حكم الزواج بين العيدين

تاريخ النشر: 30/01/15 | 0:09

إن الزواج بين العيدين في شوال أو بعده مشروع، وليس بمحرم، كما أنه مشروع في أي وقت، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم في شوال، ولذلك استحب بعض الفقهاء الزواج في شوال.

والتشاؤم بالزواج بين العيدين لا يجوز للمسلم، وهو ذنب تجب التوبة منه ، وقد يكون ما يحدث لمن يتزوج في هذه الفترة من مكروه وهو متشائم؛ بسبب تشاؤمه, مع العلم أنه لا يجوز التشاؤم بشكل عام، لأن الطيرة والتشاؤم من الشرك والعياذ بالله فقد جاء في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الطيرة شرك الطيرة شرك ). [ رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وقال: حسن صحيح ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه ].

وقال صلى الله عليه وسلم: ( من ردتـه الطيرة عن حاجته فقد أشرك ). قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: ( أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك ). [ رواه أحمد وابن السني وإسناد ابن السني صحيح ].

وجاء في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: ( لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ ). [ رواه البخاري ، والتطيّر هو التشاؤم ].

وهذه عادة جاهلية تردّ على بطلانها السيدة عائشة رضي الله عنها بهذا الحديث , فقد كانوا يتطيرون أي يتشاءمون من شهر شوال، ولذلك كانت الجاهلية تكره التزويج فيه لما فيه من معنى الإشالة والرفع، إلى أن جاء الإسلام بهدم ذلك، قالت عائشة رضي الله عنها فيما ثبت في صحيح مسلم ( 1423 ): ” تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال ، وبنى بي في شوال، فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني؟ قال: وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال “.

قال النووي في ( شرح صحيح مسلم 9/209 ): ” فيه استحباب التزويج والتزوج والدخول في شوال، وقد نص أصحابنا على استحبابه، واستدلوا بهذا الحديث، وقصدت عائشة بهذا الكلام رد ما كانت الجاهلية عليه، وما يتخيله بعض العوام اليوم من كراهة التزوج والتزويج والدخول في شوال، وهذا باطل لا أصل له، وهـو من آثار الجاهلية، كانوا يتطيرون بذلك لما في اسم شوال من الإشالة والرفع.

وجاء في ( سنن الدارقطني 3/283 ): ” عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة في شوال وجمعها في شوال وقال: ( إن شئت أن أسبع عندك وأسبع عند صواحباتك وإلا فثلاثتك ثم أدور عليك في ليلتك ) قالت: بل ثلاث لي يا رسول الله “.

قال في ( تحفة الأحوذي 4/182 ): ” وقال ملا علي القاري في ( المرقاة ): قيل إنما قالت هذا رداً على أهل الجاهلية فإنهم كانوا لا يرون يُمناً في التزوج والعرس في أشهر الحج “.

وقال العلامة ابن القيم في ( مفتاح دار السعادة ): ” وقد كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تستحب أن تتزوج المرأة أو يبنى بها في شوال وتقول: ( ما تزوجني رسول الله إلا في شوال، فأي نسائه كان أحظى عنده مني ) مع تطير الناس بالنكاح في شوال، وهذا فعل أولى العزم والقوة من المؤمنين الذين صح توكلهم على الله، واطمأنت قلوبهم إلى ربهم، ووثقوا به، وعلموا أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنهم لن يصيبهم إلا ما كتب الله لهم، عالمون أنه لا طير إلا طيره، ولا خير إلا خيره، ولا إله غيره، ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين “.

الخلاصة:
ومهما يكن من شيء فلا ينبغي التشاؤم بالعقد في أي يوم ولا في أي شهر، لا في شوال ولا في المحرّم ولا في صفر ولا في غير ذلك، حيث لم يرد نصٌّ يمنع الزواج في أي وقت من الأوقات ما عدا الإحرام في الحج والعمرة.

إن الشهور والأيام كلها – في نظر الإسلام – ترحب بالزواج لأنه شعيرة من شعائر الدين وسنة من سنن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ومن تزوج فقد أحرز شطر دينه وطوبى لمن أحرز شطر الدين، ثم فليتق الله في الشطر الآخر.

وبهذا يتبين أنه يجوز الزواج والدخول في شهر شوال وذي القعدة وذي الحجة والمحرم ولا حرج في ذلك، ولا يجوز التشاؤم من الزواج في هذه الأشهر.

03

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة