الصحابي الوحيد الذي ورد اسمه صراحة بالقرآن الكريم

تاريخ النشر: 04/10/15 | 9:57

الصحابي الوحيد الذي ورد اسمه صراحة في القرآن الكريم والذى لقب بـ«حِب رسول الله» هو الصحابي الكريم “زيد بن حارثة”، فلا تجد في القرآن الكريم كلّه اسماً لصحابي غير زيد، قال الله تعالى: «فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا»، 37 الأحزاب.
زيد بن حارثة صحابي جليل وكان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويذكر بأنّ أم زيد كانت قد ذهبت إلى أهلها لتزورهم، وبينما هي هناك أغارت عليهم خيل، فسرقوا ما سرقوه، وسبوا ما سبوه، وكان من بينهم أم زيد، ثم قاموا بعرضها للبيع في سوق للعبيد، فاشتراه حكيم بن حزّام، ثم اهداه إلى عمته خديجة بنت خويلد، وقامت خديجة بوهبه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة، ثم لبث عنده مدة، ثم جاء عمّه وأبوه يرغبان في فدائه، فقال إنّ الأمر يعود للفتى إن أراد رجوعًا رجع، وإن أراد بقاءً بقي، خيراه فإن اختاركما فهو لكما دون فداء”.
وعندما خيروا زيدًا أن يعود مع أبيه أو يبقى مولى عند رسول الله، فاختار زيد البقاء مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذا قبل النبوة، فتعجب أبوه واستنكر عليه هذا، أيعقل أن يختار العبودية عند شخص على العودة مع أبيه إلى منزلهم، فقال زيد: والله لم أر من محمد شيء يزعجني قط، فأخذه سيدنا محمد إلى حجر الكعبة وأعلن أنّه قد تبنّاه؛ تخفيفًا لما في نفوس والده، وقال” يا معشر قريش اشهدوا أنّه ابني يرثني وأرثه”، وأصبح يقال له زيد بن محمد، إلى أن جاء الإسلام بتحريم التبني فعاد اسمه كما كان، قال تعالى: «ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَٰكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا».
ولهذا فقد كان لزيد بن حارثة في قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حبًا كبيرًا وشديدًا، ولكن بعد أن فقد نسبه لرسول الله وطلاقه لزينب بنت جحش، أراد الله أن يعوض زيدًا عن ذلك خيرًا وأن يخفف عنه، فأكرمه بذكر اسمه دون أحد من الصحابة وقال تعالى: «فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا‏».
وقد استشهد زيد في خلال معركة مؤتة من العام 8 هجري، حيث خرج الجيش إلى منطقة مؤتة في الشام لملاقاة الروم، ولإدراك الرسول -صلى الله عليه وسلم- أهمية المعركة، قام باختيار ثلاثة جنود شجعان، فرسانا في النهار رهبانًا في الليل، وقال عند وداع الجيش: “عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة “، واستشهد -رضي الله عنه- في المعركة، واستشهد جميع القادة الثلاثة.
وحزن الرسول -صلى الله عليه وسلم- على زيد حزنا شديدًا حتّى أنّه بكى لذلك فقيل له: ما هذا يا رسول الله؟، فقال: “شوق الحبيب إلى حبيبه”.

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة