اللص العجيب

تاريخ النشر: 19/05/15 | 14:02

(النجدة.. النجدة.. لص في منزلي) استيقظ سكان القرية على صوت استغاثة جارهم الطبيب الذي هاجم لص منـزله وسرق أمواله.. هرب اللص لكن أحد الجيران استطاع أن يمسك به،
ويقتاده لقاضي المدينة وهو متلبس بسرقة الأموال.. تجمع كل سكان القرية في قاعة المحكمة، استمع القاضي لشكوى الطبيب المجني عليه الذي قال: (عدت من عيادتي متأخراً، كان اللص مختبئاً وراء الباب وقد سرق الأموال). قال اللص: (المسؤول هو النجار الذي لم يراع الأمانة في عمله وصنع باباً ضعيفاً، فلو كان الباب قوياً، لما تمكنت من فتحه وسرقة أموال الطبيب).
قال القاضي للص: (لن تفلت من العقاب مهما ذكرت من أسباب، لأنك سرقت).. حضر النجار فقال له القاضي: (هذا اللص يتهمك بالإهمال، فلو أنك صنعت باباً قوياً، لما استطاع أن يقتحم منـزل الطبيب ويسرق أمواله)..
قال النجار: (الذنب ذنب تاجر الأخشاب الذي اشتريت منه الخشب، لو كان يراعي ضميره لما باع لي هذا الخشب الرديء الذي صنعت منه باب منـزل الطبيب).
حضر تاجر الأخشاب فقال له القاضي: (أنت متهم بالإهمال، فقد بعت نوعاً رديئاً من الأخشاب صنع منه هذا النجار باباً ضعيفاً، استطاع هذا اللص أن يفتحه بسهولة ويقتحم بيت الطبيب فيسرق أمواله، فما دفاعك عن نفسك؟). قال تاجر الأخشاب: (المجرم الحقيقي هو الحطاب الذي لم يراع الأمانة وباع لي أخشاباً رديئة النوع لم يقطعها من أجود أنواع الأشجار).
وصل الحطاب العجوز لقاعة المحكمة، فقال له القاضي: (لولا إهمالك في اختيار نوع الأشجار التي قطعت منها الأخشاب، لما اشتراها النجار من تاجر الأخشاب، وصنع منها باباً ضعيفاً استطاع هذا اللص أن يفتحه بسهولة ويسرق الأموال).
تأوه الحطاب العجوز من شدة الألم وقال: (الجاني الحقيقي هو طبيب القرية الذي ذهبت إليه عندما جرحت الفأس يدي وأنا أقطع الأشجار، لم يراع الأمانة في عمله، وخيط الجرح دون أن يطهره فتورمت يدي ولم أستطع أن أقطع الأخشاب بعناية كالمعتاد)!
اندهش الجميع وأولهم القاضي الذي قال للطبيب: (أنت الآن جانٍ، بدلاً من أن تكون مجنياً عليه، قال الطبيب: (الذنب ذنب الفأر الذي تسلل لدولاب الأدوية وحطم الزجاجات، فلم أستطع أن أطهر الجرح في يد الحطاب، كان الجرح كبيراً أردت أن أضمده بسرعة). قال القاضى ساخراً: (إذن فالمتهم الحقيقي هو الفأر)، ضحك جميع سكان القرية، لكن طفلاً صغيراً تقدم الصفوف حتى وصل عند القاضي وقال: (سيدي القاضي، تعلمت حكمة جميلة وحديثاً شريفاً يقول: “النظافة من الإيمان”، فلو كان الطبيب يراعي ضميره في عمله، لاهتم بنظافة عيادته فلا تدخلها الحشرات والفئران).
أعجب القاضي بكلام الطفل الذكي، فقال للطبيب: (أخذت جزاءك، أهملت في عملك ولم تراع الأمانة في علاج الحطاب العجوز)، وقال للص: (أما أنت فقد سرقت ولابد أن تنال جزاءك)، فقال اللص: (لست متهماً.. المتهم هو الفأر)، قال القاضي: (المتهم هو الإهمال فهو سبب كل المشاكل، ولو أتقن كل فرد عمله ستعيش القرية في سعادة وأمان).

9cdb7bb44-1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة