المزار الوحيد

تاريخ النشر: 16/10/11 | 9:43

يضعُ يديه اليمنى واليسرى

تحتَ رأسِهِ

وينامُ وحيداً… وحيداً… وحيدا

في أوحشِ الأمكنةِ

في أحلكِ الأمكنةِ

قالَ اتركوني وحيداً

أشار بيده… أَنْ سيكونُ سعيداً

وذهبنا منكّسي الرؤوسٍ

لا نلوي على شئْ

مَن يبكي ، ومَن يتباكى!

أطبقَ الخريفُ جفنيهِ على الثرى

وأرعدتْ أمُ قشعمِ

وألقتْ عصاها بالردى

تساقطتِ الأمطارُ، حباّتها تغسلُ الخطايا

تمحو الذكريات،

تبدّدُ ما كانَ

ما سيكونُ

تغفرُ أو تكفرُ لا أدري

وقالت زهرهٌ شتائيةٌ:

سلاماً لأخواتها

أدخلن مساكنكنَ …

لا يحطمنَّكم صلاحُ وجنودُهُ

وهم… لا يشعرون

قالت آخر دمعة:

هلّموا

فقد حان المزار.

أزفَ الفجرُ فسمعَ سقسقة العصافير الصغيرة

ترى ماذا تقولُ وماذا تريد

صوتُ طائر آخر يقطع صوت العصافير

صوتُ المؤدّن العجوز القديم ..لم يتغيّر

رباه!!

هذا أبي وعمي، وجدي وجدتي يتعانقان

هذه جدتي تقول العتابا

وتخبزُ خبز الطابون

ها أنا أقفُ في السوقِِ ملوّحاً للخواجا

ترقرقُ دمعةُ من عينيَ اليسرى

لماذا نموتُ؟

– سؤآلٌ غار بنفسِ الشاعرِ

وتمادى في خيالٍ عابرِ

يصلُ الماضي

بيُمنِ الحاضرِ —

أتراكَ سئمتَ فهجرتَ زهرتكَ الغاليةْ

أم ترى ناداكَ مَن ناداكَ ، شدَّ يديكَ

إليهِ… لبيّتَ النداءَ كعادتك!

لماذا وقفتَ وحيداً؟؟

وتركتَ مملكة العصافيرِ

دونَ غناء.

‫6 تعليقات

  1. ها أنا أقف على حافةِ الليل
    أرتشف هذه الكَلماتِ مع قليلٍ من توابلِ القَمر
    مَذاقها كَسماءِ اذار رقتهِ, سحره, وتألقهِ الفيروزي
    رائِحتها رحيقُ مسافاتٍ ظَننتُها بعيدة!!
    هَنيئاً لذلكَ القَلم الذي يتمايل بينَ أناملكَ العَميقة
    تَهانينا للأبجدية حينَ تُلامسها نَبضاتُ قلمكَ
    دُمتَ بِإبداع وتألق

  2. تحيه اجلال لك اخ سامي (العوده الماضي يزيدنا امل وتنتعش الحياه ويحيي الذكريات )

  3. استاذي الكريم اهلا وسهلا بك شاعرا في موقع بقجة..مقالاتك اضافت الجمال لقصائد

    الموقع..بكلماتك التحليلية رفعت معنوياتنا وجددت العزم باجتهادنا..

    نحن نكن الاحترام والمحبة لكتاب الموقع..ننشد الود الجميل..نشد على ايادي المبدعين..

    نعتز بالثقافة العربية..نؤيد المطالعة العامة..نهدف الى ان نجعل المطالعة العامة جزء

    من حياتنا اليومية..

    استاذي الكريم ..حياك الباري وجمل ايامك بالسعادة ومكارم الاخلاق.

    قصيدتك جوهرية الكلمات والمعاني…اتمنى لك دوام الصحة والعافية ودوام التالق

    والعطاء الخالد..

  4. أشكر شاعرة الوادي والأخ قاسم محاميد. تعليقك يا معالي يكون شعراً دائماً،فكأنما لا تعرفين النثر، بورك فيك هذا التألق الشعري وهذا الاحساس الراقي.

  5. أشكر للمحامي جمال ابو فنةهذه الاريحية والشعور النبيل، وإنني أهدف الى التواصل البناء مع الجيل الذي درس معي على يد الدكتور ابو سامي، وتمتعنا كثيراً وأفدنا من علمه، عسى ان تكون صحته بخير،وعساه ما زال يمارس رياضة الصباح،كما أرجو ان لا يبخل علينا بطلته البهية بين الفينة والفينة في موقع بقجة.
    ترى أين أبناء هذا الجيل ؟ ما لي لا أراهم يعلقون عندما يسمعون هذا الاسم، الذي أفنى حياته ومستقبله في سبيل الكلمة، أم أن مشاغل الحياة وهمومها وهموم رسالة التعليم في بلادنا، تشغلهم عن الاطلاع والمتابعة. أنا ، من يوم أن تحررت ، عدت لنفسي والى قلعتي الشعرية الحصينة، وما هدفي إلا تفعيل الحركة الأدبية في المثلث بالذات. فحياك الباري وجمل أيامك بالسعادة ومكارم الاخلاق أنت أيضاً، وهنيئاً لكم ولنا هذا الموقع البناء الذي قل مثيله في اهتماماته المميزة
    واذكرونا مثل ذكرانا لكم ربَّ ذكرى قرّبت من نزحا

  6. كلماتك الرائعة تترقرق كنغمات الفجر..
    قصيدتكَ غنوة ولحن جميل فيها الماضي والحاضر يجتمعان, فيها الجمالية مّدروزة الأحساس مفعمة المشاعر. حياك الله وسلمت أناملك المرمرية التي تتخذ رونقاً وأسيل اليكَ أستاذي الفضيل أنت تقرضُ الشعرالأصيل وتلوح للقمر بأناملك العذبة, لتكّون أمسياتكَ فوق عروق النعناع في حضّرة النسمات والشذى العليل..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة