رحيل الفحماوي والرفيق الشيوعي “أبو الصافي”

تاريخ النشر: 01/04/15 | 16:59

شيعت بعد ظهر اليوم الاربعاء جماهير غفيرة من مدينة أم الفحم وقرى وادي عارة الى مثواه الاخير جثمان المناضل الفحماوي الوطني والشيوعي المرحوم الرفيق أحمد حسين صافي بويرات (أبو حسين) والمعروف ب “أبو الصافي ” عن عمر يناهر 79 عاماً وذلك بعد مرضه ومكوثه في المستشفى.
وبعد موارة جثمانه الطاهر في مقبرة حي البيار الفحماوي أبنّه كل من رفيقي دربه النائب الجبهوي السابق عفو اغبارية والمناضل الحاج عدنان عبد الهادي (أبو حسام) معددين مناقيه الحميدة وسيرته في الحزب الشيوعي والجبهة التي سار عليها الرفيق الراحل.
هذا ويتوافد الى بيت العزاء في حي البيار العديد من رفاق دربه وأهالي ام الفحم وقرى وادي عارة لتقديم التعازي القلبية لأسرته وعائلته.
من هو الرفيق “ابو صافي” ؟
هو المناضل أحمد حسين صافي (ابو حسين) والذي عرف في منطقة وادي عارة وخارجها ب ” أبو الصافي” هو من مواليد عام 1936 حيث ولد في بلدة البيار في وادي عارة والتي ضمت لاحقاً كحي كبير الى مدينة ام الفحم،عاش ابو الصافي النكبة الفلسطينية بمرارتها وعانى شطف العيش الا أنه لم يتنازل عن المبادىء التي آمن بها حتى النخاع.
وفي ظل الحكم العسكري البغيض اعتقل “أبو الصافي” بتهمة ادخال قطيع مواشي الى منطقة عسكرية وفي المعتقل تعرف على رفاق الحزب الشيوعي المعتقلين على خلفية مظاهرة أول أيار عام 1958 أمثال القائد توفيق زياد،وفي السجن تعلّم على يدي رفاق الحزب القراءة والكتابة بعد أن كان أمّياً،بعدها انتسب أبو الصافي الى الحزب الشيوعي الاسرائيلي وشارك في جميع نضالاته ونضالات الجبهة الديموقراطية، ثم فرضت علية الاقامة الاجبارية وعمل عامل بناء في مدينة تل أبيب سنوات طويلة.
هذا وتتلمذ ابا الصافي في مدرسة الحزب الشيوعي فكان متناقشاً بارعاً تميز نقاشه بلهجته البدوية المرحة، احب الاتحاد السوفياتي حتى النخاع وكان قارىء للاتحاد منذ صدورها وعمل على توزيعها كما وأحب القائد الخالد عبد الناصر والتقى بالمرحوم ياسر عرفات، ويشهد له كبار السن من عمال ام الفحم ومنطقة وادي عارة بنقاشاته الحادة دفاعاً عن حق العمال ودفاعاً عن الشعب الفلسطيني ودفاعاً عن الاتحاد السوفياتي الذي اعتبره ابو الصافي وبحق نصير المظلومين والمضطهدين وفي احدى النقاشات دفاعاً عن الاتحاد السوفيتي قال لاحد المتناقشين معه :” الاتحاد السوفياتي يضمن لمواطنيه المسكن والتعليم والعمل الدائم وهذا ما يقلق كل مواطن منا !!فهل هذا الحق تضمنه الدول الرأسمالية ومن بينها اسرائيل لمواطنيها ؟ فكم من مواطن في هذه الدول يفترش الشوارع باحثاً عن قوته في صناديق القمامة؟”.
كان المرحوم ابا الصافي دمث الاخلاق وقال في احدى الاجتماعات مازحاً :” كنو الحزب الشيوعي لا يبعث بدواً الى الدول الاشتراكية ؟” وبعد عدة اشهر سافر في بعثة دراسية الى احدى الدول الاشتراكية في ذلك الوقت فعاد ومعه عكازة اشتراها فوصفها بالصولجان.
وعندما انهار الاتحاد السوفياتي صاح في وجه البعض ممن فرحوا لهذا الانهيار :” سترون العالم بعد الاتحاد السوفياتي وسترون ماذا ستعمل الولايات المتحدة بنا كشعب فلسطيني وبالشعوب المضطهدة والدول المناضلة ضد الاستعمار والراسمالية ؟” لقد صدق أبوالصافي بتوقعاته فنحن رفاق ابا الصافي رأينا وما زلنا نرى ما حل بالعالم بعد الاتحاد السوفياتي وما حل بنا كشعب عربي فلسطيني وما يحدث باليمن والعراق وسوريا.
قبل سنوات قليلة فقد الرفيق ابو صافي شريكة حياته فتألم لفراقها،التقيت مؤخراً بالرفيق ابو الصافي في خضم المعركة الانتخابية للكنيست الاخيرة على بوابة مستشفى العفولة خارجاً منه بعد أن مكث فيه نتيجة مرضه فسألني :” شو يا رفيق مع الانتخابات؟” هكذا هو ابا الصافي حمل هم شعبه على مدار سنوات حياته وبقي هكذا الى أن لفظ أنفاسه الاخيرة مودعاً هذا العالم المضطرب بأحداثه وخريف العالم العربي.

unnamed (1)

unnamed (2)

unnamed

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة