاصة، يشجعه على ذلك الأطفال الآخرون المشاركون، والمسؤولون عن المخيم.

الاندماج الاجتماعي
المخيم الصيفي هو المكان الرئيس لتطوير مهارة التواصل الاجتماعي ومعنى التعايش مع الآخرين. إنه المكان المثالي لتعلم الاندماج الاجتماعي. قد يتصوّر الأهل أن المدرسة تقوم بهذا الدور، صحيح ولكن هذا لا يكفي.
إذ أن تواصل التلميذ الاجتماعي يقتصر على فترة الاستراحة خارج الصف، التي لا تتعدى نصف الساعة، وهذه مدة غير كافية لانفتاح التلامذة على بعضهم بعضًا. فضلاً عن أن هذه الفترة خاضعة لرقابة النظّار الذين يحاولون تجنيب التلامذة الحوادث، من دون أن يكون هناك دور تعليمي عملي للتواصل الاجتماعي.

تعلّم الاحترام والتقيّد بالقوانين
من المعلوم أن النشاطات في المخيم الصيفي كثيرة، وغالبًا ما تكون نشاطات ترفيهية موزّعة على مجموعات تتطلب تعاونًا بين أفراد الفريق الذين عليهم الالتزام بالقواعد والقوانين، لتكون هذه النشاطات وسائل تربوية تعلم الطفل قواعد الحياة الاجتماعية. ففي المخيم يتعلم الطفل انتظار دوره، واللعب بروح الفريق، وتقبل الخسارة والاعتراف بقوة الفائز ومهارته.

تعزّز النمو النفسي
يحرص القائمون على المخيم على عدم ترك الطفل وحده وألا يكون مهملاً من الآخرين، بل إنهم يبتكرون النشاطات التي تساعد الأطفال على الانفتاح على الآخرين واحترام التنوع الاجتماعي والتفاعل معه.
ويكون ذلك من طريق النشاطات المختلفة، وهي مفيدة للتنمية المعرفية والحركية للأطفال بشكل عام. وعلاوة على ذلك، فإن بعض الأطفال الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس أو يشعرون بأنهم دون غيرهم من الأقران منزلة، فإنهم في المخيم سوف يتعرّفون إلى القدرات التي لديهم من خلال النشاطات المختلفة التي يمارسونها في المخيم.

التماهي مع نماذج جديدة
تتاح للأطفال في المخيم الصيفي فرصة لقاء شباب نشطاء يعملون بمسؤولية، فيكونون مثالاً يحتذى به مما يساهم في صقل شخصية الطفل.

تقدير العلاقة مع الوالدين
يقدّر الطفل الوقت الذي يمضيه مع والديه. فبعد نهار طويل في المخيم، يحاول الاستفادة من الوقت الذي يمضيه مع والديه، وقد لوحظ أن معظم الأطفال الذي يذهبون إلى المخيم الصيفي، عندما يعودون الى المنزل يصبحون أكثر انضباطًا.

1466507617.965147.inarticleLarge

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة