اسمه “حنّا” فقط….لا يكفي

تاريخ النشر: 09/02/16 | 12:18

لطالما تساءلتُ بيني وبين نفسي وبصوتٍ خفيض لئلّا يرمونني بالطّائفيّة والتشرذم…
تساءلتُ بعد حرق أكثر من كنيسة في البلاد، وكتابة كلمات نابية بحقّ السيّد المسيح على جدران الكنائس من قبل يهود متطرفين، وبعد ان لمستُ الحقوق المهضومة لمدارسنا ومستشفياتنا الأهليّة، وبعد أن تجلّى لي وظهر ” تسحيلنا” من وزارة المعارف، فتكاد لا تجد مُفتِّشًا واحدًا مسيحيًّا، وأمّا عن التعيينات والتوظيفات في سِلك التعليم فحدِّث ولا حَرَج…
كلّ هذا وليس هناك من يرفع عقيرته بالكلام!
قد يقول قائلٌ: عندكم أكثر من عضو مسيحيّ في البرلمان الاسرائيليّ، دعه أو دعهم يحملون همومكم، او دعهم يرفعون تظلّمكم الى فوق؟.
وهنا بيت القصيد أو بيت اللا قصيد إن صحّ التعبير.
فليس كلّ من حمل اسم الياس او حنّا أو سيلفيا في القائمة المشتركة او المنفرطة، أو التجمّعية او غير التجمّعيّة يُمثّلنا، ويُمثّل طموحاتنا ويحمل همومنا، فأكاد أراهن أنّ معظم اعضائنا المسيحيين لا يعرفون ” الصّلاة الربّانيّة ” ولا ” دستور الإيمان” وإن عرفوهما فهم ” يخجلون” ان يتلّفظوا بهما علانية لئلا يقال عنهم طائفيون!
الله يعلم أنّني لا أكيل الكلام جُزافًا، فقد تابعتُ منذ سنوات طويلة وكثيرة وما زلْتُ أتابع أعضاءنا في الكنيست فما سمعتُ مرّةً أو شاهدتُ نائبًا مسيحيًا يتكلّم بغيْرةٍ على اهله وعلى مَن صوّتَ له، وما سمعتُ أحدًا منهم استشهد بأيةٍ من آيات المحبّة الانجيليّة التي ترفع الانسان الى فوق – وكلّها كذلك-.
آه نسيت فقد سمعت الطيبي وعودة يفعلانها، فارتفعوا في عيوننا.
وشوشني احدهم مرّةً قائلًا: من قال لك ان الاعضاء المسيحيين في القوائم العربيّة رُشّحوا على اساس طائفيّ؟
فقلت له: لا يا سيّدي أنت على خطأ، فهم رُشّحوا على هذا الأساس حتّى وإن لم يعترفوا بذلك، فالتكتيك واضح في كلّ قائمة عربية هناك اسم كهذا حتى لا تذهب الاصوات للأحزاب الصهيونيّة.
والسؤال بل الأسئلة التي تطرح نفسها هي:
هل من العيب والعار أن يدافع عضو الكنيست المسيحيّ عن طائفته وكنيسته ويحمل همومها وطموحاتنا؟ وهل يكفي ان يكون مندوبنا اسمه حنّا حتى نهرعَ الى الصناديق ونغمرها بالأصوات المؤيِّدة؟
وهل نفعل النقيصة ان طالبنا بأعضاء مسيحيين حقيقيين لا اسميين، يعرفون المحبّة ويعيشونها ويؤمنون بالإخوّة مع اهلنا المسلمين والدروز واليهود؟
وهنا سأبقّ الحصوة:
هل سأعتبَرُ مارقًا ان قلتُ هيّا نبني القائمة المسيحيّة كما فعلها اخوة لنا مسلمون؟ مع أنّني أعي وأعرف انّنا لسنا بوضع يسمح لنا بذلك خاصّةً ونحن نعرف عددنا ونعرف نسبة الحسم، ولكن الأمر مبدئيًا ليس الّا…
نعم من حقّنا ان نطالب بأعضاء مسيحيين حقيقيين يشاطروننا احتفالاتنا وصلواتنا وهمومنا وأحلامنا، ويحالون جاهدين رفع الضيم، وإعلاء صوتنا ؛ صوت الحقّ الذي غاب أو كاد.

زهير دعيم

zoherdbukja

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة