شربتُ من ماء زمزم

تاريخ النشر: 10/11/10 | 11:04

بقلم: يوسف جمل

يروى عن جابر بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ”.

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-:” خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام طعم و شفاء سقم “.

بين يدينا وفي متناول أيدينا كنز ونعمة من نعم الله علينا على الأرض, هذه النعمة التي أنعم الله بها علينا منذ آلاف السنين, من زمن إبراهيم الخليل عليه السلام, وستظل قائمة متوفرة لنا إلى يوم يبعثون.

هذا الماء الذي أدهش العلماء والعظماء بمصدره ومكوناته وببقائه وجريانه مع كل ما يستعمل منه وينقل منه ويؤخذ منه, إلا أنه لا ينضب ولا ينقص ولا ينقطع.

هذه الملايين الكثيرة من بني البشر التي تستهلك منه للوضوء والشرب على مدار كل عام في مواسم الخير من عمرات وحج, وتتزود منه عند عودتها إلى بلادها وكذلك في الاستهلاك المحلي وهو ماضٍ في التدفق والجريان.

نعم شربت من ماء زمزم, وشرب غالبيتنا, هذا إن لم نشرب كلنا منه, لكن هناك فرق بين شرب وشرب والاختلاف في ذلك يكمن في التعامل مع هذا الماء المبارك ومعرفه أسراره وآدابه وأصوله والقناعات بما يحوي من خير وبركة وحري بنا أن نعرف ذلك حتى ننتفع بما فيه.

إن من آداب شرب ماء زمزم التضلع به -والتضلع هو أن تشرب حتى لا يبقى للماء مكان تستطيع الإضافة إليه – وهو من علامات الإيمان أخرج بن ماجة عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَالِسًا فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ قَالَ مِنْ زَمْزَمَ قَالَ فَشَرِبْتَ مِنْهَا كَمَا يَنْبَغِي قَالَ وَكَيْفَ قَالَ إِذَا شَرِبْتَ مِنْهَا فَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ وَتَنَفَّسْ ثَلَاثًا وَتَضَلَّعْ مِنْهَا فَإِذَا فَرَغْتَ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ *.

واستحبوا أيضاً لمن يشرب من زمزم نضحه الماء على رأسه ووجهه وصدره، والإكثار من الدعاء عند شربه، وشربه لمطلوبه من أمر الدنيا والآخرة.

فشارب ماء زمزم ينال من ذلك على قدر نيته، وتوجهه إلى ربه، وإخلاصه في الدعاء وعلى قدر بُعده عن موانع إجابة الدعاء كأكل المال الحرام، واستعجال الإجابة ونحوها،وقد يدفع بالدعاء عن الإنسان بلايا لا يعلمها إلا الله،أو يُدخر له يوم القيامة في صورة أجر عظيم،

وروي عن ابن عباس أنه إذا شرب من ماء زمزم قال:اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً وشفاء من كل داء .

أليس هذا بحد ذاته كنز توفر لنا بسهولة وكنز باق لا ينتهي ويجب علينا أن لا نغفل أو نضيع ما فيه ولا يكون لنا نصيب فيه وفي ما يحتوي من خيرات ودواء وارتواء .

هنيئاً لك أيها الحاج والمعتمر بحجك وعمرتك وهنيئاً لك بالطواف والسعي والوقوف بعرفة هنيئاً لك بفرصة العمر بزيارة الرسول والسلام عليه صلى الله عليه وسلم .

هنيئاً لك برجوعك سالماً غانماً فائزاً وعودتك بحج مبرور ليس له جزاء إلا الجنة وهنيئاً لك بماء زمزم اشربه مع الدعاء لك ولنا ولجميع المسلمين وتضلع منه وانضح منه على رأسك وجسدك ووجهك لتنال به الخير ويفتح الله عليه ويرضى عنك ويتقبل منك ويعصمك ويتم نعمته عليك, ولا تنسى أن تحضر منه لنا شربة ماء سقاك وسقانا الله من حوض رسوله شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة