نشاطات الإنسان تسببت في تغيرات حادة في مناخ الأرض
تاريخ النشر: 11/09/14 | 0:05شهدت بقاع مختلفة من العالم موجات من الحر كما شهدت بقاع أخرى انخفاضا حادا في درجات الحرارة، ويبين الباحثون أن النشاطات البشرية الصناعية والزراعية أدت إلى حدوث هذا الخلل الواضح، إذ أن انبعاث كميات هائلة من الغازات الضارة في الغلاف الجوي و حدوث تراجع في مساحة المناطق الزراعية وتحويلها إلى مواقع صناعية أدي إلى هذه التغيرات المناخية الكبيرة.
فعلى سبيل المثال، شهدت بعض مناطق تايلاند العام الماضي فيضانات مدمرة، كما اجتاحت الحر ولاية تكساس الأميركية العام الماضي حيث بلغت درجة الحرارة مستويات قياسية لم تصل إليها منذ ستينيات القرن الماضي، أما في انجلترا فخلال شهر نوفمبر الماضي ارتفعت الحرارة بشكل واضح وكذلك بعض الدول الأوروبية التي لم تكن تشهد سابقا موجات حر في السابق، ويعلل الباحثون السبب في ذلك هو تراكم ملايين الأطنان من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.
من جهة أخرى، فخلال فصل الشتاء الماضي 2013 / 2014 ضربات موجات من الصقيع عدد من المناطق في الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبعض الدول الأوربية، كما انخفضت درجات الحرارة بشكل واضح في بعض الدول العربية وتساقطت الثلوج على بعض دول الخليج العربي وعمت الأمطار عدد من تلك الدول.
الدراسات تبين وبشكل جلي أن النشاطات البشرية – الصناعية والزراعية – تؤثر على وتيرة التغيرات المناخية، إلا أن تلك التغيرات تستغرق في العادة سنوات طويلة، بينما ما يحدث الآن هو أن التغيرات المناخية أصبح ممكنا ملاحظتها حتى من قبل الناس العاديين الذي يقارنون الحالة المناخية التي تشهدها مناطقهم بما كان عليه الوضع قبل بضع سنوات خلت.
ومن تلك الدراسات الهامة التي حذرت من المخاطر الحقيقية الجمة التي تنجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري وأثرها على التغيرات المناخية دراسة هامة قادها الباحث “فيليب موت” من جامعة أوريغون الأميركية، وقد خلصت تلك الدراسة إلى أن التغيرات الحادة والمتطرفة التي يشهدها كوكب الأرض هي نتيجة طبيعية لظاهرة الاحتباس الحراري، وان موجات الحر التي تضرب عددا كبيرا من المناطق في العالم أصبحت تشكل خطرا على بيئة الأرض وهي تهدم التوازن الأيكلوجي لكوكبنا وتؤدي إلى فناء كثير من الكائنات الحية وهجرة كبيرة لبعض الكائنات الحية من موئلها الطبيعية التي كانت تتواجد فيها من ألاف السنوات.
وفي سياق متصل، فقد أدت هذه التغيرات المناخية المتطرفة إلى حدوث جفاف حاد في عدد من الدول وأمطار وسيول جارفة في أماكن أخرى، وان القطب الشمالي للكرة الأرضية يشهد حاليا تراجعا واضحا في نسبة الغطاء الجليدي فيه ، حيث تدل صور الأقمار الصناعية والدراسات الجغرافية أن ذوبان الثلوج قد تسبب في انكشاف مساحات واسعة من اليابسة في تلك المنطقة، وهذا سوف يتسبب في تغيرات حادة على كوكب الأرض وقضاء شامل على حياة بعض الكائنات الحية في تلك المناطق.