همسة
تاريخ النشر: 01/03/14 | 5:33أخي الغالي.. أخيتي الغالية.. طالما فكرت في حالي وحالكم أنحن من السعداء أم من الأشقياء؟ ماذا سيكون حالنا عند الاحتضار ومصارعة الموت ؟ وهل سيختم لنا بـ "لا إله إلا الله" أم بغيرها؟ وما حالنا إذا أدخلنا قبورنا وحدنا في ظلمتها وضيقها؟ ليس لنا فيها أنيس؟ أم كيف سننجو من ضمة القبر؟ وبماذا سنجيب عند السؤال؟ وما حالنا عند الفزع وبعثرة القبور؟ بماذا سنخاطب الجبار سبحانه وتعالى؟ وكيف سنقف امامه ونحن على هذا الحال؟ والله لا أعلم كيف سنجيب وبماذا سنجيب وقد أصبحنا في زمن الزنا فيه حلال والزواج فيه محال والنساء فيه عارية والمساجد خالية وأحكام الله لاغية لا نحترم كبير.. ولا نرحم صغير يأكل القوي منا الضعيف.. نتاجر بالمعاصي ونرك جانب الصلاح واتبعنا طريق الغواية والضلال.. حتى تركنا علماء الامة الذين يتكلمون بقال الله وقال رسوله وتمسكنا بكلام دعاة الفتن والجهال الذين حولوا عالمنا من عالم يسكنه البشر إلى عالم يسكنه أيضاً البشر ولكن بقلوب اقسى من الحجر.
فإلى متى.. إلى متى سنبقى على هذا الحال؟ أما آن الأوان أن نستيقظ من جهلنا وأن نستوعب أننا لم نخلق سدى.. ولم نوجد في هذه الحياة عبثاً بل أننا خلفاء في الأرض قد كلفنا فيها بالأمانة تلك الأمانة التي عرضت على من هم أكبر منا خلقاً فخافوا وأشفقوا.
قال تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا) "الأحزاب: 72"، فهل عرفتم ما هي الأمانة؟ إنها عبادة الله.. عبادة الله سبحانه وتعالى لا عبادة المال والشهوات، عبادة بكل حب وإخلاص لله سبحانه لا شريك له في كل الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
فيا اخوتي.. لا تضيعوا لحظات أعماركم وراء الشهوات المحرمة، فإنها لذات فانية ، ومتعة منقضية تمضي متعتها وتبقى تبعتها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن عمله فيم فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه" (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح".
فأجعل لك ذخائر خير من تقوى تجد تأثيرها، وقدم لنفسك ما يسرك أن تراه غداً، وأعلم أن الله ليس بغافل عما تعمل واعلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين.