حالة أسرله: عرب اسرائيل والكنيست الإسرائيلي

تاريخ النشر: 27/01/15 | 15:57

دعونا في البدايه نوضح امر مهم وهو ان تسمية “عرب اسرائيل” كانت وما زالت تسميه صهيونيه اسرائيليه تضليليه أُطلقت على جزء من الشعب الفلسطيني بقي في وطنه فلسطين بعد نشأة الكيان الاسرائيلي على التراب الوطني الفلسطيني وهذه التسميه استعملها الاعلام العربي الرسمي لسنوات طويله واخفى من خلالها وعبرها حقيقة ان الحديث يدورعن فلسطينيي الداخل وهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني بمعنى ان هذه التسميه مردوده على الكيان الصهيوني والاعلام العربي الرسمي ولا علاقه لفلسطينيي الداخل بها،لكن عندما نتحدث عن عرب اسرائيل في هذه المقاله حرفيا واسميا فنحن هنا نعني الفلسطينيون العرب اللذين يرشحون ويصوتون للكنيست الاسرائيليه المُقامه على جماجم الشعب الفلسطيني وهؤلاء هم حقا وحقيقه عرب اسرائيل الذين ساهموا و يساهموا في طمس الهويه الفلسطينيه واسرلة جزء لا يستهان به من مجموع مليون ونصف المليون فلسطيني يعيشون داخل الكيان الاسرائيلي المُقام على الجغرافيا وعلى حساب الديموغرافيا الفلسطينيه ونحن عندما نتحدث عن الديموغرافيا وتغيير التركيبه السكانيه فهي كانت وما زالت عماد الاستراتيجيه الصهيونه الاحلاليه والاحتلاليه..إحتلال الارض واحلال المستوطنين اليهود بدلامن المواطنين الاصليين وهذا ماحدث عام 1948 والذي جرى ان الكيان الاسرائيلي اطلق على فلسطينيي الداخل تسميه ” ميعوطيم” الاقليات وفي هذه الحاله لا تنطبق باي حال من الاحوال تسمية “اقليه” على فلسطيني الداخل لانهم جزء من شعب كامل شُرد من وطنه وقُلل عمدا وقسرا داخل كيان وكينونة الدوله الاستيطانيه الاسرائيليه بمعنى نحن نختلف في الطرح والفحوى مع كل ما خلقَّه الكيان الاسرائيلي من تسميات ووقائغ على الارض الفلسطينيه ونحن ندرك في الوقت نفسه ان المؤسرلون سيدافعون عن ” اسرائيلتهم” وسيبررون مشاركتهم في انتخابات الكنيست الاسرائيليه لان الامر يتعلق باحزاب عرَّسرائيليه انتهازيه تشارك فيها احزاب شيوعيه وحركات اسلاميه وحركات قوميه عربيه مزعومه يعلق رؤساءها صور جمال عبد الناصر والاقصى على حيطان مكاتبهم داخل الكنيست الاسرائيليه..
بهذه الشعارات التضليليه والانتهازيه يريدون تحرير الامه العربيه والاقصى من داخل منظومة الكنيست الاسرائيلي ومن خلال جر فلسطينيي الداخل الى المشاركه في انتخابات برلمان صهيوني لم يشرعن هضم حقوق الشعب الفلسطيني فقط لابل يشرعن احتلال ارض هذا الشعب ناهيك عن انه برلمان مقام في القدس المحتله وعلى جماجم الشعب الفلسطيني.. عرب اسرائيل المنحدرون من اصول فلسطينيه و المنتسبون الى الاحزاب العربيه الصهيونيه يضللون الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 لانهم ببساطه اسرائيليون يؤدون يمين الولاء للدوله الاسرائيليه عند دخولهم للبرلمان الاسرائيلي وفي الوقت نفسه يزعمون انهم فلسطينيون ويدافعون عن الشعب الفلسطيني…لا.. والحقيقه ان هذا تضليل محض جر الويلات على فلسطيني الداخل التي تطلق عليهم الشرطه الاسرائيليه الرصاص وتقتلهم تكرار ومرارا دون ان يشكلوا خطرا على هذه الشرطه ومن ثم يذهب عضو عربي صهيوني ويشكوا ظلم الشرطه من على منبر الكنيست الاسرائيلي حتى يكسب تأييد المضلَّلون من ابناء الشعب الفلسطيني الذين يشاركون في التصويت للبرلمان الاسرائيلي؟!!
نحن عندما نطرح هذا الطرح نرتكز على الحقائق التاريخيه والموضوعيه وليس على حقائق مزيفه ومعيشيه انيه خلقها الكيان الاسرائيلي وخلق معها جمهور يؤيد هذه الاكاذيب ومن بينهم عرب اسرائيل المنتسبون للأحزاب الاسرائيليه الغير عربيه مهما زركشوها باسماء فلسطينيه وعربيه واسلاميه، والحقيقه الصادمه ان هؤلاء المؤسرلون يروجون للديموقراطيه الاسرائيليه عالميا واقليميا من جهه ويساهمون في ترسيخ إحتلال فلسطين وتضليل قطاع لايستهان به من قطاعات شكلت وتشكل تاريخيا مجموع الشعب الفلسطيني من جهه ثانيه وبالتالي مهما إختبأ عرب اسرائيل في طيات لقب ” النائب” و” القياده الرشيده” و” البراغماتيه والعقلانيه” الخ من مسميات فهم في المحصله جزء من نظام اسرائيلي صهيوني يحتل الارض الفلسطينيه ويهضم حقوق الشعب الفلسطيني ناهيك عن انه كيان قام ويقوم برلمانه برفض حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الذي شردهم الكيان عام 1948 الى ديارهم؟..
…يزعم العرب المؤسرلون المنتسبون للكنيست الاسرائيلي انهم يدافعون عن حقوق الشعب الفلسطيني فيماهم جالسون داخل برلمان صهيوني قام بتشريع كل القوانين من اجل تجريد الشعب الفلسطيني من حقوقه؟!..قبل فتره خرجت جماعة شعيط معيط تُلوح وتشوح وتحتفي بإنشاء قائمه مشتركه لهم لخوض انتخابات الكنيست الاسرائيلي…يا عيب الشوم..لو سقطت حبات مطر على رؤوس المحتفون بالنصر “المبين” لبَّان اللون الحقيقي لبرنامج واهداف قائمه مقامه على باطل تاريخي معادي للشعب الفلسطيني وفي المقابل او على الطرف الاخر تاجر اخر حردان جلس في اروقة الكنيست الاسرائيليه عشرون عاما باسم “العربي الديموقراطي” المتشدق بمصطلحات ” شعبنا” و” مصالحه” وهو يسعى كباقي اعضاء القائمه الى بلوغ كرسي الكنيست الاسرائيليه مجددا..حتى يصبح العدد عشرون عاما ونيف او ربع قرن..مناضل في الاتجاه المعاكس؟؟!!
ستة عقود ونيف والغربان تنعق في سماء فلسطين من اجل ترسيخ حالة انفصام فلسطينيه فريده من نوعها في التاريخ وتتمثل في قبول الضحيه ان تكون جزء من برلمان جلادها وجلاد شعبها لابل ذبَّاح شعبها وسالخ حقوقه.. ما يقارب السبعون عاما وجيوش الغربان تشن الهجمات الاعلاميه على كل من يفضح حقيقة هذا التزييف وهذا التضليل الذي يخفي فيه عضو عُريبيشي ذيله الاسرائيلي في لقب ” النائب” التى روجت له وسائل اعلام احزاب عربيه صهيونيه وقامت بترسيخه على مدى عقود من الكذب والدجل والتضليل المبرمح لحقيقة كون هذا النائب عضو كنيست اسرائيلي اقسم اليمين بالولاء لدولة الكيان المقام على اساس إغتصاب الارض الفلسطينيه والحق الفلسطيني.. الات اعلام حزبيه مصلحيه مُسخره للهجوم على الوطنيه الفلسطينيه الرافضه لمبدأ تصويت الفلسطيني لبرلمان دوله تحتل وطنه وعن شلع الالقاب الاكاديميه حدث بلا حرج فهذا الدكتور وذاك البروفيسور الذي سهر الليالي وكاد ان “يستشهد” الى حين نجح في تشكيل ” القائمه المشتركه” لعرب اسرائيل الذين ينوون خوض معركة الانتخابات ومعركة زركشة ديموقراطية كيان لا يعترف بوجود الفلسطيني في حين يزعم فيه الذاهبون نحو تحصيل كرسي داخل برلمان هذا الكيان انهم فلسطينيون وعروبيون وقوميون واسلاميون…خذ بالك وابقى معنا ولاحظ الانتهازيه اللا اخلاقيه : حركه اسلاميه لها نواب داخل الكنيست الاسرائيلي” تسعى” الى تحرير الاقصى من داخل برلمان صهيوني يسن قانون تلوى القانون من اجل تهويد القدس والاقصى وجنوده ومستوطنوه يرابطون يوميا في باحات الاقصى…حزب قومي عربي مزعوم ممثل في الكنيست الاسرائيليه وعن جماعة مع ” الخيل ياجباره” فحدث بلا حرج فمراجعهم الايديولوجيه اعترفت بوجود الكيان قبل ان تعترف امريكا به…يسوقون المقلوب كصحيح لجمهورهم حتى ينتخبهم….يبررون الامر اذا تطلب ايضا من الناحيه الدينيه حتى يصبح الشيخ مونَّس عضو كنيست “حلال”..خذ بالك..حلال ومش حرام ؟؟
لا يوجد خط وسط ولا براغماتيه ولا واقعيه ولا عقلانيه ولا شحار بين يوجد جماعات مصالح مرتبطه باحزاب عرب اسرائيل قامت وتقوم منذ عقود بتبرير حالة انتسابها للكنيست الاسرائيلي من خلال تضليل قطاعات من الشعب الفلسطيني وجعلها مجرد ارقام لاصوات تُوصل الانتهازيون الى كراسي الكنيست الاسرائيليه دون ان يحقق هؤلاء اي مكسب جماهيري يخدم فلسطينيي الداخل ودون ان يكون لوجود هؤلاء المؤسرلون اي اثر على السياسه الصهيونيه العنصريه نحو الشعب الفلسطيني ككل وبالتالي ماهو جاري منذ عقود هو ان عرب اسرائيل المنتسبين للكنيست الاسرائيلي اخذوا منذ زمن دور المخاتير والشيوخ في بدايات نشأة الكيان وصاروا مجرد وسطاء لمعاملات وتعاملات انيه واوراق يحتاجها هذا الشخص او ذاك فيما يستمر الكيان والبرلمان الاسرائيلي ملاحقة فلسطينيي الداخل ومصادرة اراضيهم وحقوقهم وهدم بيوتهم ومعاملتهم ك” اعداء” وليس مواطنين كما يزعم عرب اسرائيل بكون فلسطيني الداخل ” مواطني الدوله الاسرائيليه” وهي الدوله التي منحتهم ” هوية” تعريف مزيفه ومنحتهم حق التصويت والترشيح وفي المقابل سلبت كل حقوقهم في العيش الكريم والسكن والعمل لابل ان الكيان حاصر ويحاصر عبر الاستيطان اليهودي جغرافيا وديموغرافيا جميع مناطق التواجد العربي من الجليل شمالا ومرورا بالمثلث والساحل وحتى النقب جنوبا..
الكيان والبرلمان الاسرائيلي اقام حزام امني استيطاني حول كل قريه ومدينه ومنطقه عربيه…جيوب وجيتوات عربيه تحاصرها المستوطنات الصهيونيه جغرافيا وديموغرافيا وعن تحويل الوجود العربي الفلسطيني فيما يسمى بالمدن المختلطه “المدن الفلسطينيه اللتي أحتلت عام 1948″ الى جيتوات فقيره ومعدمه فحدث بلا حرج ولا ننسى التوطين القسري الجاري في النقب وعدم اعتراف دولة الكيان الاسرائيلي ب 45 قريه فلسطينيه في الجنوب كانت موجوده قبل نشأة هذا الكيان ومع كل هذه الحقائق يقوم عرب اسرائيل او عرب الكراسي بالترويج لضرورة المشاركه في انتخابات برلمان دوله معاديه لكل ماهو فلسطيني… القضيه هنا ليست مجرد وجهة نظر نختلف عليها لابل انها حقيقه دامغه وهي ان عرب اسرائيل يتاجرون بهوية وعذابات الشعب الفلسطيني من اجل كرسي في برلمان معادي لهذا الشعب.. التصويت والترشيح في هذه الحاله لا واجب ولا حق مستحق لابل هو خيانه متعددة الاشكال لقضية الشعب الفلسطيني ككل…أسرله في ثوب انتخابات لا ناقه ولا جمل للشعب الفلسطيني فيها والعكس هو صحيح وهو ان البرلمان الاسرائيلي الصهيوني سن ويسن ابشع القوانين العنصريه والاحتلاليه ضد الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وفي كامل فلسطين التاريخيه..قائمة مشتركه لل” كنيست” في المصالح تماما كما هو حال جماعات الراتب في رام الله.. تحليل الاحتلال وترسيخ وجوده عبر تبرير مسلكيه منحرفه وغير وطنيه ولا تمت باي صله للتاريخ الوطني الفلسطيني..الحديث عن كون تشكيل قائمه مشتركه “انجاز تاريخي” حديث غير دقيق وبعيد عن الدقه التاريخيه..إنجاز مصالح مشتركه لعرب اسرائيل لاعلاقه له لا من بعيد ولا من قريب لا بالتاريخيه ولا بتاريخ فلسطين..الانجاز مرتبط بتاريخ البرلمان الاسرائيلي فقط!!
جماعات عرب اسرائيل حَولوا قضية فلسطينيي الداخل الى مجرد قضايا معيشيه وانسانيه واوراق ثبوتيه في حين يستمر فيه البرلمان الصهيوني بتشريع وشرعَّنة تهويد جيوب التواجد الفلسطيني وعندما نتحدث عن جيوب نعني ان الاستيطان الصهيوني قطَع اوصال مناطق التواجد الفلسطيني في مناطق ال48 وحوَّلها الى جيوب محاصره جغرافيا وديموغرافيا اكثرها يفتقر الى خرائط هيكليه.. مزدحمه وفقيره ومعدمه ولا يوجد فيها بالمجاز اللغوي سوى مكاتب احزاب عرب اسرائيل ولافتات “انتخبونا”..قائمة شعيط معيط..جيوب مرتبطه غذائيا واستهلاكيا وإقتصاديا برحمة المناطق اليهوديه التي تحتكر انتاج الاغذيه والمواد المستهلكه من الطحين وحتى رغيف الخبز وحتى حليب الاطفال… جيوب صارت مجرد مكان سكن لجيش من العمال العرب الذين يعملون في المناطق اليهوديه..جيوب تفتقر لبنيه إقتصاديه وتحتيه واحيانا كثيره بنيه هيكليه.. جيوب اصرت الدوله الاسرائيليه على ابقاءها على ماهي مع الحفاظ المبرمج على فجوه تطور واسعه بين مناطق التواجد الفلسطيني ومناطق التواجد اليهودي…جيوب صارت مجرد كنز اصوات لعرب اسرائيل الحالمون بمقعد داخل البرلمان الاسرائيلي..حشد وتحشيد والقاب تخفي حقيقه مأساويه وهي ان احزاب عرب اسرائيل جزء من منظومه سياسيه صهيونيه تسعى الى اسرلة وتهجين و تغريب وتهويد كل ماهو فلسطيني الى حد فرض لغة العبربيه “خليط لغوي: عربي عبري” على شرائح ليست قليله من بين فلسطيني الداخل والاكثر مأساويه هو إعتبار هؤلاء المؤسرلون اعلاميا ك”قيادات” لفلسطيني الداخل…امر في غاية الخطوره لابل انه اخطر من الصهيونيه ذاتها..الفلسطيني فلسطيني والاسرائيلي اسرائيلي والفلسطيني الاسرائيلي ماهو الا بدعه تهدينيه وتضليليه من بدع عرب اسرائيل والكنيست الاسرائيلي!!
واخيرا وليس اخرا عرب اسرائيل يحثون فلسطينيي الداخل دوما على المشاركه في عرس ليس لهم..عرس انتخابي صهيوني.. رحم الله الكاتب الجزائري الطاهر وطار: كمن يزف مجنون على دميه حتى يزيده جنونا…ان لم تخني الذاكره!..ورحم الله غسان كنفاني: ابو الخيزران ولماذا لم يدقوا الخزان…ابوالخيزران والخيزرانات تشترك في قائمه مشتركه لخوض الانتخابات البرلمانيه الاسرائيليه..ندعوكم اينما كنتم وتواجدتم لقراءة دور ابوالخيزران في رواية “رجال في الشمس” لغسان كنفاني…تاجر عن تاجر يفرق ونحن اليوم نعيش ابوالخيزران في اشكال جديده وحقب زمنيه جديده في فلسطين… حالة أسرَّله : عرب اسرائيل والكنيست الإسرائيلي!!

شكري الهزيل

shokrehziel

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة