كلاب السلطان بقلم تحسين زحالقة
تاريخ النشر: 05/12/12 | 21:12
في بلد قريب وزمن ليس بالبعيد، كان يعيش سلطان جبار، وكان مولعا بالتوسع وحب السيطرة، فاحتل مساحات شاسعة، وبسط نفوذه وسيطرته عليها. وفي ذلك البلد أيضا مجموعة بائسة من الكلاب الضّالّة، تجوب الأزقّة ليلا بحثا عن فضلات تسد رمقها، وتلجأ إلى الخرائب نهارا لتتوارى عن العيون.
أراد السلطان عيونا تنقل إليه أخبار سلطنته وساكنيها وما يدور بينهم، فلم يجد خيرا من تلك الكلاب الضّالّة للقيام بالمهمة، فدعا شيوخها إليه وقال: "عليكم أن تُبدّلوا هيئتكم! فأنتم منذ اليوم أعواني ومستشاريَّ…" ثم ألقى لهم ببعض الفُتات…
خرجت الكلاب الضّالّة إلى الطرقات تتهادى في مشيتها، تغمرها النشوة والزهو. وسرعان ما تبدّلت أحوالها، فكشرت عن أنيابها، وراحت ترفع صوتها بالنباح ليل نهار… وتعيث فسادا في البلاد والعباد ، تنهش لحم هذا.. وتعضّ ذاك… كيف لا… وقد أصبحت كلاب السلطان، تأكل من فتاته وفضلاته وتضرب بسيفه…؟؟!!
وذات يوم، وقد تجاوزت تلك الكلاب كل حدّ، وتمادت في غيّها، وتذمّرت الرّعايا واشتكت، بعث السلطان في طلب تلك الكلاب… مكثت في ضيافته يوما أو بعض يوم، وخرجت من عنده وقد كتب على جبين كل منها وعلى قفاه: "كلب مسعور"… شهادة جلالة السلطان…
وراح الجميع يتسارّون متسائلين عن العلاج…فتقدم شيخ يحجب حاجباه الأبيضان الكثيفان عينيه، هزّ رأسه… وقال: " أحقّا لا تعرفون…؟؟!!"
بقلم تحسين زحالقة
عزيزي المحرر المسؤول اظن ان هذه القصة تبدو في ظاهرها قصة للاطفال
ولكنها ترمز الى ابعد من ذلك…. .!!!