المُتَكَبِرُونْ!

تاريخ النشر: 02/09/10 | 12:09

بِقَلَمِ الطالِبَة: روان جمال بدوية – من قرية كفرقرع

قال المصطفى صلى الله عليه وسلم «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر».رواه البخاري.

التَكَبُرُ هُوَ مَرَضُ هذا العصر…عَصرٌ اختَلَطَ فيه الحابلُ بالنابِل… ، فيا لهؤلاءِ المساكين، الذين وَقَعُوا تحتَ أنيابِ هذا المرض..فَكَم مِنْ كبير عقله خاوي فارغ، ذُو قلبٍ يَصْطَنِعُ البياضَ، يلبَسُ قناعَ الابتِسامًةِ…وكَم مِنْ صغير عقله بارعٌ…

أنتُمْ…يا مَنْ تكونُ نَفْسُكُمْ لأنْفُسِكُمْ عابِدَة!

إليكم…إلى…

أنوفِكُمْ المُتَشامِخَة…

ألسِنَتِكُمْ الفارِغَة…

كلِمَتِكُمْ “أنا” الوحيدة وَالواحِدَة…

كيفَ لِي أنْ أحَقِّرَ الأنفُسَ الصالِحاتِ…

وَجميعكُم قَدّس الأنفُسَ الحاقِدة…؟!!

أعيشُ بينكُمْ حيثُ المنكراتِ وَلذةِ الأعيُنِ الحاسِدَة…

مُكابَدَةٌ هيَ الحياة مَعَكُم…

حيث يجلِسُ غدرُكُم قُربَ الوفاءِ إلى مائدة…

تفرَحُ قلوبُكُم…عقولُكم…أجسادُكم…

بسخرِيَتِها مِنَ الناسِ …

كما يَفْرَحُ الطفلُ بالوالِدَة…

أنتُم يا مَنْ تبَحثِرُون أموالَكُم…

لتجنبُوا الردى…

لِتسنَئوا أجلَكُم سنة واحِدَة…

بدَل منافِع لِكَسْبِ حياة خالِدَة…

على ماذا تضحَكُون؟!…أيّها…

المُتَكَبِرُونْ…

المُقعَدُونْ…

ألأصغَرُون…

فَكُل ألأنْفُسِ في الفَضَا غداً صاعِدَة…

أُناسٌ تبحثُ عَمَنْ يُكَفكِفُ دَمعها..

وَلَدَيْكُم حُزنهم كالأدمُعِ البارِدَة…

فَهَلْ مِنْ مكان…،

وِهادٍ…،

سنواتُ عجافٍ…

قَد أجِد فيها نِيرانَ شُرورِكُم خامِدَة؟!

اذا ما اخْتَلَفَتْ حياتِي عَنْ حياتِكُم، أيّها الرقيق…

فما لِلقُلوبِ غداً سِوَى واحِدَة…

أنتُمْ…يا مَنْ تكونُ نَفْسُكُمْ لأنْفُسِكُمْ عابِدَة!

فلَدَيّ مُتَكَبِر وَحِيد…مع الجمادِ… سأبقى لَه ساجِدَة…

مُتَكَبِرُونْ…ُمُتَكَبِرُونْ… مُتَكَبِرُونْ…

لا..لا..بَلْ تَحتَ الأحْذِيَةِ تعيشُون…!!!

‫11 تعليقات

  1. كثيرون المتكبرون في مجتمعنا ولكن الحذر مع التعامل مع هؤلاء الاشخاص لقلة اعترافهم بنفسهم…كلمات رائعة ابدعت في كتابتها اتمنى لك كل التوفيق والنجاح..الى الامام ^^

  2. كل الاحترام لك يا روان…. واتمنى ان ارى من امثالك في بلدنا الحبيب
    شامخة في اخلاقك وفي كتابتك .. قدما الى الامام

  3. لم اذهل عند قراءتي الموضوع الراقي بكلماته وافكاره وحتى بما بين سطوره وبعنوانه .. فلطالما كنت -يا روان- عنوانا للتميز والابداع .. سلمت اناملك وهمسات فكرك المبدعة .. ويسعدني ان اعترف بان مقالتك قد اضاءت في ذهني قولا لطالما رأيت فيه وصفا واقعيا للتكبر والغرور الا وهو : المغرور كالطائر .. كلما ارتفع في السماء .. كلما صغُر في اعين الناس ..!
    لك مني كل الاعجاب والتقدير وأسال الله ان يجعلك قمرا ينير سماء المبدعين .. قدما والى الامام 🙂

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة