لماذا كثر الطلاق في مجتمعنا؟؟؟؟؟

تاريخ النشر: 29/05/11 | 3:00

حرص الإسلام على بناء الأسرة، بناء قويا متماسكا، تسود فيه روح المودة والرحمة والسكن؛ إذ هو المحضن الذي سيتربى فيه النشء تربية صالحة؛ لذلك وضع له هذا الدين العظيم دعائم تمنعه من السقوط، وتحميه من عوامل التعرية التي تعصف بكثير من البيوت التي لا تهتدي بهدى الله تعالى. فالقواعد الشرعية التي شرعت لمصلحة الأسرة والأخذ بها إلى أجواء السعادة – تقوم على الحق والعدل والمساواة الشرعية، ورفع الظلم، وقيام كل فرد بدوره المنوط به، وحرص الأبوين على تحقيق مقاصد الزواج- تحصين الزوجين وإعفافهما، وتربية الأولاد تربية طيبة – ولا يتأتى لهما ذلك إلا إذا كانا متفاهمين متعاونين متحابين يقوم كل منهما بواجباته تجاه الآخر وتجاه الأولاد. لقد كثر الطلاق في القرن الخامس عشر من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وأخذ يعصف بالبيوت، وأصبح الرقم مخيفا؛ وانعكس هذا الوضع على نفسيات الأولاد الذين هم من أهم مقاصد الزواج؛ لذلك أحببت أن أدلي ببعض الآراء التي أوضح من خلالها بعض العوامل التي دفعت بالزوجين إلى اتخاذ قرار الفراق غير مبالين بما سيترتب على هذا الطلاق من عواقب وخيمة على البيت. إن من العوامل التي تقوض أركان بيت الزوجية – انتحال كل من الزوج والزوجة شخصية الآخر بمعنى: كثير من البيوت تقوم المرأة بالإنفاق على البيت على الرغم من أن النفقة على الرجل، ولو كانت المرأة ثرية، وهذا لا علاقة له بمن تقوم بمعاونة زوجها على شؤون الحياة إذا كانت تؤديه عن طيب نفس منها؛ وليس مفروضا عليها، والسبب في هذا الخلل يعود إلى أن بعض المجتمعات تحقق فرص عمل للمرأة على حساب الرجل، أو أن دخل الرجل لا يكفي، فتضطر المرأة إلى أن تشارك زوجها في الإنفاق على البيت وهي كارهة!! وفي المستقبل سيكون هذا الوضع الأعرج عاملا من عوامل الفراق أو النكد!!. إن من العوامل التي تسرع في دفع عجلة الطلاق لأي سبب – عدم تقدير فداحة التبعات التي ستنشأ عقب حدوث هذا الزلزال في البيت، سواء من الرجل أو المرأة ؛ فتشريد الأولاد، وخراب بيت الزوجية، وفقدان معاني الزواج، ربما لو أدرك الزوجان خطورة خسارة كل ما ذكر قبل أن يقررا الفراق، لما أقدما عليه؛ لكن الطيش وفقدان روح الصبر والتحمل، وعدم الوعي الاجتماعي – كانت كارثة على البيت. إن لوسائل الإعلام دورا كبيرا في إحداث الشقاق في البيوت؛ ولا سيما ممن لا يتقي الله تعالى من الطرفين؛ فالرجل الذي يشرق ويغرب، ويطلق عينيه وأذنيه شمالا ويمينا، فيتعلق قلبه بمناظر النساء اللواتي يعرضن أجسادهن لكل مشترٍ؛ فلم يعد يقتنع بزوجه المصون الطيبة الطاهرة؛ فينصرف عنها تحت ذرائع واهية والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:”إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه” رواه مسلم. كما أن المرأة التي تثقل كاهل زوجها بالمصاريف لتحقيق ما تراه في وسائل الإعلام من مباهج الحياة، ولا يعجبها شيء في حياة زوجها، فيتحول هذا السأم إلى كره، وتتفاقم المشكلة حتى تؤدي إلى الطلاق!! إن المرأة – الزوجة – أيها الرجل ليست ممثلة ولا مغنية ولا مذيعة في قناة فضائية. إنها ربة منزل، ومربية أجيال. إن المهمة التي تقوم بها لا تسمح لها أن تظهر بالشكل الذي تراه؛ والذي يمكن أن تحقق شيئا منه في أوقات دون أوقات؛ إذ ينبغي للمرأة أن تتزين لزوجها؛ وأن تبدي له ما يجعله يتعلق بها، ويمتع نظره فيها. إن الرجل – أيتها المرأة – ليس مصنعا يعمل ليل نهار، ولا مصرفا يضخ الأموال عند الطلب، فيجب عليك أن تراعي ظروفه المالية، وتقتصدي في المعاش، ولا تمدي عينيك هنا وهناك لتسايري الواقع الذي لا يقدر عليه زوجك؛ فتكونين سببا في إحداث هوة بينك وبينه تؤدي إلى خراب البيت!! إن من أسباب الطلاق ما يقوم به الأرحام من كلا الطرفين من مداخلات قد تفتح بابا أو أبوابا من مسببات الفراق، وخاصة أخوات الزوج وبعض أرحامه؛ ولا شك أن الأم غير الواعية والتي تصغي لكل حديث يأتيها من هنا وهناك حتى تتغير على ابنها وزوجه؛ فعلى الزوجة أن تكون عاقلة، وتسد هذه المنافذ بخلقها وخوفها من بارئها وطاعتها زوجها في غير ما معصية دون أن يقع عليها حيف أو ظلم. وقد تكون أم الزوجة ممن يفسد على الزوجين حياتهما؛ وذلك بأن تنفخ رأس ابنتها ولو كانت هي الظالمة؛ وتلقى دعما من شقيقات الزوجة (وهن بناتها)؛ فيجب على قائد السفينة (الزوج) أن يتقي الله تعالى، وأن يراقب ربه في نيته وأعماله، ويتصرف بحكمة وعقلانية بعيدا عن الانفعال والاندفاعية. إن الثقافة الزوجية – بعد تقوى الله تعالى – قبل الزواج ضرورية للزوجين لتعصمهما من الفتن والريح التي تهب عليهما، كما أن على الشركاء الآخرين من الطرفين أن يساعدوا ركني الحياة الزوجية على بناء البيت، وسد كل الثغرات التي يمكن أن تنفذ منها العواصف التي تجعل البيت يخر على ساكنيه القناعة والبساطة والشفافية في العلاقات من عوامل التماسك في الحياة الزوجية، وفوق كل هذا الخوف من الجليل والاستعداد ليوم الرحيل والعمل بالتنزيل. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. مالك فيصل الدندشي

‫2 تعليقات

  1. كثيرة هي اسباب الطلاق….الطلاق احيانا يكون الحل لكابوس يعيش به الزوجين.

    الطلاق نسبته في المجتمع الغربي عالي جدا..وبسبته في مجتمعنا بازدياد..

    جدير بالمجتمع ان يتخذ الاجراءات اللازمة من الثقافة والمعرفة لتحصين الزوجين

    للحياة السعيدة…

    للاسف كثير من الطلاق وقع لاجل اسباب تافهة…يمكن للزوجين تفاديها.

    الحياة السعيدة لا تاتي بالصدفة…الحياة اخذ وعطاء.وعلينا دائما العمل بكد

    واجتهاد لادراك الفرحة والبهجة…

    تقول المغنية…الورد جميل.جميل الورد .شوف الزهور وتعلم…

    الحياة بحاجة الى مهارات…وعلى الزوجين التعلم واكتساب السبل والطرق المؤدية الى

    الحياة السعيدة .

    لا عيب ان نثقف اولادنا للحياة الزوجية… شاهدت في برنامج تلفزيوني ..ان العقد الزوجي

    يوقع بعد ان يتخرج الزوجين بنجاح من دورة ارشادية للحياة الزوجية…

    الحياة الاستهلاكية تغيب الانسان عن جمال واقعه. ويظن ان كل شيء جميل لا يحدث الا

    في الخيال..او مع زوجة جديدة..

    جدير بنا ان نقيم حياتنا…نصلح ما امكن اصلاحة لتبقى الجرة سليمة..ننقد انفسنا وشركاءنا

    لننجع الحياة الزوجية لتبقى شعلة امل ومصدر البهجة والحبور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة