ليتني أستطيع الهروبَ منكِ إليكِ../ذاكرتي لم تحتفظ أنوثتها../النّوْمُ على شفراتِ العدمِ../أوقفتُ الحُلْمَ في منتصفِ المشهد….

تاريخ النشر: 10/09/20 | 7:35

ليتني أستطيع الهروبَ منكِ إليكِ..
عطا الله شاهين
انسللْتُ منك خلسةً دون أن تلمحيني،
لكنني لم أستطع الهروبَ لمسافة منك..
فقلبك أعادني إليك بدقّاته
قلت: ما هذا الحب الذي لا يمكنّني من الهروب منه؟
لم تسأليني عن سببِ هروبي منكِ،
لكن عيناك كانتا توبّخاني بصمت
قلبك يجذبني إليك كل ثانية نكون فيها منسجميْن في الهمسات
عاودتُ الانسلال منك، لكنني لم أستطع الابتعادَ عنك لمسافةِ صفر
قلت: ألهذه الدرجة قلبي واقع في حُبّها
لم تتوقف همساتها، على الرغم من محاولاتي الهبلة للهروب منها
قلت بعد أن توقفت الهمسات من شفتيها ليتني أستطيع الهروب منك إليك
فهروبي منك إليك هو الحُبّ، الذي لا يموت عند لقاء العاشقين في مكان يصغي لهمساتنا..
——————–

ذاكرتي لم تحتفظ أنوثتها..
عطا الله شاهين
رسمتُ وجهها..
أتذكر عينيها وشفتيها..
امرأة لم أعد أتذكر باقي جسدها..
فاللوحة ما زالت غير كاملة لامرأة طارت من ذاكرتي سريعا..
فقط رسمت وجها لامرأة لم أرها إلا مرة واحدة من مسافة صفر..
إعجابي بها جعلني أرسمها..
أحاول تذكّر نصفها الآخر المليء بالأنوثة،
لكنني مصمم على تخيل جسدها..
فعقلي لا يتذكر سوى وجهها الأبيض..
أتذكر عينيها وشفتيها وشعرها الأسود المهفهف على ظهرها..
فكلما أمسك فرشاية الرسم لرسم نصفها الآخر،
إلا أنني نسيت شكل نصف جسدها الأنثوي..
لربما سأتذكر ذاك الجسد، الذي فيه من الأنوثة كل شيء رائع..
ذاكرتي لم تحتفظ أنوثتها بنصف جسدها، الذي جنّنني..
لربّما حصل خلل في الذاكرة، عندما رأيت المرأة، التي اختفت فجأة من أمامي عيني..
————————

النّوْمُ على شفراتِ العدمِ..
عطا الله شاهين
أنا منذ زمن قررتُ التخلي عن الوجود..
رحلت بمحض إرادتي إلى العدم..
تعبتُ من حياة فيها كل الأزمات..
هربت من كوارث الطبيعة..
دخلت بوابةَ العدمِ دون الإلتفاتِ إلى الوجود
ها أنا أنام على شفرات العدم..
ليس العدم أقل ألما من الوجود..
أتألم من وجودي في العدم رغم النوم على شفراته..
أدرك تماما بأن الألم في العدم أصعب لتحمله، لكن لا أمراض في العدم..
ففي العدم لا أرى حزنا، ولا شيء من صور الماضي..
فلا أدري هل سأموت في العدم بعد سرمد؟..
لا شيء في العدم يشبه الوجود ولا حتى الصمت..
لا أرى أية أزمات في العدم..
فالنوم على شفرات العدم أهون من وجود فيه كل الألم..
———————

أوقفتُ الحُلْمَ في منتصفِ المشهد….
عطا الله شاهين
حلمتُ على غير العادة بامرأة تصرخ..
رأيت في الحلم امرأة خيّل لي بأنني أعرفها..
كانت توبّخني من بعيد بكلمات جارحة
أغلقت أذني لكي لا أسمع صراخها
ظلت تصرخ عليّ بصوت قوي..
عدت في شريط الذكريات للخلف لكي أتذكّر هذه المرأة
لم أتمكن تذكرها، رغم تمعني بصور الماضي
ظلت تصرخ علي في الحُلْمِ، وكأنها تعاتبني على تركي لها بلا سبب
لم تسمح لي بالتفوه بكلمة وظلت تصرخ بصوتها المدوّي
قررت عندها ايقاف الحُلْم في منتصف المشهد
لم أرغب في تكملة الحُلْمِ
فصوتها أصمّ أذني
قلت: لعلني سأتمكن من تذكرها في حُلْمٍ آخر..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة