تعزيتي بك

تاريخ النشر: 01/10/14 | 21:09

ليالي قليلة تفصلنا عن موعد العيد، ويا له من عيد فارغ من مظاهر الفرح.
تخذلني ذاكرتي وتحاول الرجوع قليلا إلى الوراء، لعيدنا السابق كان يخلو حينها من أجواء السرور بسبب جرائم كانت ترتكب بحق الإنسانية، بحق براءة الأطفال وشموخ الرجال وطهارة النساء في غزة.
لا أنسى عبارتك لي في وقتها، قلت لي بكل عفوية وعامية:
“فش عيد وأهل غزة قاعدين بموتوا كل دقيقة ” .
حاولنا يومها ان نسترق فرحة عاشقين وسط الدماء بعبارة صغيرة نسكت بها تعطشنا للمعايدة العشقية .
قلت لي :”كل عام وأنتِ حبيبتي، كل عام وأنتِ عيدي “.
وبعد مرور شهرين جاء العيد زائرا لك فارغ من فتاة كانت تدعى لك الحبيبة.
لم نسعد بعيدنا السابق ضيقا لأرواح غزه واحتراما لقتلى لا ذنب لهم.
لا تختلف كثيراً اليوم عن من قتلوا الإنسانية، ها أنت ارتكبت جريمة بحق قلب وروح إنسانة ذنبها الوحيد أنها كانت عفوية بالحب، صادقة بالبوح .
أتى العيد فارغا من كل شيء إلا الخيبة
فارغا منك، مليء بذكرياتك القديمة
فارغا من عباراتك، مليئاً بحروفك الجارحة الأخيرة
فارغا من ابتسامتك مليئا بابتساماتي الوهمية
بربك هل هناك فرق بين قتل الجسد في غزة وقتل الروح هنا؟؟!
كلاهما موت، أليس كذلك ؟
وها انا أنتظر بطاقة تعزيتي بك بعد أن ماتت بطاقة معايدتي منك .
كل عام وأنت في القلب بخير وبعيدا عن العين.

بقلم ميساء نائل اغبارية

45

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة