نموذج ثورِيّ

تاريخ النشر: 27/02/15 | 23:14

أَما زالَتْ دُموعٌ في المآقي وَحَوْضُ الْمَوْتِ لِلْأَحْزانِ ساقِ
وَفي شَغَفِ الْقُلوبِ وَجيبُ حُبٍّ وَفي الْأَكْبادِ شَوْقٌ كَاحْتِراقِ
فَما دامَ الْحُسَيْنُ رَفيقَ نورٍ بِأَرْضِ الشّامِ سَيْفًا وَالْعِراقِ
تَسيلُ دِماؤُنا في النّحْرِ مِنّا وَتَسْمو روحُنا فَوْقَ الْأَفاقِ
يَزيدُ الْعَزْمُ فينا في التّلاقي وَلَيْسَ يَزيدُ نِدًّا في التّلاقي
كَأَنَّ مُحَمّدًا في السّاحِ بَدْرٌ وَحِزْبُ اللهِ دَوْمًا بانْطِلاقِ
أَيا حَسَنًا حُسَيْنًا لَيْسَ يَذْوي وَأنّي إِلَيْكَ في شَرْخِ اشْتِياقي
وَزَيْنَبُ بِنْتُ فاطِمَةٍ تُنادي أَلَيْسَ بِناصِرٍ قَبْلَ الْفِراقِ
فَلبّاها بِأرْضِ الشّامِ صَوْتٌ يَصيحُ: الْمَوْتَ! هَيّا لِلْعِناقِ
تُعانِقُ خَيْلُنا الْأحْلامَ عُلْوًا وَيَسْقي حَتْفُنا عَذبَ السّواقي
أَلا أَبْلِغْ يَزيدَ سَليلَ مُلْكٍ فَلا نَصٌّ لِبَيْتِكَ في السّياقِ
أَميرُ الْمُؤْمِنينَ لَنا عَلِيٌّ وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ سامٍ وَراقِ
غَصَبْتَ الشّوْرَ في شَكْلٍ قَبيحٍ وَأَمْرُ الشّوْرِ يُفْضي لِلْوِفاقِ
سَرَقْتَ الْحُكْمَ حَتّى ازْدادَ جَوْرًا فَماتَ اللهُ في أَرْضِ الْعِراقِ
وَلا ظُلْمٌ يَدومُ بِأَرْضِ عِزٍّ وَلا عِزٌّ مَعَ التّكْفيرِ باقِ
وَلا يَوْمٌ يُساوي يَومَ بَدْرٍ وَلا الْأيّامُ دَوْمًا بِاتّساقِ
وَفي لُبْنانَ لِلْأَعْداءِ أُسْدٌ تَطيرُ إِلى الْأَعادي كَالْبُراقِ
كَأَنّي بِالْحُسَيْنِ يَصيحُ فيهِمْ إِلى الْإِقْبالِ بِالْخَيْلِ الْعِتاقِ
وَلَوْنُ سُيوفِنا في الليْلِ بَدْرٌ وَلَوْنُ سُيوفِهِمْ عَتْمُ الْمَحاقِ
وَباطِلُهُمْ يَزولُ كَقَطْرِ طَلٍّ وَنورُ الْحَقِّ دَوْمًا بِانْبِثاقِ
سَنَجْعَلُ كَرَّنا عَذْبًا عَذابًا وَنَجْعَلُ فَرَّهُمْ مُرَّ الْمَذاقِ
أَعيشُ الْيَوْمَ في كَرْبٍ عَظيمٍ فَلا خَيْلي تَصولُ وَلا نِياقي
وَلا أَمَلٌ يَلوحُ بِروحِ أُفْقٍ وَلا قَلْبٌ يُشَيَّعُ مِنْ نِطاقي
حُكوماتٌ لَدَيْنا سَوْفَ تَهْدا إِذا اسْتَسْلَمْتُ أَوْ شَدّوا وِثاقي
وَلَكِنَّا الْأُباةُ نُريدُ دَرْبًا بِلا وَهَنٍ يَرينُ وَلا نِفاقِ
جُنودُكَ يا حُسَيْنُ رِفاقُ مَوْتٍ وَما أَحْلى الشَّهادَةَ لِلرِّفاقِ
وَفي أَرْضِ الْجَنوبِ رِجالُ حَرْبٍ سَلامَتُهُمْ تَسامَتْ في السِّباقِ
رِجالُ اللهِ في لُبْنانَ حَقًّا يَرومونَ الشَّهادَةَ بَاشْتِياقِ
وَروحُكَ يا حُسَيْنُ تُثيرُ فينا حَنينًا لا يُقاوَمُ بِالْفِراقِ
وَلا تَخْلو السَّياسَةُ مِنْ دَعِيٍّ وَلَيْسَ كَكَرْبُلا حَلُّ الشِّقاقِ
وَلا آلٌ كَبَيْتِكَ مِنْ بُيوتٍ وَأَمّا يَزيدُ مِنْ بَيْتٍ طِلاقِ
شَهيدٌ يا ابْنَ فاطِمَةٍ شَهيدٌ وَنَهْجُكَ يا حَبيبَ اللهِ باقِ
سَيُشْرِقُ قَبْرُكَ الْمَحْفورُ فينا وَتَسْمو الرّوحُ في سَبْعٍ طِباقِ
فَعِشْقُكَ ثَوْرَةٌ وَسَناكَ رُمْحٌ وَرَكْبُكَ مُهْرَةٌ حينَ اللَّحاقِ

شعر: علي هيبي

unnamed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة