لم تكن تخيلات../امرأتان غارقتان في بحرٍ من عذاب /لم أهلوس البتة ذات عتمة باردة….

تاريخ النشر: 06/03/21 | 20:15

لم تكن تخيلات….
عطا الله شاهين
ذات عتمة سمعت طرقا على الباب، فقلت: لربما الرياح تدفع بأغصان الشجرة المزروعة بالقرب من الباب، لكنني بقيت أسمع طرقا على الباب، فقمت من على الأريكة، لكي أرى من الطارق؟
سألت مَنْ ؟ لم يرد علي أحد.. فتحت الباب، ورأيت امرأة تقف بلا حراك وبدت متجمدة.. أدخلتها إلى حجرة الصالون.. أجلستها على الأريكة ..
كانت المرأة ترتجف من البرد، والعاصفة في الخارج اشتدت .. الرياح كانت تهز البيت .. قلت لا هذه ليست تخيلات فأنا امرأة ترتجف على الأريكة.. أشعلت مدفأة الحطب.. رأيت بأن المرأة بدأت تتحرك.. وحين رأتني فرت من الباب، رغم أن الباب كان مغلقا بإحكام ..فقلت لا بد أنها امرأة شبح.. تمددت على الأريكة مرة أخرى، وقلت هل هي أرادت دفئا .. بعد مرور دقائق سمعت طرقا على الباب، ولكنني بقيت متمددا على الأريكة، وكأنني لم أسمع شيئا.. فقلت: لا لم تكن تخيلات، فلعل المرأة الشبح عادت مرة أخرى لتأخذ دفئا وترحلوولكنها لماذا تطرق الباب رغم أنها تمكنت للتو من الخروج منه..

————-

امرأتان غارقتان في بحرٍ من عذاب
عطا الله شاهين
امراة تخطو في الضباب
ترغب في العودة إلى منزلها البعيد ..
العتمة تخيم على المنطقة
الرياح تلفح وجهها..
ضباب كثيف يغطيها
لا أحد في الشارع!
تخطو وعلى وجهها قلق من المجهول ..
تقول: لا يعرفي
رجُلٌ خرِف ممدد على الأريكة نسيني تماما
ها أنا متعذّبة من زهايمر رجُلٍ أحبّه ..
تقول: لا يعرف من أنا، فلماذا سأبقى عنده ؟
تصل إلى بيتها متجمدة..
تقول: إلى متى سأظل غارقة في بحر من عذاب مع رجُلٍ لا يعرفني؟
امرأة تنتظر حافلة تحت المطر
تقف مرتعشة على رصيف شارع مسلفت حديثا..
تتمتم في ذاتها: أين الحافلة اللعينة؟
يمرّ الوقت ببطء، وتزداد المرأة ارتعاشا من برد مجنون..
المرأة تقف متجمدة على رصيف الشارع، ولا ترى أحدا غيرها..
تقول: لماذا الحافلة تتأخر كالعادة، أم أنها تعطّلت هذه الليلة؟
تفقد الأمل في الحافلة..
تخطو المرأة في العتمة تحت المطر
تصل إلى بيتها مبللة
تبدل ثيابها وتقول: هكذا حال الفقراء
فمتى سيكون عندي مالٌ لشراء سيارة؛ لكي أستريح من غرقي في بحر من عذاب …
————-

لم أهلوس البتة ذات عتمة باردة….
عطا الله شاهين
ذات عتمة ببردها المجنون أذكر بأنني سمعت طرقا على الباب، فقلت: لربما الرياح تدفع بأغصان الشجرة المزروعة بالقرب من الباب، لكنني بقيت أسمع لعدة دقائق طرقا على الباب، فقمت من على الأريكة، لكي أرى من الطارق؟
خطوت صوب الباب وسألت مَنْ الطارق ؟ لم يرد علي أحد.. ففتحت الباب، ورأيت امرأة تقف بلا حراك، وبدت متجمدة.. أدخلتها إلى حجرة الصالون.. أجلستها على الأريكة ولم تتحدث معي وبقيت صامتة..
كانت المرأة ترتجف من البرد، والعاصفة في الخارج اشتدت .. الرياح كانت تصفر بقوة .. قلت: لا فأنا لا أهلوس، فأنا أرى أمامي امرأة ترتجف على الأريكة.. أشعلت مدفأة الحطب لكي تتدفئى.. رأيت بأن المرأة بدأت تتحرك.. وحين رأتني، فرت من الباب، رغم أن الباب كان مغلقا بإحكام ..فقلت: لا بد أنها امرأة شبح.. تمددت على الأريكة مرة أخرى، وقلت: هل هي أرادت دفئا فقط .. بعد مرور دقائق عدة سمعت طرقا على الباب، ولكنني بقيت متمددا على الأريكة، وكأنني لم أسمع شيئا.. فقلت: لا، فأنا لا أهلوس، فلعل المرأة الشبح عادت مرة أخرى لتأخذ دفئا وترحل، ولكنها لماذا تطرق الباب، رغم أنها تمكنت للتو من الخروج منه فلا يمكن أن أكون في حالة هلوسة من برد مجنون خر في عظامي قبل اشعالي للمدفأة….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة