أحبس دموعي كي لا تحزني.. عطا الله شاهين

تاريخ النشر: 28/09/20 | 7:00

حين تأتيه أقكاره في العتمة..
عطا الله شاهين
يبيت في مزاج رائع حين تعتم الدنيا، ويجلس في حجرة بلا ضوء كنمط حياة اعتاده منذ زمن.. يحب العتمة، لأنه يشعر بجلوسه لزمن بارتياح جنوني.. هناك تأتيه أفكار غريبة، يتأمل صمت العتمة بهدةء.. يشعر بأنه عاشق للعتمة، التي تريح عقله الدائم التفكير في فوضى الحياة.. ففي العتمة ينسى همومه لزمن، ويبتعد عن صوت التلفاز، وصراخ الأطفال وضوء الحجرات. فهحبه للعتمة عشق جنوني.. فهو بلا عتمة يرى ذاته رجلا غريبا .. ففي العتمة يتأمل النجوم .. يفكر في عظمة الكون.. هناك يشعر بأن العتمة هي حياة أخرى تكمل الضوء بلا أي ضوء ..
فعشقه للعتمة هو عشق غريب ، لكنه عشق فلسفي، لأن هذا العشق يجعله في حالة تفكير فلسفي عن أهمية الضوء للناس، ولكن في العتمة هناك حياة يمقتها الناس، أما هو فيرى في العتمة ضوء آخر له للتأمل في معنى الوجود بلا ضوء..
فليس عشقه للعتمة هواية، إنما يرى في عشقه للعتمة عشقا فلسفيا.. فهو يرى في العتمة كل شيء من تأمله الطويل في أهمية العتمة، رغم أن الناس يحبون العيش تحت الضوء.. يرى في العتمة فلسفة يتعمق فيها كلما تعتم السماء، ويجلس في حالة تأمل جنوني لا لشيء فقط لأن أفكاره تأتيه في العتمة…

——————-

ترويض امرأة..
عطا الله شاهين
وجهها لا يشير إلى شراستها..
عيناها تخجلان من النظر صوبي
دنوي منها ينفرها..
شراستها ليست عنيفة لكنها متمردة في الحب!
أحاول ترويضها، ولكن
أتركها تهدأ لزمن..
أعاود الدنو منها، لكنها لم تروض بعد
فترويضي لها لم يكن محترفا..
امرأة تنظر صوبي، وكأن شراستها هي قوة انجذابي لها
أروضها بهدوء كي تعي ماذا أريد منها؟
ليس فيها أي شيء خطأ..
كل ما في الأمر أنها جديدة على الحب ..
فترويض لامرأة مستمر حتى تفهم سرّ انجذابي لها..
——————–

عقلي في إستراحة مؤقتة..
عطا الله شاهين
أترك أفكاري تتدلّى من رأسي المثقل بهموم الحياة
أفكاري تتسكع على أرضية رطبة
امرأة في حجرة مجاورة تدرّس أطفال بصوت عالٍ
أفكاري تنام بالقرب من المرأة التي تعلّم أطفالها بالصراخ
رأسي فارغ الآن من الأفكار
عقلي في استراحة مؤقتة
المرأة لم تلتفت لي البتة، وكأنني لست موجودا بجانبها
صوت سماعات الجامع تدعو للمشاركة في جنازة رجل غير معروف
التفاز يبث مشاهد موت الأطفال من قصف جنوني في بلد عربي
أفكاري تتدفّئ من جوارب المرأة التي نسيتني تماما
عقلي يستريح من هموم الحياة المتعبة
أغفو بلا أفكار على غير العادة
عقلي في استراحة من الأفكار، لكنها استراحة مؤقتة..

————————-

أحبس دموعي كي لا تحزني..
عطا الله شاهين
في عيني حزن
أحبس دموعي كي لا تحزني
لا أرغب أن تريني حزينا
أحاول أن تريني بلا أي حزن
دموعي ترغب بالتساقط ،لكنني أمنعها
منذ زمن وأنا أعيش في حزن على ماض أشتاق إليه
حنيني للماضي لا يتوقف..
أثلب شريط الذكريات وأبكي في داخلي
أشتاق لوطن سلبه الغرباء
ارغب في البكاء لسرمد
لا أريدك أن تريني رجلا باكيا!
لا أرغب أن تحزني معي
أرغب أن تعيشي بلا أي حزن..
ها أنا أتذكر الماضي وأبكي بحرقة وأحبس دموعي ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة