أَتَتْرُكُ الشَّمْسُ فَجْرَاً حَزِينْ

لِمَ قَد تَرْحَلِين

وَفِي قَلْبِيَ الآفُ السَّكَرَات مِن الْمَوت

تَتْبَعِينَهاَ عَلَى هَوَامِشَ وَدَفَاتِرُ فَارِغَة الْمَعْنَى

فَأَنَا وَأَنْتِ اثْنَان فِي قَلْبِ وَاحِد

نَعِيشُ عَلَى صَدَى ذِكْرَى قَلْبٍ أَلِيم

كُونِي مَعِي حَبِيبَتِي وَانْسِي الْمَاضِي بِحَنِين ..

أَتَتْرُكُ الشَّمْسُ فَجْرَاً حَزِين ؟!

وَأَيَتْرُكُ الْمَرِيضُ صَوْتَ الأَنِينْ ؟!

لِمَ قَد تَرْحَلِين ؟! ..

وَفِي حَيَاتِي ذِكْرَيَات لَم نُنْهِهَا بَعْدُ

تَحْمِلُ مِنَ الْمَوَدَّة كُلَّ وَافٍ وَمُفِيد

لَهَا الظِّلالُ وَنَحْنُ لَهَا عَبِيدْ

نَسْتَيْقِظُ عَلَى أَصْوَاتٍ وَصُوَر

تَهُزُّ الْجَارِحَ وَالْمَجْرُوح

دَعِينَا نَخْتَبِئُ بَيْنَ سَحَابٍ مُبِينْ

أَو خَلْفَ نَيْزَكٍ أو شهَابٍ لَجينْ

وِبِمَا أَنَّنَا وَصَلْنَا لِمَرْحَلَةِ الرَّهِينةُ وَالرَّهِين

دَعِينَا نَخْتَبِئُ فِي قَفَصِ عُصْفُورٍ سَجِين

فَقَد تَعِبْتُ وَكَلِلتُ مِن الْمُطَارَدَات

وَمِن أَصْوَات تَتَتَبَّعُ آثَارَ رَجُلٍ مِسْكِين

فَلِمَ قَد تَرْحَلِين ؟!

وَنَحْنُ فِي طَرِيقِنَا لِلْمَآزِقَ

نَتَبَسَّمُ لِلكُؤُوس وَلَيْسَ مَعَنَا نُقُودٌ أَو أَي شَيءٍ ثَمِين

غَيْرَ صِنَّارَةَ صَيْدٍ وَقَلْب حَزِين

فِي جَوفِهِ يَحْتَجِزُ الْغَضَب

وَمِن كَلامِهِ قَد تَحَوَّلَ الصَّلْبُ إِلَى لِين

لِم قَد تَرْحَلِين ؟!

مَلِلتُ يَا امْرَأَتِي .. صَوتٌ يَقُولُ مِن أَعْمَاقِ الصَّمِيمْ

لا تَدَعْهَا وَلا تُذْهِب حَقَاً .. لا تَذْهَبِين

أَمَرْتُكِ فَاسْتَجِيبِي وَلا تَصْرُخِين ..

فِي وَجْهِي بَل أَطِيعِينِي

هَذَا يَكْفِي .. تَعِبْتُ مِن قَوْلِ لا تَتَمَرَّدِين

وَبَعْدُ سَأَقُولُ ..

لِمَ قَد تَرْحَلِين ؟!

تَرَجَّلِي يَا فَتَاة ..

فَأَنَا لا أَغَارُ عَلَيْكِ مِن شَابٍّ مُهَرْوِلٍ سَئِيمْ

وَلا أَمْلِكُ ذَهَبَاً لِتَتَزَوَّجِين

وَلا مَعِي طَعَامٌ لِتَعِيشِينْ

أَتَسْمَحِينَ بِشَيءٍ قَد سَجَا بِقَلْبِيَ الدَّفِينْ

وَلَكِن احْتَفِظِي بِهَذَا السِّرِّ .. فَأَنَا أَمِينْ

بَعْدَ كُلِّ هَذِا الْفَقْرِ وَالتَّعَبِ وَالأَنِينْ

لَن أَقُولَ لا تَرْحَلِين ..

ارْحَلِي لِتَجِدِي نَفْسَكِ فِي رَجُلٍ غَنِيٍّ جَمِيلْ

فَأَنَا كَمَا تَرَيْن ..

لَسْتُ إِلا عَاهَةً مِسْكِين ..

هَيَّا .. لِمَ لا تَرْحَلِينْ ؟!!

بقلم رشيد عناية