عبلّين في نظر أبنائها

تاريخ النشر: 29/10/20 | 12:35

زهير دعيم
عبلّين الشّامة الجميلة على خدّ الجليل ، والبسمة المُشرقة على ثغره الأغرّ …. تشدّني ، تسحرني ، تسرقني من نفسي.
كيف لا ؟!!! والدّعة تجري في عروقها وتاريخها ، والطّيبة في ناسها ، والخضرة في روابيها ، والمحبّة في كلِّ مُكوّناتها ، وهدأة البال تسرح وتمرح أينما جُلتَ بعينيْكَ .
لا أبالغ .. ولكنني لمسْتُ وألمس هذا منذ رأت عيناي النور ؛ ألمسها مع كلّ إشراقة صباح ، ومع كلّ عندلة وزقزقة فوق رفرف بيتنا الدّعيميّ القديم.
فالعبالنة كما كانت تقول جدّتي : ” من روس الأوادم ” بل من علية القوم، يتسربلون بالمحبّة والتواضع ، ويؤمنون بالعيش المشترك والنظرات الضّارعة الى السماء وفي نفوسهم ألف صلاة.
قد يقول قائل : زهير يبالغ ومن حقّه هذا لأنّه عبلّينيّ !!!
لا يا صاحِ … الله يعلم أنّني لا أبالغ ، فقد كنّا وما زلنا السّبّاقين والمعطائين والمبدعين في زمن غطّى الظلام الآفاق.
اسألوا ” ورد وقتّاد” الديوان الأوّل الذي صدر بعد قيام الدولة سيقول لكم بالفم الملآن : ” أنّني من ريشة الشّاعر المبدع والجميل سكرتير رابطة الكتّاب العرب : جورج نجيب خليل .”
اسألوا ” مع الموكب ” الكتاب الثاني او بالأحرى المجموعة القصصية الثانية الصادرة في اسرائيل عام 1958 بعد ورد وقَتاد .. أسألوه سيقول لكم : ” أنا من همسات ورعشاب الكاتب سمعان عزيز دعيم شيخ نجم الشّهر.
حقيقة وما بعدها حقيقة ..
لقد علّمْنا الشرقَ الحرفَ ولوّنا جنبيْهِ بالعطاء.
والقافلة كبيرة وكبيرة جدًّا ويصعب تعدادها ، واخشى أن انسى أحدًا في الطريق.
والأجمل والأنقى اللُّحمة الجميلة التي تربطُ أبا جُبران بأبي محمد وجورج بمصطفى ناهيك عن الجيرة الحسنة التي تقطر حبًّا واحترامًا.
يطول الشّرح وتتلعثم الحروف وينخرسُ الكلام ، وتبقى عبلّين منارةً في الشّرق يُشار اليها بالبنان.
عبلّين موّال في فم الزّمان وستبقى كذلك ، ما دامت الشمس تُشرق صباحًا وتُلملم أذيالها مساءً .
عبلّين أغرودة الجليل المُسقسقة أبدًا على وتر المحبّة .
عبلّين حماك الربّ ورعاكِ ، فأنت حياتي بعد الربّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة