إقرأ… بشرط أن لا تدمع عيونك!!!

تاريخ النشر: 04/01/11 | 10:33

بكلمات مؤثرة بعثت الينا صديقة الموقع فداء حامد تقول فيها:

“قصة قرأتها بمكان ما، هزت مشاعري وأثارت وجداني، تألمت وانهمرت دموع من عيوني عليها، ما زالت في ريعان شبابها، لم تتذوق للحياة طعما…وكأن القضاء والقدر أراد لها ان تسعد غيرها في أيامها المعدودة…لن أكمل لكم قصتها..أدعكم أنتم بأنفسكم تكتشفون سر حياتها”…..

يكاد المرض ينهش بجسدي, يحاول القضاء على بسمتي، يحاول القضاء على طفولتي .. لم اكمل عامي العشرين .. إلا وهذا المرض قد افترس جسدي باكلمه.. بدأ الألم بوخزة سريعة بقلبي، وتوالت الوخزات .. وبدأت نوبات الألم، تألمت بصمت .. لم يشعر أحد بمرضي الخطير. كنتُ اصبر على المرض، اخفيه عن أعينهم. لا اريد ان يصيبهم الحزن. مرت ليالي وانا ابكي واتأوه بصمت ..

ومع مرور الأيام .. بدأتُ أشعر بأن المرض قد بدأ ينتقل من قلبي لبقية اعضاء جسدي النحيل .. إلى أن وصل لاخمص قدميّ، بدأت الهالات السوداء تتمركز تحت عينايّ البريئتين. بدأت الشحوب تغزو محيايّ الطفوليّ .. كنتُ مترددة للذهاب للطبيب .. ولكني وصلتُ لحالة .. لا استطيع فيها تحمل الالم ذهبت وكنتُ متوقعة ما سأسمعه …

اجريتُ الفحوصات المتعبة والمملة، تقدم اليّ الطبيب والارتباك واضحٌ على محياه

سألني كم عمركِ يا صغيرتي ؟؟

أجبته .. سأكمل عامي العشرين بعد خمسة اشهر..

فطأطأ رأسه وسكت لبرهة ..

ألن أكمل عامي العشرين يا دكتور ؟؟؟

الأعمار بيد الله

ولكن أشعر بأني لن أكمله .. فالمرض قد سيطر على جسدي ..

صغيرتي .. منذ متى وتعرفين عن معاناتك ومرضك ؟

منذ سنه …..

من يعلم من اهلك ؟

لا أحد .. سوى دفاتري وكتبي ..

فقط……

نعم .. لم اخبر احدا، حتى لا يعيشوا بحزن أبدي،  فأنا أعلم أن امي ستحزن كثيرا لفراقي .. فأنا ابنتها الوحيدة .. ولطالما حلمت ان تراني بفستاني الابيض .. وتحمل اطفالي على كتفها، وينادونها جدتي ولكن هيهات، فأنا أشعر بألمي، فلم يبقى الا القليل .. ولكني ما زلت اقبلها صباحا بوجه مشرق وأداعبها لأنني لا اريد ان اشعرها بأي تغيير .

حاولت ان اخبر أخي .. ولكني وجدته مشغولا بتجهيزاته لزفافه .. يأتي ليلا لغرفتي منهك، يجلس بجانبي على السرير، يخبرني عن حبه الكبير لزوجة المستقبل، يخبرني ماذا اشترى لها من هدايا ..

وعن مفاجأته لها برحله لمدة شهر لباريس، يخبرني عن شوقه لهذا اليوم الذي لم يبقى عليه الا خمسة اشهر … فكيف اخبره بمرضي .. وهو بغاية السعادة، أتود مني ان اقتل فرحته.

اما والدي .. فانأ ظللت طوال عمري خجوله منه رغم انني دائما اختلس النظرات اليه فانأ احبه كثيرا، واراه قدوتي كنتُ احلم بفتى احلام يشبه والدي.

هل علمت الان يا دكتور لماذا لم اخبرهم ؟

حتى لا يعيشوا الحزن فلو اخبرتهم .. لما جهز اخي لزفافه ولما رأيتُ السعاده تشع من عينا والدتي ووالدي رغم مرور (30) عاما على زفافهم الا ان الحب ما زال يحيط بينهم.

دكتور .. ها أنت الوحيد الذي يعلم بمرضي بعد الله، لذا سأترك معك هذا الصندوق … به وصيه صغيره .. اتمنى ان تسلمها لوالدتي يوم وفاتي..

صغيرتي، ماهذا الكلام .. فالله قادر على كل شيء..

اطمئن ايماني بالله كبير .. ولولا هذا الإيمان .. لما استطعت ان اصبر هكذا على المرض ولكن .. العمر ينتهي واود ان اكتب كلمات لوالدتي تقرأها بعد وفاتي.. هل تعدني بذلك ؟؟

حسنا .. اعطني الصندوق ولا تنسي اخذ الأدوية ..

متى امرّ عليك؟ 

تعالي بعد اسبوعين .. وان شعرتِ بتعب فإتصلي بي فورا.

حسنا .. الى اللقاء .. شكرا لك يا دكتور ..

ذهبت لمنزلي .. انفردتُ في غرفتي، اخذت ادويتي .. واستلقيت على السرير لآخذ قسطا من الراحة.

ومرت الساعات .. تلو الساعات .. وكانت آخر اللحظات ..

وفُتحت الوصية .. وقرأها الدكتور .. قرأها والكل بكى معه ..قرأ كلمات تلك الطفلة الشابة .. كتبتها بخط جميل. كتبت لوالدتها .. احبكِ .. والدتي .. كنتِ صديقتي .. اختي .. والدتي .. اعذريني لأن مرضي كان السر الوحيد بيننا .. ولكن لم اقوى ان اخبركِ اني مصابة بالسرطان .. لم اقوى ان تسهري معي وتري نوبات ألمي، لم اقوى ان اقتل الابتسامه من على محياك الجميل. والدتي .. اتعلمين كنتُ احسدك على امر ما .. سأخبرك اياه الآن، حسدتك مرارا على عشق والدي لكِ .. فلم ارى بحياتي قصة حب تضاهي حبكما .. وكنت احلم بشاب يأخذني بين ذراعيه .. ويحيطني بالحب لـ(30) عام مثلكما ولكن شاء الله ان لا اكمل عامي العشرين .. والدتي .. لا تبكي على وفاتي ..

أخي الحبيب .. كم احببتك .. واحببت مغامراتنا معا .. وكم كنتُ سعيده عندما اكون معك وصديقاتي يطلن النظر اليك معجبات بك ..

عزيزي .. لا اريدك ان تؤجل زواجك، ولكن لي طلب بسيط .. ان رزقك الله بطفله .. فاطلق عليها اسمي .. شوق ..

والدي .. فخري وعزتي .. فرحي وسروري ..

لو تعلم مقدار احترامي لك .. مقدار الحب الكبير الذي يكنه قلب لك ..

والدي انت مثال الاب الرائع .. لن اوصيك على والدتي .. لأنني اعلم ما بينكما من حب صادق.

دكتوري .. اشكرك من اعماق قلبي .. لكتمانك سر شـــوق ..لا تنسوني من الدعاء ..

وقضى الســرطان .. على جسدي

‫14 تعليقات

  1. قصة مؤثرة …حزينه .تحرك المشاعر الانسانية في النفوس.

    من سطور الحكاية ندرك ان اهل الوفاء يتمتعون بسلوكيات عظيمة بالتضحية

    اتجاه من يحبون.

    كلمات القصة جميلة .جملها موسيقى شاعرية حزينه ورائعة.

    تحية شكر واحترام وتقدير لصديقة الموقع فداء حامد.مرحبا بك وحياك

    الله وجمل ايامك بالسعادة والنجاح.ومزيدا من العطاء.

  2. صراحة ابكيتموتي…قصة رائعة ومؤثرة تجعل القارئ يغوص في مخيلتة وكأن واقع القصة يحدث امامه…اتعلمون ..حبذا لو كل انسان ينظر الى العالم بغير نظرته التذمريه لكان حال الدنيا افضل اضعافا

  3. هذه القصة مؤثرة جدا جدا ورائعة بنفس الوقت …عنجد في بالدنيا كثير هموم …
    قصة محزنه …

  4. مساء الخير انها قصه رائعه جدا” لكن هنالك على ارض الواقع الاًلاًم يعيشها الانسان .
    ياعين إبكي بالدموع وهاتي لا بد من بعد الحياة ممات
    يا عين جودي بالمدامع واذرفي على شباب فات بالغفلات
    يا عين قد قرب الرحيل وقد دنا يا عين ابكي واسكبي العبرات
    يا عين قد فات الشباب وقد مضى آه وما قدمت لي حسنات

  5. لم اقدر على كتمان دموعي قصه رائعه يا حبذا لو كل انسان يفكر بتاثير اي عمل بسيط على كل من يحيط به لكنا نعيش بالجنه اناس اليوم اللهم اسالك نفسي

  6. أحييك على هذا اقتباس الرائع صراحة القصة مؤثرة جدا ولكن قصصا كثير ة في كالتي كانت مع بالنسبة لي أكثر مؤثة ومحزنة ومثلا تأثرت من القصة التي وردت ولكن سيبقى تأثري لا شيئ بنسبة للذي يعيش كل هذه الامور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة