فجرُ القُدس

تاريخ النشر: 06/10/20 | 18:02

راحَ فَجرُ القُدس يَسْتَقصي مَمَراً
طالَ عُمرُ المَوْتِ
واشتَدَّ الحِصَار
تَاقَ أَن يَحيا قليلاً بعد موتٍ
ويَرَي رقصَ الحَمَام ِ
مع هَديلِ الفَجرِ يَسْمو دونَ نار
فتَحَرَّى عبرَ أسْوَارِ المَدينَةِ منفذا يَدخُلُها
أو ثغرةً بين تعاريج الجدار
وتَناسَى الفجرُ ظِلَّه حين غاب
هَمَّ يجري في زقاق السّوقِ يبكي
صِنوَهُ ويَلِمُّ الذكريات
حين كان السُّوق لا يتقنُ إلا العربيَّة
ويَعِجُّ بالعِقال والكوفِيّة
لا يرَى الجلباب والقبعة السوداء
أجراسٌ تدلّت من رؤوسٍ
تَستَخِفُّ بالقَضيّة
عند تِحْنانِ العَدَالَةِ راح يسأل
هل يطول الانتظار ؟؟
وهو يغفلْ أن في الظلمةِ خفاشٌ
يَجِفُّ إنْ رأى الأنوارَ حيّةِ
جاء يشكو الدُجنَ للشمس التي ولَّتْ
وأَلزَمَتِ القَمَرَ
أَلّا يَكون المُستَشار
عِنْد مُختارِ الأُمَم خلفَ البحَار
أَمَّا أعلام القِمَمْ فإِنَّهَا واهنةً
مَالَتْ عَلى عُكازِها مِن تُخمِها
حتى انحنى ثم انقسَم
منهم كَلِمْ ,منهم تَعَامَى وانهزم
منهم سَقِم ,منهم تراءى كالصنم ,
والباقي يَجرِي كالغنم ,
نحو القصور المُدرَّات بالنِّعَم ,
كي ً تَلْتَئِم في قِمَّةٍ
فيها يُصَلّون على روح المدينة
يقرؤون ” الفاتحة “.
ويَعودُ الفجرُ آسٍ في قنوطٍ
يَستَغيثُ مَن يجيرُ العدلَ في ليل الهويّة
والظلامُ قد تأَبَّد في الظلام
——————————-
احمد طه
كوكب ابو الهيجاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة