احرِقْ ما شِئْتَ مِنْ جَسَدِي…!

تاريخ النشر: 23/10/10 | 8:11

بقلم الطالبة: روان جمال بدوية – من سكان قرية كفرقرع

“حاشا لِرَحمَتِكَ العَجيبَةِ أنْ تَرَى نَفسَاً وَ أنتَ صَنَعْتَها تَتَأَلَمْ” – مسعود سماحة-

نادِرُونَ هُم البَشَر الذينَ يَرْبَأُونَ على مَحَبَتِهِمْ وَ صَفاءِ نورِهِم في قُلُوبِ الأخرين، دونَ جحافل غمومٍ أَوْ أكوام كَدَرٍ، حتى موت الضرورةِ لِلَبسِ الأقنِعَةِ أَوِ التَمثيلِ. فَمَن نُقِشَتْ مَحَبَةُ اللهِ في قَلْبِهِ، تُغنيهِ عَنْ أَيٍ حُبٍ قَدْ يعيشُهُ في ظُلُماتٍ لا تَتَخَلَلُها أنوارٌ!

أَمَّا مَنْ جَعَلَ مِنَ التَمثِيلِ وسيلَةً لِكَسبِ حُبِ الطَرَفِ الأخَرِ، لأجلِهِم أفرُشُ بِساطَ كَلِماتِي:

رائِعٌ هُوَ قِناعُكَ يا أَنتْ!

قِناعٌ يَملأُ العَينَ وَ يَملِكُ النُفُوسَ،

بينَ ذاكَ الجَبِينِ وَالَفَمْ…

عَلامَ هُدُوئُكَ المُرعِدِ هذا،

يُغَلِّفُ عَقلَكَ السَخيفِ، وَجَهلَكَ الكَثيفِ، الجَمْ!

كُلُّها تَمثيلُ أدوارٍ،

بَدَوْتَ لِي فِيها، أخرَقَاً مُتَخَلِفاً، أَهْوَجَاً مُتَعَجرِفَاً، طَلْسَما!

لأُدرِكَنَ وَأَكتَشِفَّنَ سِرَكَ يَوماً،

أنَّكَ صَغيرٌ، مَريرٌ، فاشِلٌ، مُبْهَمْ…

أَتَرْفَعُ مِنْ شَأْنٍ قِناعِكَ هذا، يا صديقِي! لِتًحَلِلَ ما كتاب اللهِ حَرَّمْ…؟!

لا بَلْ لَكَ الموتُ…أَرْحَمْ!

احْرِقَ ما شِئْتَ! لأَرَى تِلكَ السلعَةَ المَنْبُوذَةَ، الرِوايِةَ الساقِطِةَ،

صَوْتُها في أُذُنِكَ، وَأَهْتَمْ!

هِيَ لَوْحَةٌ ذائِبَةٌ، سَحابَةُ ضَنَكٍ، حاشا أن تُذكَرَ بالأُنثى…

بِحَيثُ تُصَيِّرُ الفِرْدَوْسَ مَأْتَمْ!

احرِقْ ما شِئْتَ! بِعَدَدِ تِلكَ اللوحاتِ،

لآتِيكَ غاضِبَةً، قائِلَةً: كَمْ…كَمْ…؟!

لا بِالله لا…أيُها الصَغِيرُ…!

فَأَنا أُنثَى…وَهِيَ ألأُنثَى فَخرُها جَسِيمٌ، شَرَفُها عَظيمٌ وَ سامِيَةُ المَقامِ…

مِنْ أَنْ تأتِيكَ راجِيَةً، حتى لَوْ كُلِّفَتْ أَنْ تُشْنَقَ وَ تُعْدَمْ…!

تَمَرُدُكَ الرُجولِيِ هذا، بَركانٌ ثائِرٌ…

وَمَنْ بالتَمَرُدِ كالمُتَمَرِدينَ، يَفْهَمْ…؟!

أَغرورُكَ هذا وّصَلَ حَدَّ الخِضَمْ؟!

أَمْ غَرِقَ مُوَدِعاً، باكِياً…أَمْ…أَمْ…؟!

حَلاوةٌ أَنتَ بِقناعِكَ هذا، يا مَلِكَ الأِناثِ! في مُقلَةِ البشرِ!

أمَّا عينِي لِوجهِكَ الآخرِ…عَلقَماً…عَلْقَمْ…!

احتِرامٌ لَكَ مِنِي لاِحتِرافِكَ حُفرَةَ التَمثيلِ…

وَأَسَفٌ لَكَ منِي لِسُقوطِكَ فيها…

وَحينَها مَنْ سِوى الرَحمنِ يَرْحَمْ…؟!

احرِقْ ما شِئْتَ مِنْ جَسَدِي! يا مُمَثِلِي الصغِيرِ!

لكِن اياكَ أَنْ تَقْتَرِبَ مِنْ قَلبِي، فَقَدْ ذَكَرَ اسمَ رَبِّي،

مَنْ هُوَ أحبُّ الَيَّ مِنْ نَفْسِي، وَأَكَْرَمْ…!

“حاشا لِرَحمَتِهِ العَجيبَةِ أنْ تَرَى نَفسَاً وَ هُوَ صَنَعَها تَتَأَلَمْ”

‫19 تعليقات

  1. اوجه سؤالي للشاعرة:
    ماذا تعنين بالقصيدة هذه
    مادخل الممثل باحتراق جسدك
    يا ريت لو تشرحي لنا ما تريدي اخبارنا بهاذه القصيدة
    وشكرا

  2. كلمات جميلة ومعبرة بارك الله بك وبوالداك ودمتي ذخرا وفخرا لهم يا اخت روان

  3. اجزم بان اسلوبك جذاب ورائع .. ولكن لدي بعض الملاحظات ( ليست للتثبيط انما للتحسين ان شاء الله ) :
    *اولا عنصر الغموض والذي قد يؤدي بالقارئ الى الشعور بالتيَهان.
    * ثانيا تداخل الافكار، فقد احترت في مغزى ذكرك للانوثة مثلا ، بينما الكلام موجه للمنافقين على وجه العموم .

    اهنئك على موهبتك 🙂

  4. الى 2: لك الجواب عزيزتي “سلين”:
    “جميع القلوب تعلقت وعُلِقَت بقلوب اخرى”-اما من لم يمر بهذه الحالة، فله مني السماح بأنه كاذب!”
    الممثل هنا ذلك الشخص الذي ينتحل شخصية اخرى ليجعل الطرف الاخر يقع بحبه، وكما نعرف أن من يحب، والحب مشاعر، هي الحالة الوحيدة التي قد يكون بها الانسان صادقا، يخلع تلك الاقنعة ويكون زجاجة شفافة امام من يحبه…
    ولكن كثيرون هم الذين يتخذون الكذب والتمثيل بمعنى انتحال شخصية اخرى، سلاحا، ليجعلوا من تلك المشاعر اكاذيب!
    ايضا، تلك الحالة قد تجعل الانسان احيانا يقوم بتصرفات طائشة لأغاظة الطرف الاخر، اما لأغاظة عينيه بمنظر ما، أو أذنيه بكلام ما، وهنا استعملت هذا المعنى السلبي بمعنى الحرق الذي يؤدي الى تقلص الاشياء، اذ ان هذه التصرفات تجعل الحب يكمن في الاحتراق والموت، وليس كما يعتقد هذا الطائش باشتعال اهتمامه لدى الطرف الاخر!

    لك مني الشكر لسؤالك هذا، متمنية وضوح الصورة الان!

  5. لا شك ان لديك موهبة ابداعية امل ان تنميها . لكن وكثير يوافقني الراي انك يا شاعرتي استعملت اسلوب “مبهم” بالتعبير عن مشاعرك ربما يستصعب الكثيرون مثلي ايضا فهمه. فانا لست متعلمة مع اني اشعر اني مثقفة كذلك لست مثلك شاعرة.
    على فكرة: ما عمرك وما تفعلين بحياتك؟؟ اكيد بتتعلمي ادب عربي!

  6. حلو كثير ما كتبت عزيزتي روان والله يوفقك وبالنجاح لك بكل كتاباتك

  7. حياك الله يا روان وجمل ايامك بالسعاده والنجاح .

    شعرك جميا جداً …. فيه مواهب كبيره وعظيمه .

    وفقك الله ومزيداً من العطاء.

  8. الى من رحل في حب الله وهذا اجمل وأقدس حب:

    السنة نيران تستعر في فؤادي
    دمائي تثور حارة في عروقي
    سياط ألغيرة تحرق جسدي
    حبال ألحزن تطبق على خناقي
    عواصف ألغضب تقتلعني
    حبك سيدي كان مصدر سعادتي
    أما أليوم أصبح مصدر تعاستي
    أسعى للخلاص منه
    هو مركب بلا شراع محمل بالذكريات
    تحطمت شراعه على شاطئ بحر ألحب
    غرق ولم يجد له منقذ
    مات وضاع
    حملته أمواج الحياة بعيداً
    وبقيت أنا في ضفة
    وأنت في ضفة أخرى
    أصرخ وأنادي..لكن بلا جدوى
    أسمع فقط صدى صوتي
    لقد مات حبنا ألعظيم
    لقد ضاع ما كان في ألأمس
    فبين ألأمس واليوم ساعات قليلة
    لكنها تستطيع أن تكون موكب جنازة لتشييع ألحب ألضائع
    ألحب ألذي قتلناه
    سيدي
    أنت كنت ألحب ألذي أنشده
    أنت كنت ألأمل الذي انتظره
    أصبحت سراباً
    وأنا أصبحت كجثة هامدة
    بلا قلب
    وأنت ألسبب

  9. وبعد الوصال لا بد من إرتحال، تغرب الشمس وكأن أشعة غروبها سيوف تعمل في الغروب، فيخفق القلب صراعاً .. ويناديه الركب الراحل …وداعــــــاً ….
    ويهتف اللسان والقلب …قفوا….قفوا
    ولكن الركب سار والدمع من العين سال

  10. نعم شعر جميل

    ولكن بهدله للرجال

    يغلف عقلك السخيف وجهلك الكثيف الجم

    بدوت لي فيها اخرقا متخلفا اهوجا متعجرفا طلسما

    ما هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  11. الى رقم 11 يا انتَ بكل تأكيد، لا بد أنك لم تفهم القصيدة بمعناها المطلوب، فهذه الكاتبة قد ذكرت وعرفت ذكراً محدداُ باستعمال النداء والضمائر ، ولم تذكر أسلوب التعميم على الرجال …(كما اظهرت الشرح للقصيدة اعلاه في التعليق 5)
    وكما يا رقم 11 قد ذكرَت هذه الكاتبة، تلك الانثى التي لا تستحق هذا اللقب. أي بشعرها هذا لا يوجد أي تعريف لمعنى “البهدلة” للرجال كما ذكرتْ.

    ***أهنئك على شعرك الجميل هذا، وقوة ابداعك في الكتابة . وفقك الله وأدامك ذخرا لوالديك ولبلدك.

  12. انا لا استهين بلمقدره الادبيه للكاتبه ولكن انت من لا تري الاشياء في نصابها

    هي تخاطب الذكر الانسان

    اما الانثى فخاطبتها:

    فانا انثى ……….. وهي الانثى فخرها جسيما شرفها عظيم سامية المقام

  13. سلم قلمك وافكارك يا روان الى الامام . مالي مش شايف تعليق للقصده من ام مهدي . مشغوله بماذا ؟ يا ترى ؟ !!!!!!!!

  14. رد الى الرقم 13: نعم ولكن هل قرأت ماذا قالت عن تلك الانثى التي لا تستحق ان تذكر بالانثى – قالت بأنها “سلعة منبوذة ، رواية ساقطة ، حاشا ان تذكر بالنثى ، سحابة ضنك ، لوحة ذائبة ، تصير الفردوس مأتم..”-كلها صفات سلبية تحط من كرامة هذه الفتاة المعينة صاحبة تلك الصفات اعلاه، هي هذه الفتاة بنظر الكاتبة!
    واذكر مرة اخرى يا رقم 13 بانها ذكرت شخصا او ذكرا معينا ولم تستعمل اسلوب التعميم! وهنا وازنت بين تلك الانثى السلبية وذلك الذكر السلبي!
    ( اقرأ القصيدة والشرح بتمعن )
    وهذا برأيي تعبير رائع يعبر عن التصرفات الغبية لدى بعض الرجال والنساء تجاه الحب!

    استمري روان اسلوبك رائع وجذاب

  15. يهني عنجد كل الاحترام لالك روان والله انك احلى شاعرة ..
    كلمات ماثرة ومعبرة .. بحييك على موهبتك الاكثر من رائعة..

  16. لقد ســــعدتُ جـــــداً بقراءة شعرك…أنهُ مــــن أجمـــــل ما قَرأته على هذه الصــــفحـــات, مـــع كثرة القصـــائد الجميلة الاخرى.
    أعترف أنها قصيــــدة في غـــاية الروعة وكلمــــات معبرة تنطلــــق مـــــن جمـــال هذه القصيدة وحكمتها …
    فعـــــــــلاً أتمنــــــى للـــــــك النجاح والتقدم في مسيرتك هذه والاستمرار فيها..
    وأن تكونــــي ذخرا لكل مـــــن أحسنوا تعليمك وأدامك ذخرا لوالديــــك.
    بالنجــــــــاح…

  17. بصراحة انا اعجز عن كتابة الكلمات التي تعبر عن روعة القصيدة
    استمري دائما هكذا والى الامام يا اجمل شاعرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة