مدرستي أجملُ

تاريخ النشر: 21/07/14 | 13:39

منذُ يومين كاملين لم أكتُبْ كلمةً في يوميَّاتي، لم أُسجِّلْ حرفاً واحدًا، سأُخبركم بالسَّببِ.. سأُدَوِّنُ الآنَ ما جرى.
صباحاً ذهبْتُ للمدرسة كعادتي، لاحظْتُ لأوَّلِ مرَّةٍ أنَّ فِناءَ المدرسةِ أصبح سيِّئًا جدًّا، الأشجارُ وأغصانُها غيرُ مُنسَّقةٍ، الأوراقُ الجافَّةُ التي تساقطتْ عنِ الأشجارِ تُشوِّهُ المكانَ، الأعشابُ الخضراءُ أصبحتْ طويلةً جدًّا على الأرضِ وأصبح شكلُها غيرَ مُرِيحٍ، طِلَاءُ سُورِ المدرسة يتساقط يومًا بعدَ يومٍ.. يجبُ أن أتدخَّلَ.. ولو بفكرةٍ.. مُجرَّدُ فكرةٍ صغيرةٍ.
وعلى الفورِ جمعْتُ أصدقائي المُقرَّبين بالفصلِ وتحدَّثْتُ معهم، بدأْتُ حديثي مع هيثمٍ قائلاً: هيثمُ.. مدرستُنا هي بيتُنا الثَّاني ويجبُ أن يكونَ بيتُنا نظيفاً.
هيثم: بالتَّأكيدِ.
وهُنا الْتفتَ إلى وائلٍ قائلاً: وائلُ.. كمَا نهتمُّ بالدَّرْسِ ونهتمُّ باللعبِ يجبُ أن نهتمَّ بنظافةِ مدرستِنا.
وائل: أُوافقك الرَّأْيَ.
وعلى الفور قرَّرْنا أن نتعاونَ لتُصبحَ مدرستُنا أجملَ، بدأنا نأتي كلَّ صباحٍ مُبكِّرًا عن موعدِ المدرسة بساعتين، ونقومُ بتهذيبِ أغصانِ الأشجار، ثمَّ نستريحُ قليلاً ونبدأ في جمعِ أوراقِ الأشجارِ الجافَّةِ المُتساقطةِ على الأرض، وحينما عَلِمَ باقي تلاميذِ المدرسة بما نفعل أصبحُوا يأتون مبكرًا ويُساعدوننا في العمل.
تمرُّ الأيَّامُ ونحنُ نعملُ بجِدٍّ ونشاطٍ، وحِينما طرحْتُ عليهم فكرةَ أنْ يتبرَّعَ كلٌّ مِنَّا بمصروفِه لشراءِ بعضِ عُلَبِ الطِّلَاءِ لنقومَ بطِلَاءِ سُورِ المدرسةِ وافقوا جميعاً، وبالفعلِ جِئْنَا يومَ العطلةِ وقُمْنا بطِلاءِ السُّورِ فعَادَ جديدًا يلمعُ.
تبقَّى معَنا بعضُ المالِ ممَّا جمعناه فقُمنا بشراءِ بعضِ أُصُصِ الوردِ وقمنا بزراعتِها بالزُّهورِ الجميلةِ ووضعْناها في فِناءِ المدرسةِ لِيُصْبِحَ منظرُ الفناءِ رائعاً، وبعد أنْ فرغْنا من تجميلِ مدرستِنا قمنا بتعليقِ بعضِ اللوحاتِ الإرشاديَّةِ تَحُضُّ على المحافظةِ على جمالِ المدرسةِ، وكانتِ المُفاجَأةُ حِينَ نادَى علينا مُدِيرُ المدرسةِ ليُكرِّمَنا أمامَ الجميعِ على جُهْدِنا.. الجهدُ الَّذي جعلَ مدرستَنا أحلَى وأجملَ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة