إرسلي باقة من الحب والتسامح لمن يضايقك …

تاريخ النشر: 24/03/11 | 6:06

من ريما يحيى

من الطبيعي أن تمر الزوجة بمواقف وتجارب سعيدة وأخرى مريرة خلال رحلة زواجها، وغير الطبيعي هو احتفاظ غالبية النساء بالنتائج السلبية المُوجعة لتلك التجارب فمن الخطأ أن يأخذ أو يحمل الإنسان معه تجربة من الماضي بنفس شعورها، وأحاسيسها للمستقبل.بدون الحب لا تستقيم الحياة، ومع الحب يُولد التسامح، وبالاثنين معا يتدفق العطاء في القلب، فأنت لا تستطيعين العطاء بدون الحب، ولن يكون الحب بدون التسامح، وهذه المنظومة الثلاثية مرتبطة ببعضها البعض، ولن تصلي لواحدة منها دون الأخرى، كما يؤكد الدكتور إبراهيم الفقي المحاضر المتخصص في التنمية البشرية. وعلى المرأة أو الزوجة أن تفكر بالمنطق وتواجه نفسها، وتقول لماضيها ولأخطاء زوجها: أنا إنسانة متسامحة، لقد تعلمت من التجارب والخبرات الكثير.. لكني سأترك المشاعر والأحاسيس السلبية ولن آخذها معي للمستقبل، أما إن وجدت نفسها مازالت متعبة نفسيا، فهذا دليل على أن هناك شيئا غير طبيعي بداخلها.

في دراسته “قوة الحب والتسامح” يوضح الدكتور إبراهيم الفقي إن طاقة الإنسان تسير في اتجاهين، إما أن تساعدك في تحقيق أهدافك، أو أن تصل بك إلى مرحلة الندم، لهذا على كل زوجة أن تفكر جيدا في المعلومات والذكريات التي تُغذي بها عقلها، فأنت تختارين أفضل الطعام لتغذية جسمك، فلماذا لا تحتفظين بأفضل التجارب والمعلومات والذكريات التي تغذين بها علاقتك بزوجك، بدلا من تلك التي تبعدك عنه؟ وهذا يتم بالتسامح والعفو والنظر بحب لهفوات وأخطاء الزوج.

الزوجة بمشاغلها ليس لديها الوقت الكافي للحزن والضيق والغضب، أو اتخاذ موقف محدد، الحياة ليس لها إعادة! فإذا غضبت أو حملت بداخلها مشاعر سلبية ستهدر طاقتها الإيجابية، والأفضل لك عزيزتي أن ترسلي لمن يضايقك باقة جميلة من العفو والحب والتسامح، فطاقة الإنسان لو وصلت لبلد لأضاءته مدة أسبوع كامل.

وصفة التسامح، كما يقول الدكتور إبراهيم الفقي في حديثه مع مجلة “سيدتي”، تنبع من الذات الحقيقية، الذات العليا التي تحتوي على التسامح الذي ينتج الحب ويتبعه الحنان.. ثم العطاء، ثم مرحلة الاتصال مع الآخرين، ثم الكفاح لتستمر الحياة، حتى تصلي إلى مرحلة الثقة والتفاهم مع الآخرين.. ومعها التحلي بالتواضع والتعلم والصبر والصدق.. وبعدها تكون الراحة النفسية، وتقبُّل النفس كما هي.

هي الذات السفلى، التي تحتوي على مشاعر الخوف واللوم والحقد والغيرة والمقارنة، كما تضم الغضب والخصام والكذب والنميمة والمنافسة، فتصل بصاحبتها إلى مرحلة الكراهية ثم التكبر! ويوضح الدكتور الفقي كلامه فيقول: إن المرأة أو الزوجة التي تحمل بداخلها كل هذه المشاعر.. سيمتلئ قلبها بالضغوط التي توصلها للإحساس بالوحدة والقلق والضياع والإحباط والتعاسة.. وتجد نفسها تعيش في الماضي وحده، أو حلم المستقبل المرجو، وفي الحالتين ستصل إلى مرحلة الشر الداخلي.

في تحذير خاص لكل زوجة غير راغبة في التسامح وفتح قلبها لزوجها وهفواته وأخطائه الصغيرة أو الكبيرة.. يبين الدكتور الفقي أن كثيرا من الزوجات يعتقدن أن التسامح معناه الضعف.. يعطي الفرصة للآخر ليتحكم في شخصك المتسامح.. معناه أن تقبلي الإهانة وأن تنسي الأمر، وتتعودي على هذا الفعل بعد ذلك، وهذا مفهوم خاطئ لمعنى التسامح، بدليل أن عدم تسامحك يزيد من الأحاسيس والمشاعر السلبية، ويدعمك المخ فيلغي كل الأمور الطيبة بداخلك، ويُعمم لك كل الأمور السيئة تجاه هذا الشخص.. فتجعلك وكأنك تريدين قتله!

ويلخص الدكتور الفقي فوائد التسامح في نقطتين:

* التسامح يدفعك للتفكير بشكل صحيح، ويربي بداخلك اتزانًا في القوة الروحية، التي ينتج عنها اتزان في الذهن.. يعقبه اتزان في الشعور والأحاسيس، وينتهي باتزان جسمي شامل.

* هناك حقيقة علمية تقول، الإنسان إذا فكر بطريقة صحيحة سيتكلم بطريقة صحيحة، وإذا تكلم بطريقة صحيحة فإنه سيتصرف بطريقة صحيحة.. وسيكون رد فعله متزنا، مما ينتج عن ذلك شعور وأحاسيس متزنة وليست سلبية.

ويضع الفقي إشارات في دراسته لكل زوجة تريد التحلي بصفة التسامح في علاقتها بزوجها:

– تقبلي من داخلك فكرة أن تكوني متسامحة، وهذا يمثل 50 % من التغيير، ويتبعه اتخاذ القرار.

– اسألي نفسك بعد كل تجربة: ماذا استفدت منها؟ إن كان الحاصل إيجابيا، فعليك الاحتفاظ بمهاراتك، فتختفي المشاعر السلبية والأحاسيس المريضة.

– اعرفي أي ماذا تريدين بالضبط؟ وهو قرار التغيير والتصرف بطريقة صحيحة، خاصة بعد الوصول إلى مرحلة اختفاء المشاعر السلبية.

– سامحي نفسك أولا ليسامحك الله والناس.

– لا تعاتبي زوجك وتحاسبيه على كل صغيرة وكبيرة.. فهذا سيترك بداخله العرفان بجميلك.

– احترمي رأيه المخالف لك، فيحترمك ويرتاح لطبيعتك المتسامحة.

– لا تكرري النقاش والملامة والعتاب-حول خطأ ما اُرتكب- فهذا يعكر صفو الحياة الزوجية، ولا تسترسلي مع زوجك في النقاش..من المخطئ؟ ومن المصيب؟

– اغضبي.. تضايقي.. ولكن لا تقفلي باب قلبك أمام زوجك. العتاب أفضل من الجدال، فلمِّحي لخطئه بشكل غير مباشر، ولا تطيلي الخصام.

– كوني أنت المبادرة بالصلح والتسامح والتغاضي.. فالبيت المملوء بالحب والهدوء والتقدير المتبادل خير من بيت مملوء بما لذَّ وطاب وكله نكد وخصام وملامة.

ولحياة سعيدة, علي كل زوجة أن تعرف أنها ريحانة بيتها ومن ثم فعليها أن تشعر زوجها بعطر تلك الريحانة لحظة دخوله البيت، لذا تهمس منال سالم استشاري العلاقات الأسرية، في أذن كل زوجة ببعض الإرشادات التي أوردتها مجلة “حريتي” والتي تمكنها من عيش حياة زوجية سعيدة:

– اضبطي مناخ البيت وفق مواعيد زوجك ولا تشعريه بالارتباك في أدائك للأمور المنزلية فاجئيه بحفل أسري جميل مع حسن اختيار الوقت الذي يتناسب معه.

– تذكري دائما أنوثتك وحافظي عليها واجتهدي في إظهارها ولكن بدون تكلف.

– احذري أن تقابلي زوجك بالشكوي والألم مهما كان الأمر صعبا فعليك أن تأجلي ذلك للحظة المناسبة حتي تجدي منه التعاطف والرقة والحنان.

– اهتمي بأصدقائه ولا تمتعضي من كثرة ترددهم علي البيت أو مفاجأتهم لك بالحضور بل احرصي علي إكرامهم تقديرا لزوجك.

– اعلمي أنه من الضروري أن تهتمي بملابس زوجك ومظهره حتى لو أبدي هو عدم اهتمامه بذلك.. لكنه في قرارة نفسه سيقدر لك اهتمامك به.

– لا تنسي الاهتمام بنظافتك الشخصية كرائحة جسدك وهو ما يتطلب منك استخدام الكريمات العطرية ومزيل رائحة العرق حتي لا يجد رائحة غير مستحبة تنفره منك واحرصي علي أن تتخلصي من روائح الطعام بعد وقوفك في المطبخ لمدة طويلة وذلك باستخدام الليمون وغسل اليدين وتعطيرهما.

– بعض الزوجات تعتقدن أن ارتداء ملابس النوم والإغراء طوال الوقت أمر ضروري يسعد الزوج ويلفت نظره ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح علي الإطلاق، ولكن يكفي أن ترتدي دائما الثياب الأنيقة البسيطة حتى لا يشعر بأنك تحسني من مظهرك خارج المنزل فقط.

– احرصي علي التجديد دائما حتى تتخلصي من الروتين الذي قد يصيب حياتكما الزوجية بالملل كأن تغيري بعض ديكورات منزلك ولكن بدون تكاليف باهظة فبإمكانك مثلا وضع بعض الإكسسوارات ونبانات الزينة التي تضفي علي منزلك نوعا من الحيوية والنقاء في الأركان، وإذا كان لديك مفرش قديم قومي بقص أطرافه المتهالكة حتى يمكنك استخدامه في فرش ركنة صغيرة ويمكنك عمل مساحات من الضوء الذهبي في المنزل عن طريق تسليط الإضاءة الخافتة علي الصور والجدران وفوق الأرفف وتحتها.

– هناك الكثير من المناسبات الرومانسية التي تمر بنا مرور الكرام فلا نهتم بها مثل عيد الزواج فمن الممكن أن تقترحي في هذا اليوم الخروج للعشاء أو الغداء خارج المنزل لتغيير الأجواء وكسر الروتين ويمكنك أيضا أن تحتفلي بهذا اليوم في منزلك من خلال تقديم الطعام بطريقة جذابة.

– لا تعتبري أبداً انك كبرت على الحب مع زوجك ، فالقلب يبقى شاباً مهما كبر السن ، انسي الأولاد وهمومهم بين وقت وآخر، ودلعّيه ليدلعّك ومازحيه ليمازحك وشجعيه على الخروج إلى المقاهي والمطاعم والأماكن الخاصة بالشباب، وليس فقط العائلات ، شاهدي معه مسرحية كوميدية أو حفلاً غنائياً أو فيلماً جديداً أثار جدل النقاد ، فذلك سيرد الحيوية والنشاط لعلاقتكما ومشاعركما.

– اظهري احتياجك لزوجك فبعض النساء يربطن حاجتهن للرجال بضعف في شخصيتهن وهذا خطأ ، فمن الضروري جداً أن تشعر المرأة زوجها بحاجتها له في بعض الأحيان، والحاجة هنا معنوية أكثر مما هي مادية، كما يقول الخبراء، إذن أخبري شريكك أين ومتى تحتاجين وجوده بقربك وكيف يمكن له أن يقوم بذلك، حتى لو كنت تحتاجين لمسة يد أو تربيت على الكتف ، فهذا سيشعره بالأهمية وبميولك الأنثوية تجاهه وقدرته على تطييب خاطرك وإشباع احتياجاتك، ولا تنسي طبعاً أن تعامليه بالمثل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة