هل تذكرونني؟

تاريخ النشر: 22/01/17 | 5:00

القبور وما القبور !! ..
أقضت مضاجع الأخيار .. فكانوا قليلاً من الليل ما يهجعون .. وبالأسحار هم يستغفرون ..
أي دار تلك الدار التي إنقطع فيها المسافرون .. فلم ندر ماقالوا وماقيل لهم ..
القبور التي لو عرف الإنسان منزلته فيها .. ومصيره إلى الله بينها .. وكيف يجزى على الإحسان إحساناً وعلى الإساءة عذاباً .. أو صفحاً وغفراناً .. دعاه ذلك أن يستهين بدنياه .. وأن يقبل على أخراه ..
القبور التي توقظ القلوب من منامها وتدعوها إلى الإقبال إلى بارئها ..
القبور هول مطلعها ينسي الإنسان لذة الدنيا .. ويجعله في حقيقة من إقباله على الله تبارك وتعالى ..
زال عندها الغرور .. وبدت معها معالم الهول والنشور ..
القبور التي بين النبي صلى الله عليه وسلم كما صح عنه أنه لو كشف للأمة عن عذابها لتركت الأجساد على وجه الأرض ولم تدفن خشية أن تلقى من فتنها وأهوالها مالم يخطر على بالها ..
القبور وما القبور !! ..
تمر بها أمم هامدة .. وأجداث ساكنة .. لو علمت مافيها من الصيحات .. ومافيها من نفحات الجنات .. ومافيها من الرضوان .. ومافيها من السعادة والغفران .. لأنساك لذة الدنيا وأشغلك عن نعيمها وشهوتها ..
إنها الدار التي تنقطع عندها الأنساب .. وتنفصم لديها الأحساب .. فلا الأموال ولا الأولاد .. ولا الأخوان ولا الأحفاد .. صار إلى الله كما أقدم إلى الدنيا .. وحيداً فريداً ينادي ولا منادي له .. ويستغيث ولا مغيث له .. ويستجير ولا مجير له ..
إلى الله المشتكى من غفلتنا عنها .. ولهونا مع اللاهين عن معرفتنا بحقيقتها ..
إن المؤمن لو علم حقيقة هذه الدار .. لما استقر له والله القرار ..
لو أن الإنسان تفكر أنه تمتع من متع الدنيا بما وجد على وجه الأرض ثم صار إلى تلك الدار فصك فيها وضيق عليها ضيقاً .. ينسى معه كل نعيم مر به ..
وبذلك كم من قبور تراها في دار أو في مكان موحش .. في صحراء قاحلة لا أنيس بها ولا جليس ..
ملئت من الرحمات والرضوان والنفحات .. أهلها في سرور ورضوان ومنحة من الله وغفران .. لم يخطر للعبد على بال ..
وكم من قبور حولها الناس يسرحون ويمرحون ويضحكون ويلعبون .. لو نظروا إلى تلك الوجوه الكالحة .. وإلى تلك الاجساد البالية المعذبة ..
والله لهانت عليهم الدنيا ومافيها ..
لذلك أحبتي في الله ..
إن ايقاظ القلوب بذكرها .. وعمارة القلوب بذكرها .. دليل على خير قد إستقر في تلك القلوب المدكرة .. وتلك الأفئدة المؤمنة التي جائها كتاب الله وبلغت عن رسول الله فآمنت أنها روضة من رياض الجنان أو حفرة من حفر النيران ..
ولنثق جميعاً أن ماغاب عنا أعظم مما ذكرت .. وماغاب عنا من هول هذه القبور ونعيمها .. نعيماً وجحيماً أشد وأعظم عند الله تعالى قدراً مما بلغ ..
ولكن ..
اللهم اليك نشتكي .. وإليك نلتجي ..
اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى ووجهك الكريم .. نسألك الجنة وماقرب إليها من قول أو عمل ..
اللهم إنا نسألك أن ترحمنا إذا صرنا إلى تلك القبور ..
اللهم إنا نعوذ بك أن تؤاخذنا فيها بذنوبنا ..
اللهم اجعل منازلنا فيها منازل الجنان .. لا تجعلها علينا حفراً من حفر النيران ..
اللهم ارحمنا في القبر .. اللهم ارحمنا في القبر ..
اللهم إنا نعوذ بك من وحشة القبر .. وظلمة القبر وعذاب القبر .. اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر ..
اللهم إنه أمرنا نبيك أن نستعيذ بك من عذاب القبر .. اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر .. اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر ..
اللهم بنا من الذنوب والخطايا .. وبنا من العيوب والرزايا .. مانخاف أن لو صرنا الى تلك الدار أن نعامل بما فعلنا واقترفنا ..
فنعوذ بك أنت الله لا إله الا أنت أن تؤاخذنا فيها بأمرك ..
اللهم آخذنا فيها برحمتك .. يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين ..
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين ..

8

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة