التربية السليمة واهمية الحوار مع الابناء

تاريخ النشر: 29/07/14 | 21:50

تعتبر التربية السليمة من اهم الاهداف التي ينشدها كل اب وكل ام في اي اسرة مهما اختلف مستواها، كما تعتبر ميزة رائعة لكل مجتمع تتواجد به, والفتاة او الشاب الذي يحظي بتربية سليمة يخرج لمجتمعه عضوا فاعلا يؤثر بالايجاب في كل من حوله، فيساعد في رقي مجتمعه ووصوله الي اعلي درجات التقدم والرفاهية علي كافة المستويات، اما من ساءت تربيته فحياته حتما ستتحول الي جحيم بسبب سوء سلوكه، كما تبقي عضوا مؤرقا لمجتمعه وشوكة تؤلم كل من يتعامل معه.

وعند النظر الي الحوار مع الابناء لابد وان يعرف الاب والام طبيعة اسلوب الحوار المناسب لكل مرحلة سنيه من مراحل نمو اولادهم، فلا يليق ان يعامل الطفل علي انه شابا كبيرا ويحاسب على كل سلوك بما يفوق سنه، او يناقشه الاب باسلوب صعب لا يفهمه، بل يجب علي الوالدين ان يكون الاساس في الحوار مع الطفل هو ايصال محبتهم له وغرس القيم الحسنة بداخله واعطاؤه الشعور بالامان الكامل، كل هذه من ناحية بينما من ناحية اخري يعكف كل اب وام علي اكتشاف طباع ومواهب ونقاط الضعف والقوة في شخصية اولادهم لتنمية الصالح منه واصلاح وتقويم الضعيف او السيئ منها.

بينما عندما يصل الابناء الي سن المراهقة وبدايات مراحل البلوغ والشباب، فعلي الاب والام ان يدرك ان اولادهم علي عتبات مرحلة مهمة, واسلوب الحوار لابد وان يختلف، فعلي الاب ان يعامل ابنه كما لو كان رجلا مثله او صديقه، بنظرة بها قدر من الاحترام للاراء الشخصية لهم والبعد عن التقليل من شانهم او التحقير لافكارهم، كما يجب علي الوالدين ان يفهما طبيعة المرحلة السنية التي يمر بها اولادهم وكم الاحتياج العاطفي المودود بها, والذي يجب ان يكون حبهم وتفهمهم هما له اكبر واق وحامي لاولادهم في هذه المرحلة.

امرا اخر مهم ولا يقل اهمية عما سبق في اسلوب الحوار بين الاباء والابناء، هو ان يشعر الشاب ان والده او المحاور معه ينصت له حين يحادثه ويعامله بندّية يشعر الشاب او الفتاة فيها بجدوي الحوار وعدم الرهبة من التعبير عن الرأي.

فحذار يا سيدتي ان تجلسي مع ابنك بنتك وتستمعي لها دون ان تشعريها بالاهتمام لما تقول، او ان تشعر ان كل ما تحكيه لا يجدي معك وانك ماضيه فيما قررت في الشأن الذي تتناقشان فيه, حينها لن يولد في داخلها الا الاحساس بالقهر و مزيد من العناد والتشبث بالرأي لتكبر فيما بعد وترد عليك ما فعلته معها، وتصبح في حياتاه الخاصة ديكتاتوره، غير عابئة بأراء الاخرين، وهو ما يسبب لها الكثير من المشاكل في حياتها على كافة مستوياتها، وهذه كله بفضل اسلوب حوارك الخاطئ معها.

ايها الاباء والامهات، ابناءكم هم امتدادكم الطبيعي ورصيد شيخوختكم وفخر حياتكم, فلا تهملو في تربيتكم لهم، واعلما ان ما تزرعونه سوف تجدونه فيما بعد ولن يرحمكم اولادكم ان اسأتم اليهم، وانتم ايها الشباب كونوا حريصين علي الحوار مع والديكم بكل احترام ورغبه في توصيل فكركم، واعلموا ان الاب والام هم الوحيدين اللذان يتمنونكم اضل منهم, بل وافضل من كل الكون، فإحرصوا ان تكونوا قريبين منهم وعلي تواصل دائم وبحوار هادئ في كل مراحل حياتكم.

6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة